"الجسر" لـ"العين": الرئاسة ستشهد حلحلة وأخشى على لبنان
النائب اللبناني سمير الجسر تحدث لـ"العين" حول الأوضاع في لبنان متوقعًا اقتراب حلحلة الملف الرئاسي
توقع السياسي اللبناني عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر اقتراب حلحلة الملف الرئاسي للدولة فقط لو توقف السياسيين عن "التذرع للخارج"، معربًا عن خشيته على البلاد في ظل ما تعانيه من أزمات متلاحقة.
وجاء ذلك في حوار أجرته بوابة "العين" الإخبارية مع السياسي اللبناني البارز رأى فيه أن أزمة النفايات التي تتصدر المشهد اللبناني باتت منبرًا سياسيًّا لبعض الأطراف، مستبعدًا سيناريو استقالة الحكومة لما ستتركه من "فراغ".
وفيما يلي نص الحوار:
# في ظل الأزمات المتلاحقة التي تواجه الحكومة اللبنانية، ما رأيك فيما توقعه البعض بشأن استقالتها ؟
- لا أعتقد بأن هناك أحداً في هذا البلد له المصلحة في أن يسعى إلى استقالة أو إقالة الحكومة؛ لأن ذلك قد يتسبب في دخول البلاد حالة من الفراغ بكل معنى للكلمة؛ لأن عدم وجود رئيس سيجعل تأليف حكومة جديدة شيئًا مستحيلًا، حيث يوجد استشارات إلزامية مرتبطة بشخص رئيس الجمهورية لا يستطيع أحد غيره أن يقوم بها، وهذا فضلًا عن أن مجلس النواب معطل حاليًّا، لذا لا أتصور بأن الأمور سوف تذهب في هذا الاتجاه.
# ما توقعاتك ورؤيتك فيما يخص ملف الرئاسة المتأزم؟
يفترض أن يشهد ملف الرئاسة نوعًا من الحلحلة، خاصة وأن هناك قناعة لدى معظم القوى السياسية اللبنانية في ضرورة وجود رئيس جمهورية، ولكن عمليًّا هذه القناعة لا يتم ترجمتها إلى أفعال؛ لأن المصالح الشخصية تطغى على مصالح البلد، وهذا هو مكمن الخطورة والعرقلة الحقيقية.
# هل ترى أن طرح اسمين لمرشحين إلى الرئاسة من تحالف 8 آذار جزء من العرقلة؟
أرى أن الآلية التي وضعت منذ بداية الاستحقاق الرئاسي لا يمكن أن يتم عبرها الانتخاب؛ لأنها تشترط أن تعقد نصاب الجلسات بالثلثين، ولا يوجد ائتلاف سياسي يملك هذا النصاب لا حتى 8 آذار أو 14 آذار، لذلك عمليًّا نحن ندفع البلد نحو التسوية، والتسوية لا يجب أن تكون من طرف واحد إنما من قبل كل الأطراف، وفي حال توقفت عملية التسوية فسوف تفتح الاحتمالات مرشحين آخرين خارج الأربعة الحاليين لهذا المنصب.
# إذن لبنان قادر على انتخاب رئيس لبناني دون اللجوء للخارج؟
أريد ان أطرح سؤالاً هل إذا اتفقنا داخليًّا وانتخبنا رئيسًا سوف يقول لنا الخارج لا؟.. بالطبع لن يحدث، العملية الانتخابية والترشيحية موجودة عندنا تجري داخل لبنان، ولكن نحن نتذرع بالخارج.
# في الذكرى الحادية عشر لذكرى 14 آذار، كيف تقييم وضعها الآن؟
قوى 14 آذار هي ائتلاف كبير، وفي الائتلاف يكون هناك رؤية مشتركة، وهذه الرؤية ما زالت صالحة ومتعلقة بالسيادة في البلد والحياد في صراعات المنطقة، ولكن المشكلة الوحيدة التي قد تعتبر إخفاقًا هو أننا لم نتقدم من الرؤية إلى المشروع بسبب الخلافات التي جرت في كل محطة سياسية هامة مر بها لبنان، وهو أمر طبيعي داخل الائتلافات لأن الناس غير متطابقة.
# كيف تصف وضع تيار المستقبل؟
وضعه جيد وبصراحة يبقى حاجة أساسية لكل عاقل في البلد من أي فريق سياسي كان؛ لأن تيار المستقبل يضع لبنان ويمارس سياسة الاعتدال، كما أن عودة الرئيس الحريري أعادت النبض إلى تيار المستقبل والحركة السياسية في كل البلد، وهو ما أظهره مستوى التجاوب الشعبـي.
# مرّت علاقة تيار المستقبل مع القوات اللبنانية بفترات مدّ وجزر، كيف تراها الآن؟
هناك نوع من البرودة، علمًا أن المبادرات التي أخذها الرئيس سعد الحريري يفترض أن تلملم الأجواء قليلاً، ولكن بكل الأحوال اعتبر أن ما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا رغم التراكمات التي تجمعنا، ولكن بدون شك يوجد نوعًا من البرودة بسبب وجود خيارات رئيسية تتعلق برئاسة الجمهورية ولكننا متمسكون برؤية 14 آذار، وأنا واثق أن الدكتور سمير جعجع متمسك بالرؤية ذاتها، وآمل ألا تطول هذه الأمور وتستقيم.
# هل يمكن أن يشهد لبنان اصطفافات سياسية جديدة؟
في عالم السياسة لا يوجد شيء ثابت على الإطلاق، ولكن حاليًا لا يوجد اصطفافات جديدة على الساحة ما عدا تلك التي قد تنشأ عن طريق الانتخابات الرئاسية، ولا أعلم إن كانت ستكون دائمة أم ستقطع مرحلة الانتخابات فقط.
# هل يوجد دعوات داخلية لإيقاف جلسة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله؟
من المفترض أن نعقد جلسة حوار قريبًا، ولكن نحن داخل التيار نتمتع بكمّ من الديموقراطية غير موجود في أي مكان آخر؛ لأننا نناقش كل كلمة في أي بيان يخرج عنّا مع جميع الأعضاء، وقد يكون عندنا آراء غير متطابقة، ولكن عندما يصدر قرار الكل يلتزم به ويعمل على أساسه.
# إلى أين يتجه لبنان في ظل استمرار أزمة النفايات؟
ما يحدث مؤسف جداً، فبعد أن أصدرت الحكومة قرارها شاهدت على التلفاز آراء لبعض الموجودين في الحراك المدني ولاحظت أمر محير فهم لا يريدون المطامر ولا حتى المحارق، وأوجّه سؤالي لهم "إذا لم تقبلوا بالمطامر ولا المحارق ولا الترحيل ماذا تفعل بالنفايات؟ هل هناك طريقة لإيجاد حل لها؟"، والمحزن فعلًا أن قضية النفايات أصبحت منبرًا للسياسة وليست عملية للحل.
الحراك المدني مهم جداً وسررت به، ولكن أداءه يجب أن يكون إيجابيًّا وليس بهذه الطريقة عن طريق التعطيل.
# هل تخشى أن يكون هناك أحد يقف خلف هذه التحركات، قوى سياسية أو خارجية؟
أنا لست من هذا الرأي ولكن هناك من يحاول أن يركب هذه الموجات ليستغلها، والمطلوب أن تستشعر الناس ذلك، هل هو البلاء الأكبر أن نطمر النفايات بشكل مؤقت ريثما نجد حلاً نهائيًّا؟ أم من المفترض أن نتركها في الشوارع ونعرض أنفسنا للمرض؟
aXA6IDMuMTQ3LjE0MC4yMTcg جزيرة ام اند امز