المدخنون في غزة أول المتضررين من إغلاق الأنفاق مع مصر
ثمن العلبة الواحد ارتفع لأكثر من 6 دولارات
حكومة حماس في غزة تستفيد من الضرائب التي تفرض على السجائر، حيث يقدر المراقبون ما تجنيه الحركة بنحو 35 مليون شيكل شهريا (9 مليون دولار).
عادت قضية ارتفاع أسعار السجائر في قطاع غزة للواجهة من جديد، بعدما وصل ثمن العلبة الواحدة إلى أكثر من 6 دولارات، بسبب إغلاق الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة، إلى جانب رفع الضريبة المفروضة عليها بشكل كبير الأمر الذي زاد من ثمنها، وأربك المدخنين في غزة.
وأثار هذا الارتفاع الذي وصف بـ "الجنوني" سخطًا واستياءً كبيرًا بين المدخنين، بعدما وصل ثمن العلبة الواحدة لأربعة أضعاف ثمنها، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يحياها سكان القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع الساحلي منذ 10 أعوام.
أسباب مختلفة للارتفاع
ويعزو الخبير الاقتصادي محمود أبو كريم هذا الارتفاع لعدة أسباب مختلفة، منها فرض الحكومة في غزة ضريبة كبيرة على علب السجائر، إلى جانب الإغلاق المحكم للأنفاق الواصلة بين غزة ومصر.
وقال أبو كريم لبوابة "العين" الإخبارية، إن أسبابًا أخرى تضاف لهذين السببين، من بينها سعي التجار لتحقيق أرباح كبيرة مستغلين حاجة المدخنين لشراء السجائر بأي ثمن.
وأشار إلى أن الأنفاق كانت مصدرًا رئيسيًّا لتهريب السجائر إلى غزة، حيث كان يتم إدخالها وبيعها بأسعار رخيصة، لكن بعد إغلاق الأنفاق، لم يعد لها بديل سوى المخزون لدى التجار الذين رفعوا السعر بشكل كبير من أجل الربح من جهة، إلى جانب الضريبة التي فرضتها الحكومة في غزة من جهة أخرى.
وأضاف أنه يتوجب على الحكومة في غزة العمل على متابعة الأسعار الخاصة بالسجائر، خصوصًا أن جيوب سكان القطاع لا تحتمل هذا الغلاء الفاحش على هذا النحو، دون إغفال إعادة النظر في نسبة الضريبة التي تقوم بجبايتها.
تأثير سلبي
ويرى عوض الخطيب أن هذا الارتفاع في أسعار السجائر أثر بشكل سلبي على مصروفه الشخصي وعلى عائلته، حيث بات يشتري السجائر بأسعار كبيرة على حساب مصروف عائلته.
وقال لـ "العين" إنه يُدخن منذ أكثر من 25 عامًا، لكنه لم يتوقع يومًا من الأيام أن تصل الأسعار لهذا الشكل الجنوني، مشيرًا إلى أن هذه الأسعار أنهكت وأرقت جيبه وجيوب جميع المدخنين على الرغم من علمهم بخطورته على الصحة.
وأبدى الخطيب استغرابه من تقلبات أسعار السجائر، واصفًا إياها بأسعار البورصة، مطالبًا الحكومة في غزة بضرورة التحرك والعمل على إعادة أسعار السجائر لعهدها السابق.
أما أبو حسن العدوي فقد اضطر للعودة إلى التدخين البدائي المعروف بـ "الدخان العربي"، حيث يتم شراء التبغ ولفه بطريقة يدوية وهو ما يكون أرخص بكثير من السجائر المستوردة.
ارتفاعات قادمة
ويخشى التجار في غزة، والذين يشار اليهم بأصابع الاتهام بالتسبب بجزء من هذا الارتفاع، من إمكانية حدوث ارتفاع أكبر في الأسعار بسبب الضرائب المفروضة على السجائر المدخلة إلى قطاع غزة، إلى جانب استمرار منع تهريب الدخان عبر الأنفاق التي تم إغلاقها.
ويرى مراقبون أن الحكومة في غزة والتي تشرف عليها حركة حماس تستفيد بشكل كبير من الضرائب التي تفرض على السجائر، حيث يقدر المراقبون ما تجنيه الحكومة نحو 35 مليون شيكل شهريًّا ( 9 مليون دولار)، كون المدخنين في غزة يستهلكون نحو 7 مليون علبة سجائر شهريًّا.
لكن مسؤولين في وزارة الاقتصاد بغزة، يؤكدون بأن الضريبة الجمركية المفروضة على السجائر هي تفعيل للنظام الضريبي المالي المعمول به في الأراضي الفلسطينية والمقر من قبل المجلس التشريعي منذ تشكيله.
ويبلغ سعر الجمرك المفروض على علبة السجائر حسب قانون الجمارك نحو 15 شيكلًا ( 3.5 دولارًا) ويضاف له ضريبة القيمة المضافة، لكنها تُحصّل من تلك التي تدخل عبر المعابر الرسمية.
نسبة تدخين عالية
وبحسب إحصائيات رسمية فلسطينية فإن قطاع غزة يعد من أكثر مناطق العالم تدخينًا، حيث تبلغ نسبة المدخنين في الضفة وغزة نحو 20.5 % من عدد السكان.
على الرغم من وجود قانون فلسطيني لمكافحة التدخين (رقم 25/ 2005) والذي يتضمن 17 مادة لمكافحته، لكن تلك الإحصائيات التي نشرت في العام 2013 قدرت عدد المدخنين بالضفة وغزة بنحو 700 ألف مدخن .
ومن المعروف أن التدخين يعد من أكثر الأسباب المؤدية للوفاة في العالم، كما يتسبب في مشاكل صحية أولها الإصابة بالسرطان في الفم والحنجرة والرئتين.