لوبان زعيمة اليمين الفرنسي لـ"العين": لا أعادي الإسلام
قالت: كل من يحارب "الأصولية" أصدقاء لفرنسا أيًّا كانوا
قالت زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان في حوار خاص مع بوابة "العين" الإخبارية، إنها لا تدعو لإغلاق كافة المساجد ولكن المتطرفة منها فقط
قالت زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبان في حوار خاص مع بوابة "العين" الإخبارية، إنها لا تعادي الإسلام، مؤكدة أنه لا تخلط بينه وبين الراديكالية (التطرف)، وأن دعوتها هي إلى إغلاق مساجد المتطرفة وليس كل المساجد، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة القضاء على "الإسلاموفوبيا".
لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية، اليميني الفرنسي، قالت في حوارها مع العين، إن "فرنسا لا تدير الحرب بالشكل المطلوب أو أن الحرب ليست هي الحل الأمثل".
ومثلت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان أمام محكمة مدينة ليون الشهر الماضي بتهمة الكراهية العنصرية، لتشبيهها صلاة المسلمين في الشوارع بالاحتلال النازي، وطالبت النيابة الفرنسية بتبرئتها من التهمة استنادًا إلى "حرية التعبير".
وحزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه لوبان منذ 16 يناير 2011، تقوم أيديولوجيته على إيقاف المزيد من الهجرة من البلدان غير الأوروبية، وتعسير إجراءات الحصول على الجنسية الفرنسية، العودة إلى القيم التقليدية: معارضة الإجهاض وتأييد العائلات كثيرة الأولاد، والمحافظة على الثقافة الفرنسية، معارضة عمليات التكامل الأوروبي، السعي إلى زيادة استقلال فرنسا عن الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.
رشح الحزب مارين لوبان للانتخابات الرئاسية في سنة 2012، وحلت في المركز الثالث بعد نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند.
وفيما يلي نص الحوار:
هل تعتبرون الإسلام في هذه المرحلة الحساسة عدوًّا لفرنسا؟
لا إطلاقًا أنا كنت محاربة دائمًا للرديكالية ولست أخلطها بالإسلام، أتصور أن الدول الإسلامية كذلك تخوض الحرب ضد الأصولية والتشدد، وأذكر هنا الإمارات العربية المتحدة، ومصر، وتونس، وتشاد. والمشكل هو أننا اليوم نواجه أيديولوجية شمولية بالضبط مثلما وقع في القرن العشرين مع الاشتراكية والنازية اليوم نتحدث عن الرديكالية الإسلامية.
كيف يمكن أن نعرفها الرديكالية؟ هل تدعون إلى إغلاق أي مسجد بفرنسا مثلًا؟
بالطبع لا، الأكيد أن هناك مساجد رديكالية يجب إغلاقها وهي معروفة كما الحال في الدول الإسلامية، اليوم نحن في فرنسا مكبلون بحجة الإسلاموفوبيا، في كل مرة نريد أن نقاوم الرديكالية الإسلامية، يقولون لنا "الإٍسلاموفوبيا" هي وسيلة لتكبيل أي تحرك، وفي المقابل الردكالية تتكاثر تتمدد تستجلب الشباب، وهذا لا يطاق يجب القضاء نهائيًّا على هذه الظاهرة لصالح الجميع.
وفرنسا منذ 2011 تقود حربًا ضروس ضد الإرهاب، حيث ما كان بمالي وليبيا وسوريا، إلا أن الإرهاب يزداد تنظيمًا وقوة يومًا بعد يوم، أما إن فرنسا لا تدير الحرب بالشكل المطلوب أو أن الحرب ليست هي الحل الأمثل؟ ما رأيكم سيدة لوبان؟
أولًا فرنسا في ليبيا لم تحارب الرديكالية، بل حاربت لصالح الأخيرة، فرنسا حاربت ضد نظام معمر القذافي لتمنح الحكم للأصوليين ثم تنسحب.
وماذا بشأن فترة ما بعد القذافي؟
لم نفعل شيئًا، تركنا البلاد للاصوليين، ليبيا كانت مسرحية، ليبيا كانت فشلًا ذريعًا، سوريا كذلك، تدخُلنا كان فقط في جدالات تافهة، حاولنا التقرب من جبهة النصرة ضد بشار الأسد، كل ذلك كان غير مجد، كان علينا أن نعتمد على دول لديها تجربة ومعرفة بكيفية محاربة الأصولية، أفكر هنا بمصر من أجل ليبيا، وبالإمارات العربية المتحدة، للأسف قمنا بالاختيار الخاطئ، تعاونا مع دول نعرف أنها تدعم و تمول الأصولية، والسياسية الخارجية الفرنسية فشلت في ذلك فشلًا ذريعًا، وعلينا اعتبار أن كل من يحارب الأصولية أصدقاء لفرنسا أيًّا مَن كانوا من دون تحفظ.
رئيس الوزراء الفرنسي قال، إنه سيغلق المساجد المتطرفة، والرئيس الفرنسي تحدث عن أنه سنرحل الأئمة الرديكاليون، حسب رأيكم هل الحكومة جادة في ذلك؟ ماذا تنتظر لتفعل؟
هذا سؤال جيد أشكركم، نحن مخدرون بالنية الحسنة، ولأننا أيديولوجيًّا نخاف أن نُتهم إننا سيئون، آمل أن تحترم الحكومة عهودها.
هل تعتقدون أنها ستفعل ذلك فعلًا؟
لا أعتقد ذلك سيغلقون 2 إلى 3 مساجد و يرحلون 3 إلى 4 اشخاص، وأعتقد أننا لا نتفهم حجم الخطر اليوم، أول شيء يجب على الحكومة أن تفعله هو أن تخلق علاقات متينة بين المؤسسات التعلمية الفرنسية والأزهر مثلًا، فالأزهر الذي أسس هيكلًا مراقب لتطور هذا الفكر الأصولي المتشدد.
نرى جيدًا أننا هنا اليوم في نفس المرحلة نقيس وننظّر ولم نتخذ الإجراءات لمواجهة هذا الخطر، هذا الخطر الذي يتعمق بقدوم المهاجرين، حيث يصعب مراقبتهم، وهم بالتأكيد مخترقون من طرف الإرهابيين الذين سوف يضربون البلاد غدًا بكل سهولة.
المهاجرون اللاجئون اليوم منهم من وصل إلى فرنسا ومنهم من ينتظر
المغني المعروف جوني هاليداي غنى في أغنية تضامنية تصف وضعهم "الحقيبة أو النعش"، هل تعتقدون أن هذا المعنى يمكن استعماله بشكل معاكس كشعار للمرحلة القادمة؟
الاتحاد الأوروبي استقبل إلى الآن مليون لاجئ ومهاجر وينتظر ثلاثة ملايين إلى 2017 وهذا الأمر لن ينتهي.
أعتبر ذلك سياسة إجرامية بحق البلد المستقبل والمهاجرين أيضا لأننا ليس لدينا ما نقدمه لهؤلاء ليس لدينا تشغيل، ليس لدينا سكن، منظومة الخدمات الاجتماعية بصدد الغرق وبالأخير سوف نضعهم في مراكز غير صحية على غرار مخيم كالي، اسمحوا لي أن أقول إنها ليست "الجنة" والأرض الأسطورة.
أنا أعتقد أننا أخطأنا، منذ البداية كان يجب أن نوجه هؤلاء المهاجرين ونضعهم في مراكز تحت حماية دولية قريبا من أوطانهم.. فيها يعيشون في بيئة مشابهة لبيئتهم ولكن في أمان.
برأيكم كيف لفرنسا أن توقف هذا السيل من المهاجرين؟ أذكر أنكم دافعتم على رئيس الوزراء المجري باتريك اربان الذي دعا أجهزة الأمن لإطلاق النار على المهاجرين على الحدود المجرية؟
لا لم أدافع عن اربان قلت إنه الحامي الوحيد والمطبق الأول للشينغان وإذا أراد حماية الحدود الأوروبية نلومه؟ يجب أن نعرف ماذا نريد!
هو دعا لإطلاق النار على المهاجرين الذين يهاجمون رجال الأمن.. النقطة الأهم الآن هو أنه علينا حماية حدودنا وإلا سيحملنا الطوفان، إضافة إلى ذلك هؤلاء المهاجرين يعتقدون أنها الجنة عندما يصلون سينصدمون بالواقع وسوف يثورون وهنا الكارثة.
بشار الأسد قال إن ما تعيشونه اليوم أنتم الفرنسيون هو من يوميات السوريين منذ 5 سنوات، هل تعتقدون أن على فرنسا أن تعيد النظر في سياستها تجاه سوريا؟
نعم.. فرنسا عليها أن تعيد العلاقات مع النظام السوري، ويجب عليها أن تتعاون مع إيران، وروسيا، وسوريا، ومصر والإمارات العربية المتحدة، كل الذين يريدون حقا محاربة الإرهاب يجب أن يكون حليفًا من دون أي تحفظ.
الأكيد أن هذه الأحداث سوف توظف لصالح حزبكم في الانتخابات القادمة؟
ماذا يعني "توظف لصالحنا" نحن نعمل في الميدان السياسي وهدفنا الرئيس هو حماية الفرنسيين، هل علينا أن نخمد؟! نحن نمثل الشعب الفرنسي.. فعلينا أن نطرح الحلول التي نراها للمشاكل الراهنة، هل علينا أن نوقف كل شيء، الديمقراطية، الانتخابات، التعبير ونقول آمين لما يقوله الرئيس؟!
شكرا سيدة مارين لوبان
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز