مؤتمر اقيم لأول مرة في شمال العراق، حول خطاب الكراهية، أوصى بإعداد لائحة بالمصطلحات ( السوداء) التي تسهم في تعميق هذا الخطاب
أوصى مؤتمر اقيم لأول مرة في مدينة السليمانية شمال العراق، ويعني بالتصدي لخطاب الكراهية في الاعلام، بإعداد لائحة بالمصطلحات ( السوداء ) التي تسهم في تعميق هذا الخطاب، وذلك عبر حملة واسعة للضغط على المؤسسات الاعلامية من أجل تنظيم ميثاق شرف، يحرم نشر أي منتجات إعلامية تدعو إلى الكراهية أو تشجع على العنصرية في الخطاب الاعلامي.
وتصدى المؤتمر الذي أقيم أمس الثلاثاء ويستمر يومين، وينظمه بيت الإعلام العراقي، إلى خطاب الكراهية في الإعلام وما يترتب عليه من آثار اجتماعية، وأزمات إعلامية، وذلك بعد تصاعد لغة العنف في الإعلام، والتحريض على العنصرية، لا سيما في العراق، الذي يضم تنوعا دينيا وعرقيا، فضلا عن انتشار هذا النوع من الإعلام في دول عديدة في المنطقة والعالم.
وبيت الإعلامي العراقي هو مؤسسة مستقلة أنشأها مجموعة من الصحفيين العراقيين المحترفين، في كانون الثاني / يناير عام 2015، وتتخذ من مدينة السليمانية في أقليم كردستان مقرا له، وتهدف الى رصد الظواهر الإعلامية في العراق، وتمكين إعلام الأقليات الدينية.
وقال الاعلامي، مشرق عباس، مدير بيت الاعلام العراقي في كلمته التي أفتتح بها المؤتمر، "ليست لحظة "داعش" بالضرورة هي من انتج "خطاب الكراهية" لكن هذا النوع من الخطاب، الذي استفحل وانتشر خلال السنوات الماضية في العراق والمنطقة وعلى صعيد العالم، ساهم بتهيئة البيئة الخصبة للتطرف، ولم يكن من السهل ان يهدد التطرف العالم بأسره ، الا عندما ارتخت البنى الاجتماعية وأغفلت مواجهة آفة الكراهية وإيجاد السبل والقوانين وأساليب التربية والعلوم الحديثة الكفيلة بالرقي بالبشرية، ولولا تقاعس الفئات المثقفة والنخب عن محاصرة النزعات السياسية الدائمة الى استثمار مخاوف المجتمع والصعود على كتف الكراهية".
وعرض تقرير اعده بيت الاعلام العراقي، أسماه ( فرسان الكراهية ) رصد لبرامج حوارية في محطات فضائية عراقية، تناولت جميعها الشأن السياسي العام، وملفات أمنية واقتصادية، وأحداث شهدها العراق لمدة ستة أشهر خلال العام 2015، ( هي مدة الرصد) وظهرت في تلك البرامج عبارات السب والقذف والتصريح بمعلومات من دون ادلة وشواهد، واللجوء الى الصراخ والاشتباك اللفظي، وفقدان مقدمي البرامج قدرتهم على التحكم بالحوار، وتوجيه اتهامات مطلقة بالإرهاب والتواطؤ والخيانة، ضد مكونات دينية واجتماعية بعينها.
وكانت هذه الاتهامات - بحسب التقرير- تصدر من شخصيات سياسية وبرلمانية وشخصيات اجتماعية معروفة كشيوخ عشائر وممثلين لجهات حزبية.
وناقش المؤتمر الذي حضره إعلاميون وباحثون في القانون ومنظمات المجتمع المدني، وناشطون واكاديميون، الانتهاكات التي تمارسها بعض وسائل الاعلام بحق المهنة وبحق المتلقي ودور تلك الوسائل في تكريس خطاب العنف والكراهية سواء الطائفية منها او السياسية او الدينية.
كما اوصى المؤتمر الذي شاركت به "العين" برفع دعاوى قضائية من قبل منظمات ومؤسسات غير حكومية وجماعات مدنية، ضد مرتكبي التحريض على الكراهية والعنف في وسائل الاعلام، وكذلك إعداد لائحة بالمصطلحات ( السوداء) التي تسهم في تعميق خطاب الكراهية في وسائل الاعلام، ولم يغفل المؤتمر الدور المهني للإعلامي، في تعزيز الالتزام بقواعد السلوك والاخلاق وفق ميثاق الشرف الاعلامي.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yMTIg
جزيرة ام اند امز