تهاوت أسعار الدواجن في قطاع غزة بشكل غير مسبوق للمرة الأولى منذ نحو 10 أعوام، الأمر الذي سبَّب خسائر فادحة للتجار والمزارعين
تهاوت أسعار الدواجن في قطاع غزة بشكل غير مسبوق للمرة الأولى منذ أكثر من 10 أعوام، الأمر الذي سبَّب خسائر فادحة للتجار والمزارعين، بسبب اضطرارهم لبيع الدجاج بأسعار دون تحقيق ربح، خوفًا من تهاوي الأسعار بشكل أكبر من الحالي.
ووصل سعر كيلو الدجاج اللاحم للمستهلك إلى 8 شواكل (1.9 دولار)، وهو السعر الذي لم يسجل مطلقًا في الأسواق الغزية منذ نحو 10 أعوام، علمًا بأن أسعار الدجاج في الأيام العادية كانت تصل لأكثر من (3 دولارات).
واشتكى تجار ومزارعون في أحاديث مع بوابة "العين" الإخبارية من تدني الأسعار، التي جاءت بسبب قرارات وزارة الزراعة في غزة الأخيرة، والتي اعتبروها بأنها ستزيد الأمور تعقيدًا في الأسعار التي لن ترتفع في الفترة الحالية، وربما ستنخفض أكثر بسب بعض المضاربات بين التجار الذين يملكون كميات كبيرة من الدجاج، في مسعى لبيعها قبل أن يتكبدوا خسائر جديدة.
وطالب التجار من وزارة الزراعة في غزة بضرورة تعويضهم عن تلك الخسائر التي تكبدوها بسبب هذا الانخفاض الحاد في أسعار الدواجن.
وبحسب مزارعين، فإن أسباب انخفاض أسعار الدواجن تعود بسبب المعروض الكبير في المزارع، بعدما قررت وزارة الزراعة في غزة فتح المجال للتجار من أجل استيراد كميات هائلة من بيض الدجاج اللاحم من إسرائيل.
وقدرت الكميات المدخلة لقطاع غزة بنحو 4 أضعاف الكمية الطبيعية، الأمر الذي أدى لتكدس وزيادة الدجاج المعروض بشكل كبير، حيث تم إدخال أكثر من 12 مليون من البيض اللاحم، في حين أن قطاع غزة بحاجة فقط لـ3 ملايين خلال الشهر الواحد.
وأدى إدخال هذه الكميات الكبيرة للسوق الغزية، لتكدس الدجاج عند التجار الذين أغرقوا السوق الغزية بهذه الكميات، حتى لا يتكدس لديهم ويتلقون خسائر أكبر مما تلقوها.
ويقول المزارع سعدي عوض لــ"بوابة العين"، الأسعار ستبقى منخفضة، وقد تنخفض أكثر؛ لأن التجار سيسعون للتخلص من الكميات المتكدسة لديهم، الأمر الذي سيضخ في السوق كميات أكبر من المطلوب للسوق المحلية، وبالتالي ستنخفض الأسعار دون ذلك.
وطالب عوض من وزارة الزراعة في غزة، تعويض التجار والمزارعين عن هذه الخسائر التي تعرضوا لها بسبب قرارهم بالسماح بإدخال هذه الكميات التي عادت بالسلب عليهم.
وكشف المزارع حسن أبو حمد لـ"العين" أنه اضطر لبيع كميات كبيرة من الدجاج في الأسواق بسعر رخيص، مؤكدًا أنه عمد إلى ذلك حتى لا تنخفض الأسعار بشكل يفوق الشكل الحالي، وبالتالي تزيد الخسائر لديه.
وأشار إلى أن عددًا كبيرًا من أصحاب المزارع باتوا على شفى الإفلاس بسبب هذا الانخفاض الكبير في الأسعار، الأمر الذي كبدهم خسائر بالجملة لم يتوقعوا مطلقًا أن تكون بهذا الشكل.
من جانبه، اعتبر الخبير الاقتصادي محمود أبو كريم، أن ما حدث من انخفاض كبير في أسواق الدواجن شيء طبيعي عطفًا على ما تم من إدخال كميات كبيرة من بيض الدجاج اللاحم تفوق حاجة السوق المحلية.
وأضاف لـ"العين" أن تكدس المعروض من الدواجن، إلى جانب تواضع الطلب بسبب الأوضاع الاقتصادية إلى جانب منع تصدير الفائض إلى الخارج بسبب الحصار الإسرائيلي أدى بشكل كبير لهذه الخسائر التي لحقت بالتجار الفلسطينيين.
وطالب أبو كريم من وزارة الزراعة في غزة بوضع إجراءات عملية للسيطرة على انخفاض أسعار الدواجن، من خلال تحديد كمية بيض الدجاج المستورد، إلى جانب تحديد سعر ثابت للدواجن يراعي مصالح التجار والمواطنين في آن واحد، دون أن يجلب خسائر للتجار أو يكون فوق طاقة المواطنين.
بدورها، وبعد جملة من الانتقادات التي طالتها من قِبَل المزارعين والتجار، أعلنت وزارة الزراعة في غزة، عن سلسلة إجراءات تهدف من خلالها المحافظة على استقرار أسعار الدواجن، وذلك بما يتوافق بين المزارع والمستهلك، حيث حددت أسعار الدواجن بشكل يلبي طموحات المزارع والمستهلك.
وقررت أيضًا منع إدخال اللحوم المجمدة إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك للحفاظ على استقرار سوق الدواجن، إلى جانب اتخاذها سياسات معينة فيما يخص إدخال البيض اللاحم لأسواق غزة، حيث حددت كميات تتوافق مع طلب السوق المحلية في غزة، معتبرة أن ما قررته يأتي لإعادة حالة من التوازن في الأسعار.
يذكر أن قطاع غزة الذي يقبع تحت حصار إسرائيلي فاق الـ10 سنوات، يعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، وهو ما أثر على شتى مجالات الحياة بسبب هذا الحصار المطبق على القطاع الساحلي.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز