حراك سياسي تشهده الجبهة اليمنية قد يفضي إلى اتفاق بوقف الحرب والدخول في مفاوضات برعاية أممية
بات في حكم المؤكد أن هناك حراكًا سياسيًّا قد يفضي إلى اتفاق بوقف الحرب باليمن، والدخول في مفاوضات برعاية أممية يجرى التحضير لها بسرية تامة خلال هذه الفترة .
وقالت مصادر دبلوماسية لبوابة العين الإخبارية، إن وسطاء قدموا من اليمن إلي منطقة سعودية بالقرب من الحدود اليمنية، وأن الوفد الذي كان مقررًا له أن يقوم بتسليم أسير من القوات المسلحة السعودية جدد رغبة الحوثيين الدخول في مفاوضات مباشرة مع المملكة، والاتفاق على صيغة توقف المواجهات بين الطرفين، سواء على الحدود بين البلدين او غيرها بالداخل .
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الحوثيين أبلغوا المبعوث الأممي برغبتهم بالحل مؤخرًا، بعد تضيق الخناق عليهم في أكثر من جبهة، ومع اقتراب القوات الحكومية والمقاومة ومساندتهم بقوات التحالف العربي، الأمر الذي دفع بالمبعوث الأممي إلى القيام بجولة لهذا الغرض تباحث فيها مع عدد من المسؤولين بالسعودية، والتي كان من ضمنها لقاءه أمس بأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني .
وحسب مصادر خاصة، فإن الحوثيين وافقوا على المبادرة بإبداء حسن النية بإطلاق معتقلين، وأن خطوتهم التي تمت أمس بتسليم جندي سعودي تأتي في هذا الإطار.
وأشارت المصادر إلى أن لقاءات على مستويات عادية تمت خلال الفترة الماضية بين المملكة والحوثيين، وأن مساعٍ لمشايخ وقادة عسكريين يمنيين بدأت خلال الساعات الماضية جهودًا مكثفة بعد عبورها الحدود اليمنية للمملكة العربية السعودية لطرح رؤى للحل، وأن هذه الشخصيات جاءت بعد مباحثات سابقة، وبعد اتفاق بالتفويض من قبل زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي .
ونقل القيادي الحوثي حسن زيد عن عضو المجلس السياسي للجماعة عبد الملك العجري قوله: "وفود من اللجان الشعبية والجيش تعبر الحدود وهناك مفاوضات مباشرة ومكثفة".
وأضافت المصادر لبوابة العين أن المباحثات الجارية وفرت فرصة للتوصل لأرضية مشتركة للمفاوضات، وأن المملكة السعودية قامت خلال الأيام القليلة الماضية بتسليم أسرى من الحوثيين لديها، كما قام ضباط استخبارات ومسؤولين على مستوى عادي بعبور الحدود السعودية لصعدة والسماع للحوثيين والمبادرة التي يحملونها للحل، والتي عبروا عن رغبتهم بها، وأبلغوا المملكة العربية السعودية عنها عبر وسطاء.
وتكشف معلومات أن احتمالات عقد مفاوضات جديدة تزايدت، ومن الممكن الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة من قبل المبعوث الأممي لليمن ولد الشيخ، ورجح مراقبون عقدها بالعاصمة الأردنية عمان، ومن المتوقع أن يتم خلالها الإعلان عن وثيقة اتفاق توقف بموجبها الحرب، وتبدأ عجلة العملية السياسية بالدوران.
وعلى الصعيد المقابل، أحدث هذا الحراك السياسي انشقاقات واتهامات متبادلة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أصبح حسب مقربين منه يحيط تحركاته بسرية خوفًا من قيام الحوثيين بقتله، لاسيما في ظل اتهامات وجهها الحوثيون له بأنه يقف وراء تسريبات إعلامية تهدف للنيل منهم، والتشهير بهم واتهامهم بالخيانة والخضوع للسعودية .
وقال مقربون من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لبوابة "العين" الإخبارية، إن صالح يشعر بأن هناك تحركات حوثية سرية تتم دون التنسيق معه مع المملكة العربية السعودية، وإنه يشعر بالخوف كون هذا التقارب يمكن أن يجعله ضحية سهلة للطرفين ويعزله عن المشهد السياسي، ويدفع للدخول في مفاوضات لا يكون طرفًا فيها .
وقال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية لبوابة العين الإخبارية إن هناك ضغوطًا خارجية كبيرة تُمارس ضد الحكومة من أجل الدخول في مفاوضات والوصول الي حل سياسي للأزمة اليمنية، وإن الولايات المتحدة الأمريكية مع دول أوروبية تقوم بهذه الضغوط، بالإضافة إلى ضغوط من جانب الأمم المتحدة عبر المبعوث لليمن إسماعيل ولد الشيخ على القيادة اليمنية خلال اليومين الماضيين في لقاءات جمع الطرفين بالعاصمة السعودية الرياض.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز