تشافي في حوار من الدوحة: برشلونة قادر على الحياة بدون ميسي
عاش لحظات الرعب في باريس وقت التفجيرات
تشافي في أول الحوار معه منذ انتقاله للعب في قطر يقدم رؤيته للكلاسيكو، ويروي تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها ,
للمرة الأولى منذ 17 عامًا سيتعين على تشافي هرنانديز متابعة الكلاسيكو الأهم عالميًّا على مستوى الأندية بين برشلونة وريال مدريد، وهو جالس على كرسيه "الوثير" في منزله الأنيق بالعاصمة القطرية الدوحة، وهو الذي اعتاد أن يكون حاضرًا في قلب الحدث.
ولن يستطيع النجم الملقب بـ"زرقاء اليمامة" من السفر إلى مدريد لمتابعة الكلاسيكو الذي سيقام يوم السبت المقبل ضمن الأسبوع الـ12 في الدوري الإسباني لارتباطه بمباراة مع ناديه السد أمام الخريطيات في اليوم التالي ضمن دوري نجوم قطر.
تشافي يحكي في هذا الحوار الأول معه منذ انتقاله للعب في قطر تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها مع زوجته في فرنسا الأسبوع الماضي، بعدما تصادف وجوده في باريس خلال فترة توقف الدوري القطري، فشاء القدر أن يعيش "كابوس" تلك الليلة المشؤومة من الرعب والذعر في باريس، علمًا أنه قرر في اللحظات الأخيرة عدم التوجه إلى استاد فرنسا لحضور المباراة الودية بين فرنسا وألمانيا بعد شعور زوجته (الحامل) بالتعب والإرهاق، فقرر حينها البقاء في الفندق، لكنه عاش مع الشعب الفرنسي تداعيات التفجيرات الإرهابية وحالة الصدمة التي عمّت كافة أرجاء أوروبا.
وعلى الرغم من الدعوات المتتالية التي وُجِهت لتشافي من قبل رابطة مشجعي برشلونة في قطر من أجل حضوره لمباراة الكلاسيكو في المكان المعتمد للرابطة في الدوحة، لكنه يفضل أن يتابع المباراة الهامة بهدوء مع عائلته حيث بدا من كلامه، وكأن هناك "طقوسًا" معينة لهذه المواجهة التي يجد نفسه بعيدًا عنها للمرة الأولى من سنوات.
يفضل تشافي التحدث باللغة الإسبانية، ولا ريب في ذلك طالما أن "اللهجة" تبدو واضحة، على عكس الكثيرين من لاعبي برشلونة الذين يتكلمون اللهجة الكتالونية "المعقدة" نوعًا ما، وهذا ما يضفي على حديثه المزيد من صفات الكمال للاعب قدم الكثير لمنتخب "لا فوريا روخا" أيضًا.
لاعب الوسط المهاري علّق على احتمالات غياب نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي عن الكلاسيكو، ومدى تأثير ذلك على الفريق، فقال في حوار مع وكالة "فرانس برس": إن "ميسي لاعب كبير، لا شك في ذلك، وأنا من المؤمنين بدوره المؤثر مع برشلونة في جميع المباريات التي يتواجد أساسيًّا فيها ".
ويضيف "مع ذلك يجب التأكيد أيضًا أن الفريق يلعب الآن بغياب ميسي، وقد نجح في تقديم مباريات كبيرة توجها بتسجيل العديد من الاهداف أيضًا، وهذا ما يثبت أن برشلونة قادر على تجاوز غياب ميسي ".
ويرى تشافي أيضًا أن الفرصة قد تكون سانحة لمشاركة ميسي في المباراة لكن بشرط أن يقرر هو ذلك، مشيرًا إلى أن التعافي من الإصابة والعودة إلى التدريبات لا تعني على الإطلاق ضرورة أن يلعب الكلاسيكو .. لكن القرار النهائي قد يكون بمتناول ميسي نفسه، فهو القادر على تحديد مدى جهوزيته من عدمها .
ويجدد تأكيده أن مباريات الكلاسيكو تكون دائمًا خارج حسابات التوقعات، لكنه يشدد في الوقت عينه أن برشلونة يتمتع هذه الأيام باستقرار، ويؤكد تشافي الذي يؤيد انفصال كتالونيا بشرط استمرار برشلونة في المشاركة بـ "الليغا" الإسبانية، إن التنافس بين برشلونة وريال مدريد أكبر بكثير من كرة القدم، حيث تدخل عوامل سياسية وتاريخية بين الجماهير.
وينطلق تشافي من الحديث عن "الكلاسيكو" إلى التطرق لمستوى برشلونة هذا الموسم، فيقول: "الفريق يقدم عروضًا جيدة جدًّا تحت قيادة لويس انريكي، وأنا أراه قادرًا على تكرار ما حققه العام الماضي من ألقاب".
ويضيف: "لاحظنا جميعًا كيف أن الفريق لم يتأثر بغياب ميسي لا على مستوى الأداء ولا على مستوى التهديف وهذا مؤشر جيد ".
وفي رده على سؤال حول المقارنة بين حقبة المدرب السابق بيب غوارديولا والحالي لويس انريكي، قال تشافي: "كلاهما يقدم أفضل ما لديه .. صحيح أن حقبة غوارديولا شهدت موسمًا استثنائيًّا، لكن أعتقد أن ما قدمه انريكي الموسم الماضي يؤكد أن الأخير عازم على بقاء برشلونة في القمة ".
ويلفت إلى أن كلا المدربين يتمتعان بفلسفة مشابهة في التحضير الذهني والنفسي للفريق فضلًا عن الطريقة المشابهة التي تسير عليها الأمور داخل برشلونة على المستوى الفني .
وتناول تشافي أيضًا حظوظ منتخب إسبانيا (حامل اللقب) في كأس أوروبا المقبلة المقررة في فرنسا الصيف المقبل، فاعتبر أن "المنتخب" مؤهل لتحقيق اللقب الثالث على التوالي، مشيرًا إلى أن مستوى اللاعبين جيد جدًّا، خصوصًا أن الأجيال التي حجزت مكانها في تشكيلة المنتخب أثبتت حضورها مع أنديتها أيضًا .
واستبعد "زرقاء اليمامة" ما قاله مدرب المنتخب الحالي فيسنتي دل بوسكي عن أن غوارديولا قد يكون خليفته في تدريب "لا فوريا روخا" قائلًا في حسم: "لا أرى غوارديولا (أحد أبرز الداعين لانفصال كتالونيا) على رأس الجهاز الفني للمنتخب الإسباني على الإطلاق" .
وعن خطوته التالية بعد اعتزاله قال تشافي: "لا أفكر حاليًا بالمستقبل، أنا اليوم أركز مع السد كلاعب، لكن لا أحد يعلم ماذا ستحمل لنا الأيام .. قد أكون مدربًا أو مديرًا عامًّا فيما بعد، لكن إلى الآن لم أحسم أموري".
وحول تقييمه لتجربة الاحتراف في السد القطري، أكد تشافي انه ما لمسه في النادي من "احترافية" كان مثيرًا للإعجاب، ويقول : "كل شيء رائع هنا، الأمور منظمة ومرتبة ولا أشعر بفرق على الإطلاق في نظام العمل بين برشلونة والسد ".
ويتابع "إلى جانب خوض تجربة احترافية مثالية مع السد فأنا أشعر أيضا بأنني أقوم بعمل وطني من خلال عملي في أكاديمية أسباير من خلال تقديم الخبرات التي جنيتها في أكاديمية لاماسيا لمساعدة المدرب فيليكس سانشيز المدير الفني للمنتخب الاولمبي، حيث أحاول أن أقدم تجربتي في تحضير الجيل المقبل للمنتخب القطري في مونديال 2022 ، وهذا دور بالغ الأهمية بالنسبة لي، خصوصًا أن العمل مع الفئات العمرية هو الأساس، ويعتمد بالدرجة الأولى على زرع ثقافة الفوز وإعطاء الدروس المعنوية المطلوبة".
ويرى تشافي أن الكرة القطرية تزخر بالمواهب واللاعبين الجيدين حاليًا، كخلفان إبراهيم وحسن الهيدوس والثنائي محمد وأحمد علاء وغيرهم.
aXA6IDMuMTQxLjM1LjI3IA== جزيرة ام اند امز