فدائيات فلسطين في يوم المرأة .. 16 بطولة للأيدي الناعمة
أبو طير، هي واحدة من 16 فلسطينية استشهدن منذ بدء موجة المواجهات الحالية التي انطلقت مطلع أكتوبر، بما يشكل 8.3% من إجمالي عدد الشهداء.
لم يكن مفاجئًا إقدام الاحتلال الإسرائيلي على إعدام المرأة الفلسطينية فدوى أبو طير، بإطلاق النار المباشر في القدس المحتلة، صبيحة يوم المرأة العالمي؛ ليوجه رسالة دم لنساء فلسطين في يومهن العالمي الذي بدأ باكرًا باعتقال امرأتين، ليبقى بطش الاحتلال حاضرًا في هذا اليوم.
واستشهدت فدوى أبو طير (51 عامًا) من قرية أم طوبا جنوب القدس المحتلة، ظهر اليوم، بعد إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليها في باب الحديد داخل البلدة القديمة بالقدس، بزعم مصادر إسرائيلية أن الشهيدة حاولت تنفيذ عملية طعن.
بيد أن شهود عيان نفوا الرواية الإسرائيلية، موضحين أن الشهيدة لم تنتبه لطلب الجنود بالتوقف، وعندما انتبهت أرادت فتح حقيبتها فبادرها الجنود بإطلاق 4 رصاصات أصابتها إحداها في الرأس ولم يكن معها سكين أو أي شيء آخر.
وقالت المسعفة في عيادة المسجد الأقصى زهرة خوص، التي كانت من الأوائل الذين وصلوا موقع الإعدام الميداني، إنها رأت الشهيدة مضرجة بدمائها وقد خرجت عينها من رأسها بسبب إطلاق الرصاص على الرأس، كما كان وجهها أصفر اللون وشاحبًا.
وأضافت، أنها لم تشاهد أي أداة حادة إلى جوار جسد الشهيدة التي تركت تنزف لأكثر من نصف ساعة حتى السماح بوصول الأطباء إليها، حيث كانت قد فارقت الحياة.
معطيات عن الشهيدات:
والشهيدة أبو طير، هي واحدة من 16 شهيدة فلسطينية استشهدن منذ بدء موجة المواجهات الحالية التي انطلقت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بما يشكل 8.3 % من إجمالي عدد الشهداء.
ويوضح نائب مدير وحدة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ياسر عبد الغفور، أن 7 شهيدات هن من الأطفال (دون 17 عامًا).
ولفت إلى أن 10 نساء استشهدن خلال تنفيذهن أو اشتباه الاحتلال بمحاولتهن تنفيذ عمليات طعن أو دهس ضد جنود الاحتلال، ما يؤشر على انخراطهن القوي في الفعل المقاوم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن المرأة كانت شريكة في التضحية والنضال الفلسطيني؛ فمنذ عام 2012 (بسبب حربي عام 2012 و2014) استشهدت 316 امرأة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما أصيبت 2168 امرأة أخرى بجراح، وتعرضت 600 امرأة للإجهاض.
أشرقت فخر والدها:
ويؤكد والدة الفتاة أشرقت قطناني، التي استشهدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد تعرضها لإطلاق نار وعملية دهس من مستوطن إسرائيلي على مقربة من حاجز حوارة جنوب نابلس وذلك بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن في المكان، أن ابنته أرادت أن تثأر لأبناء وبنات شعبها وللأقصى الذي يتعرض للتهويد.
وأطلق جنود الاحتلال النار باتجاهها بعد تعرضها لدهس متعمد من قِبَل مستوطن إسرائيلي على مقربة من حاجز حوارة جنوب نابلس، وذلك بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن في المكان.
وقال طه قطناني لبوابة "العين" الإخبارية، إنه فخور بابنته، وحرص منذ استشهاده على التأكيد بتوجهها النضالي، وأنها حاولت تنفيذ شيء ما في الوقت الذي يعجز فيه كثر عن مجابهة هذا الاحتلال.
وأشار إلى أن ابنته كانت تتابع أحداث الانتفاضة الحالية، وتبكي بألم على الشهداء والتهود في القدس، كانت تحدثني عن حلمها دراسة القانون لتدافع عن قضايا شعبها، ولكنها في غمرة العدوان اختارت أن تدافع بالفعل الميداني فمضت شهيدة وأنا فخور بها.
مشاركة متعددة الأنماط:
بدوره، يؤكد علاء الريماوي، مدير مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أن مشاركة المرأة في انتفاضة القدس متعددة الأنماط والأشكال؛ فهي كانت حاضرة في المواجهات الميدانية في نقاط التماس، وكذلك الجانب التعبوي والبعد الدعائي والدعم اللوجيستي، ثم الانخراط الفعلي في العمل المقاومة من خلال عمليات الطعن والدهس التي نفذت.
وقال الريماوي لبوابة "العين": "المرأة ليست طارئة في العمل السياسي ولا العمل المقاوم، فهي جزء من المقاومة والثورة والانتفاضات"، لافتًا إلى أن غالبية الفصائل الفلسطينية تضم تشكيلات عسكرية نسائية خاصة ضمن أجنحتها العسكرية، ما يعكس وعيًا واستيعابًا للحالة النضالية والثورية التي تمثلها المرأة التي تحضر أيضًا في جوانب الدعم اللوجيستي، ذلك لدينا استشهاديات وعشرات المعتقلات في سجون الاحتلال.
عطاء تاريخي:
وتؤكد هيفاء الأغا، وزيرة المرأة الفلسطينية، في حديثها لبوابة "العين"، أن شراكة الفتاة والمرأة الفلسطينية في الانتفاضة الحالية هو امتداد لشراكتها في النضال الوطني منذ بدء الثورة الفلسطينية وقبلها.
وقالت الأغا: "المرأة الفلسطينية هي أيقونة الثورة، ورمز للبطولة والتضحية، بل هي أيقونة العالم وصمودها وتحديها عنوان للفخر؛ نجدها في كل ساحات العطاء والبذل، اليوم في هذه الانتفاضة لدينا 18 شهيدة، وقرابة 120 حالة اعتقال لإناث، بقي منهم قرابة 60 معتقلة بينهن 13 فتاة قاصر، فيما آخر المعتقلات كانت سيدتان قد اعتقلتا، فجر اليوم، من رام الله وجنين.
وشددت على أن المرأة الفلسطينية تناضل حتى وهي في بيتها، تناضل في الضفة وأراضي 48 والشتات وفي غزة تحت الحصار والدمار، ومع كل التضحيات والعدوان الذي تتعرض له وبعض أنماط الظلم الاجتماعي؛ تعطي بلا حدود.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز