90 عاما من انهيار "وول ستريت".. أسوأ كوابيس أمريكا تحول لواقع
انهيار سوق الأسهم وقتها يمثل أسوأ كارثة بسوق الأسهم في تاريخ الولايات المتحدة وبداية الكساد الكبير
لا يمر الرابع والعشرون من أكتوبر/تشرين الأول كل عام مرور الكرام على الأمريكان، إذ تتجه أنظار الجميع صوب وول ستريت، وذكرى الانهيار الكبير في الخميس الأسود من عام 1929، التي مر عليها 90 عاما.
أطلق عليه الخميس الأسود كونه اليوم الأول من انهيار سوق الأسهم وقتها ليمثل أسوأ كارثة بسوق الأسهم في تاريخ الولايات المتحدة، وبداية الكساد الكبير، بعد أن فقد الأسهم 30 مليار دولار في أسبوع.
ماذا حدث في الخميس الأسود؟
قبيل افتتاح بورصة نيويورك بجلسة الخميس 24 أكتوبر، كان المستثمرون متخوفين، إثر انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 4% في الجلسة السابقة، وخرجت واشنطن بوست بعنوان "صراخ في وول ستريت بعد موجة بيع ضخمة خلقت ذعرا في سوق الأسهم".
انخفض على الفور المؤشر الرئيسي 11% خلال تداولات الخميس، وهذا يزيد بنسبة 1% عن المألوف في سوق الأسهم حينها.
سجل سوق الأوراق المالية انخفاضا بنسبة 20% تقريبا منذ أن كان الرقم القياسي له قريبا من 381. 2 في 3 سبتمبر 1929.
والأسوأ من ذلك أن حجم التداول كان 12 مليون سهم، أي 3 أضعاف الوضع الطبيعيين وكانت البنوك الثلاثة الرائدة في ذلك الوقت هي بنك مورجان وبنك تشيس الوطني وبنك مدينة نيويورك الوطني.
تلك البنوك الثلاثة اشترت الأسهم لإعادة الثقة في الأسواق لكن دون جدوى، ليتراجع داوجونز وقتها بنحو 2% جديدة.
حتى جاءت جلسة يوم الجمعة، ليغلق مؤشر داو على ارتفاع، ولكن سرعان ما انحدر نحو السقوط مجددا في بداية جلسات الأسبوع يوم الإثنين، ثم جلسة الثلاثاء المدوية ليفقد المؤشر 12% ليواصل داوجونز الانزلاق لـ3 سنوات متعاقبة.
وفي 8 يوليو عام 1932 فقدت المؤشرات ما يقرب من 90% من قيمتها منذ ارتفاعها في 3 سبتمبر 1929، ولم تعد لمستواها الطبيعي مرة أخرى لنحو 25 عاما حتى 23 نوفمبر 1954، بعد خلفت خسائر انهيار سوق الأسهم "الكساد الكبير".
ما سبب الانهيار؟
خلال عشرينيات القرن العشرين أصبح الاستثمار في سوق الأسهم هواية وطنية، فمنذ عام 1922 وحتى تاريخ الحادث ارتفعت قيمة سوق الأوراق المالية بنسبة 218%، وكان ذلك بمعدل 20% سنويا لمدة 7 سنوات.
أولئك الذين لم يكن لديهم النقدية للاستثمار يمكن الاقتراض من سمسارها "على الهامش." وهذا يعني أنهم لم يكن لديهم سوى 10-20% أسفل جعل الجميع يتجه للبورصة.
استثمرت بعض البنوك مدخرات المودعين دون أن تخبرهم بذلك، وقد أفضى سوء استخدام الأموال إلى إنشاء المصارف التي كانت سمة مميزة للكساد الكبير.
لم يكن لدى البنوك ما يكفي لتلبية سحب المودعين، وتلقى الكثير من الناس 10 سنتا فقط لكل دولار، وردا على ذلك إنشاء الرئيس روزفلت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، كما أنها تضمن مدخراتها كجزء من الصفقة الجديدة.
كانت هناك بعض إشارات التحذير في ربيع عام 1929، وتحديدا في شهر مارس مع انخفاض مؤشر داو ولكن المصرفيين طمأن المستثمرين واستعاد الثقة.
في 8 أغسطس، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك معدل الخصم من 5 إلى 6%، في 26 سبتمبر جاء بنك إنجلترا، وكانت هناك حاجة لإبطاء فقدان احتياطاتها من الذهب لمستثمرين في وول ستريت، ومثل كل الدول المتقدمة الأخرى كانت إنجلترا على مستوى الذهب.
وفي 29 سبتمبر/أيلول، اشترت الصحف كلارنس هاتري شركة يونايتد ستيل مع ضمانات مزورة، وانهارت شركته، وفقد المستثمرون المليارات، وأثر ذلك على سوق الأسهم البريطانية، مما جعل المستثمرين الأمريكيين أكثر تفاؤلا.
في 3 أكتوبر/تشرين الأول، دعا وزير الخزانة البريطاني سوق الأسهم الأمريكية إلى "طقوس مثالية للمضاربة".
وقال وزير الخزانة أندرو ميلون إن المستثمرين "تصرفوا كما لو أن سعر الأوراق المالية سيتقدم إلى ما لا نهاية".
ورصدت وسائل الإعلام وقتها انخفاضا ملحوظا في سوق الأسهم في 3 و4 و16 أكتوبر/تشرين الأول، لتبدأ مرحلة الانهيار الكبير.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA==
جزيرة ام اند امز