إلغاء الزيارة المرتقبة بين أوباما ونتنياهو تعد مؤشرًا على تدهور العلاقات بين واشنطن وإسرائيل
يتبادل البيت الأبيض ونتنياهو الاتهامات حول فشل زيارة الأخير إلى واشنطن، حيث نشرت صحيفة ها أرتز الإسرائيلية أن سبب إلغاء الزيارة هو عدم إعداد لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين أن المتحدث الرسمي للبيت الأبيض أعلن أن إلغاء زيارة نتنياهو جاء بشكل مفاجئ، نظرًا لتأكيد البيت الأبيض الزيارة مع الحكومة الإسرائيلية يوم 18 مارس المقبل.
وقد صرح نيد برايس، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، عن أسباب الإلغاء قائلًا: "كنا نتطلع لاستضافة هذا الاجتماع الثنائي حين فوجئنا بمعلومة، وردتنا أولًا عبر الإعلام، مفادها أن رئيس الوزراء، عوضًا عن أن يقبل دعوتنا، قرر إلغاء زيارته". وأضاف "التقارير التي زعمت أننا لم نكن قادرين على استيعاب الجدول الزمني لرئيس الوزراء ليست صحيحة".
وبعد رد فعل غاضب على الأمريكيين، أوضحت مصادر في مكتب نتنياهو، نشرتها جريدة ها أرتز الاسرائيلية، أن نتنياهو قرر عدم الذهاب إلى واشنطن في ذروة الانتخابات التمهيدية الرئاسية، حيث أنها دعت مرشحين للرئاسة الأمريكية من كلا الطرفين، الجمهوري والديموقراطي، لحضور مؤتمر "ايباك"، وحددت لهم لقاءات مع نتنياهو، الأمر الذي قد يخلق انطباعًا عن تدخل رئيس الوزراء في دعم واحدة أو مرشح آخر على حد تعبير تلك المصادر.
تأتي تلك الزيارة تزامنًا مع المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية "إيباك"، وهو أكبر لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وهي مناسبة شارك فيها نتانياهو مرارًا خلال السنوات الماضية.
وتتجذر أسباب توتر العلاقات بين واشنطن وإسرائيل بسبب التعتيم على زيارة جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، إلى اسرائيل في 2010 ، حيث عتمت الحكومة الإسرائيلية على مشروع لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة "رامات شلومو" في القدس الشرقية المحتلة، الأمر الذي أثار رد فعل حاد من نائب الرئيس الأمريكي بسبب تزامن هذا الإعلان مع زيارته.
وقد زادت حدة التوتر بين الجانبين منذ أن دخل الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني حيز التنفيذ بين القوى العظمى وطهران، حيث زار نتنياهو واشنطن للاحتجاج على تنفيذ الاتفاق الذي أقره أوباما. وخلال زيارته، رفض البيت الأبيض تحديد موعد لعقد اجتماع بين أوباما ونتنياهو، بحجة أن الإسرائيليين خرقوا البروتوكول الدبلوماسي بعدم التشاور مع الإدارة الأمريكية قبل السفر إلى العاصمة الأمريكية.
فيديو لأوباما ينتقد فيه خطاب نتنياهو حول إيران:
والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي سعى إلى التخفيف من حدة التوترات بينهما ولا سيما مع اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي حاول خلاله كل من أوباما ونتانياهو تهدئة الأجواء بتصريحات صبت في هذا السياق، والعمل على وضع حزمة مساعدات دفاعية جديدة لمدة 10 سنوات. وتشمل تلك المساعدات منح إسرائيل 3.1 مليار دولار أمريكي سنويًّا، بالإضافة إلى الإنفاق على مشاريع الأخرى مثل أنظمة الدفاع الصاروخي.
العلاقات بين واشنطن وإسرائيل شهدت توترًا ملحوظًا منذ 2010، وقد زاد ذلك التوتر التعنت الإسرائيلي مع أدارة أوباما فيما يختص بالاتفاق النووي الإيراني، لكن مع إعلان مكتب نتنياهو ترتيب مقابلات مع مرشحي الرئاسة في الانتخابات الحالية، يعد ذلك مؤشرًا خطرًا على محاولة استمالة المرشحين لدعم موقف إسرائيل بشكل خاص، على عكس ما يفعله أوباما بسبب تصرفات نتنياهو الأخيرة.
يبدو واضحًا أن الإدارة الحالية، التي تقترب من نهاية فترتها، لم تعد ذات نفع لنتنياهو رغم العطاءات والمساعدات السخية، السياسية منها والعسكرية، التي تمنحها واشطن لإسرائيل. خصوصًا مع إعلان أوباما عدم تدخله في أي اتفاقات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى نهاية مدته.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuNzcg جزيرة ام اند امز