"طبق الفول" المتهم الأول في إصابة الأطفال بالأنيميا في مصر

خبراء صحة وتغذية يعتبرون "طبق الفول" ونمط الغذاء الخاطئ، متهمين رئيسيين في إصابة نسبة كبيرة من أطفال مصر بالأنيميا.

نقص الحديد في الدم أحد الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بحدوث الأنيميا، ونظرًا لانتشار الأنيميا بين الأطفال في سن صغيرة طبقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية سواء بين الدول المتقدمة أو الدول النامية؛ فإن الأمر يتطلب الكثير من التوعية والغذاء الصحي.

وفي مصر أثارت تصريحات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، قبل أيام، حالة من الجدل حول انتشار الأنيميا بين الأطفال بنسبة 40% وهو ما أثار تساؤلات مجددًا حول طرق التصدي لهذا المرض الذي يهدد صحة الأطفال.

ويرجع الدكتور مجدي نزيه، رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية ورئيس المنظمة العلمية للثقافة الغذائية، انتشار الأنيميا بين الأطفال في مصر إلى "طبق الفول" الذي يتم تصنيعه في المطاعم والمحال التجارية، حيث يصفه بالكارثة الغذائية التي لا يلتفت إليها الكثيرون، مطالبًا بالعودة إلى تصنيع الفول منزليًّا.

ويوضح نزيه، لبوابة "العين" الإخبارية، أن البقول ذات القشرة مثل الفول والحمص والعدس وغيرها، تحتوي على مادة حامض الفيتيك التي تعوق امتصاص الحديد وتفشي الأنيميا بين الأطفال، خاصة أن البقوليات تُعد غذاءً رئيسيًّا للكثير من المصريين لتوفرها ورخص سعرها.

ويضيف نزيه، أنه للتخلص من هذه المادة ينبغي وضع الفول في مياة لمدة 12 ساعة قبل إعداده للطعام وغسله جيدًا بعد ذلك، في حين أن المطاعم لاتقوم بإجراء هذه الخطوات لإزالة مادة الفيتيك الخطيرة.

كما أن الفاصوليا المجففة تحتاج إلى 6 ساعات لنقعها في المياه قبل طهيها، وكذلك الحمص الذي يستغرق نقعه ساعة ونصف، وأخيرًا فإن العدس المصري ينبغي نقعه لمدة نصف ساعة ثم غسله قبل إعداده للأكل.

ويؤكد نزيه أن الرغاوي البيضاء التي تظهر في عملية نقع البقول هي المادة العلمية المعروفة باسم الفيتيك.

ويجمل المتخصصون أعراض الأنيميا عند الأطفال في الإعياء وشدة التعب فور بذل أي مجهود بدني ولو بسيط، وشحوب الوجه واسمرار منطقة حول العينين، وحدوث ضيق في التنفس وسرعة ضربات القلب.

ويحذر الخبير الصحي والغذائي من متلازمة شرب المياه الغازية عقب تناول الطعام أو أثناء الوجبات، حيث إن هذه العادة تتسبب في نقص امتصاص الحديد والزنك واليود والفوسفور بالجسم مما ينتج عنه حدوث الأنيميا.

كما يعزو نزيه انتشار الأنيميا بين الأطفال في مصر إلى ارتفاع نسبة التلوث الهوائي في مصر التي تحول دون امتصاص الحديد.

وللتغلب على مرض الأنيميا ينصح نزيه بضرورة تناول الحديد من مصدر حيواني مثل الكبدة، مشيرًا إلى أن الحديد النباتي يعتبر امتصاصه ضعيف ومشروط.

يتفق الدكتور بهاء ناجي استشاري التغذية والسمنة، مع الرأي السابق بالقول إن نمط الأكل ونوعيته هي السبب الرئيسي في حدوث الأنيميا وليس كميته، إلى جانب إصابة الكثير من الأطفال بنوعيات من الطفيليات والديدان الموجودة بالأمعاء والتي تعوق امتصاص الحديد.

وطبقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، فإن فقر الدم ينتج عن نقص الهيموجلوبين عن المعدل الطبيعي أي أقل من 11 جرامًا لكل 100 مل.

وينصح ناجي، في حديث لـ"العين" بضرورة تناول اللحوم الحمراء والكبدة لتعويض نقص فيتامين "د"، بالإضافة إلى الخضراوات داكنة اللون والبقوليات بشكل عام.

كما ينصح بتناول التمر والعسل الأسود والخضراوات الطازجة التي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها.

ويحذر ناجي من الإسراف في تناول الوجبات السريعة التي لا تحتوي على أي عناصر غذائية كافية للجسم.

ويطالب بضرورة عمل خطة قومية في مصر خاصة بين أطفال المدارس وأطفال الريف، مشيرًا إلى أن نسبة الـ40% التي أعلنها وزير الصحة تعد نسبة مخيفة تتطلب تضافر الجهود من أجل القضاء عليها.