فضح جرائم الحوثيين من جنيف..قتلوا 1123 مدنيا وفجروا 18 منزلا
في ندوها نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان
الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان تكشف انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب الحوثيين في اليمن على هامش اجتماعات أعمال مجلس حقوق الإنسان.
نظمت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، ندوة حول "انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب الحوثيين في اليمن" بمقر نادي الصحافة السويسري بجنيف، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ"31" لأعمال مجلس حقوق الإنسان .
وتناول المتحدثون في الندوة حجم الانتهاكات والجرائم التي قامت وتقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح باليمن، مطالبين بضرورة ملاحقة المجتمع الدولي لمجرمي الحرب من الحوثيين وميليشيات صالح وعدم منحهم أية فرصة للإفلات من العقاب أو تكريس سياساتهم الإجرامية باليمن، والعمل بقوة على تقديمهم للعدالة الدولية، مؤكدين أهمية تحمُّل المجتمع الدولي لمسؤولياته الدولية المتعلقة بتوفير الحماية للمواطن اليمني خلال فترة الصراعات والنزاعات العسكرية القائمة هناك .
من جانبه، استعرض هاني الأسودي في ورقته، خلال الندوة، التقارير الوطنية والإقليمية والدولية الخاصة بانتهاكات وجرائم الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح باليمن، والتي ترصد جميع الانتهاكات للقوانين والأعراف الدولية .
وأشار الأسودي إلى أنه منذ بداية الصراع المسلح في اليمن والذي بدأته ميلشيات الحوثي-صالح وسعيهم للسيطرة على السلطة بقوة السلاح خلال الفترة من 1 ديسمبر/كانون الأول 2014 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول 2015 رصد التحالف اليمني لانتهاكات حقوق الإنسان معظم تلك الانتهاكات عبر فريق ميداني، وأن ما تم توثيقه من انتهاكات طالت المدنيين خلال الفترة من 15 مارس/آذار 2015 وحتى فبراير/شباط 2016 بلغت 43195 حالة انتهاك ضد المدنيين .
وكشف عن مقتل 1123 مدنيًّا، بينهم 217 طفلًا و122 من الإناث و784 من الذكور، فيما بلغ عدد الجرحى 7230 مدنيًّا بينهم 1710 أطفال و1091 من الإناث و4430 من الذكور، وبلغ عدد حالات الاختطاف 112 حالة ..
وتطرق إلى تعرض الأحياء السكنية في محافظة تعز للقصف العشوائي بشكل يومي؛ حيث تعرضت للقصف 484 مرة سقطت خلالها أكثر من 2231 قذيفة سقط على إثرها العديد من القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال، وتفجير 18 منزلًا بالديناميت في مناطق مشرعة وحدنان والجحملية والمسراخ .
وأضاف الأسودي أن جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح عمدوا إلى زراعة الألغام المضادة للأفراد في المناطق التي تنسحب منها أو التي تخشى أن يتقدم إليها الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي وهي تقوم بزراعة هذه الألغام في مناطق زراعية وسكنية يرتادها المواطنون، حيث قامت بزراعة حقول ألغام في كل من الشريجة والحويمي على خط تعز عدن وفي منطقة نجد قسيم والمسراخ وفي منطقة وهر جبل حبشي، وقد انفجرت عدة ألغام بمواطنين مدنيين أثناء مرورهم في هذه المناطق وتم توثيق 12 قتيلًا سقطوا بفعل الألغام بينهم طفل و5 نساء، كما جرح 11 شخصًا بينهم طفلان وامرأة واحدة .
مجزرة بشرية:
بدورها عرضت "ليزا البدوي" في ورقتها الانتهاكات والجرائم المتعلقة بالنزوح والنازحين اليمنيين مع رصد لواقعة القذف المدفعي بالدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة صوب كتل بشرية، مما أدى إلى حدوث مجزرة بشرية في مدينة عدن- مديرية التواهي صباح يوم الأربعاء 6 مايو/آيار عام 2015.
وذكرت رواية إحدى النساء "اسمها أنيسة" والتي نجت من مجزرة التواهي، حيث قالت: "إن 13 فردًا من أسرتها قتلوا في المجزرة كانوا على متن قارب ولم يتبقَّ من أسرتها غير 3 أحفاد"، مشيرة إلى أن الحوثيين لم ينكروا ارتكابهم لمجزرة التواهي أبدًا، بل إنهم وصفوها بعملية تطهير للعملاء والخونة "أي الأسر النازحة" وهذا ما جاء على حساب "تويتر" للمتحدث الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام .
كما تحدثت البدوي عن نماذج لحالات انتهاكات وقتل وتعذيب طالت النساء والأطفال في كل من عدن وتعز المدينة المحاصرة منذ ما يقارب العشرة أشهر وتناولت فيها قصصا للتعذيب والتنكيل والقصف العشوائي الممنهج على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، مشيرة إلى أنه وفقًا لائتلاف نساء عدن فإنه فقط في محافظة عدن تم قتل 196 امرأة وكذلك قتل 123 طفلًا على يد ميليشيات الحوثيين وصالح .
وطالبت ليزا البدوي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الدولية في حماية الشعب اليمني -خاصة المرأة والطفل- ضد الانتهاكات الإنسانية والجرائم التي يتعرضون لها والمتمثلة في القتل العمد والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي ومنع الخدمات الصحية والتعليمية والأساسية والعمل على دعم وتعزيز عملية التحالف العربي الهادفة إلى حماية الشعب اليمني لا سيما مجلس الأمن الدولي الذي هو مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته في حماية السلم العالمي والذي يستدعي منه العمل لتنفيذ قراراته الخاصة باليمن على وجه السرعة لتأمين الحماية والأمن والسلم للشعب اليمني الذي تمثل المرأة والطفل فيه أغلبية سواء في التعداد أو فيما يعانونه من انتهاكات وجرائم حرب .
تقييد حرية الرأي والتعبير:
وتناول نبيل السعدي في ورقته الانتهاكات الخاصة بالتغطية الإعلامية للأحداث في اليمن وحرية الرأي والتعبير في اليمن، فذكر أن حالات الانتهاكات الصحافية في اليمن خلال عام 2015 والبالغ عددها 319 حالة انتهاك تورطت فيها 11 جهة بنسب متفاوتة بحسب آخر تقرير أعدته نقابة الصحفيين اليمنيين وأشار إلى أن نسبة الاختطاف والملاحقة والاعتقال كانت الأبرز في تلك الانتهاكات التي وصلت إلى 86 حالة بنسبة 27% من إجمالي الانتهاكات المرصودة تليها بالنسبة ذاتها وبفارق عدد حالة واحدة الاعتداءات والشروع في القتل بـ85 حالة وحجب 50 موقعًا إخباريًّا والتهديد والمضايقات والتشهير 38 حالة وإيقاف وسائل إعلام ومصادرة آلات تصوير 36 حالة وإيقاف عن العمل والإقصاء وإيقاف مرتبات ومنع من التغطية 14 حالة وقتل 10 إعلاميين ومصورين .
أخطار الحصار:
وعرض عبدالرحمن المسيلبي الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح بحق المدنيين في اليمن، مشيرًا إلى تنوع جرائم تلك الميليشيات بين القتل واتخاذ المعتقلين دروعًا بشرية والتعذيب حتى الموت والاعتقالات التعسفية التي طالت المدنيين والسياسيين والناشطين وغيرهم منذ أن بدأت تلك الميليشيات بالصراع المسلح .
وتطرق المسيلبي إلى ما تعانيه مدينة تعز من قبل مسلحي ميليشيات الحوثي وصالح منذ أكثر من 9 أشهر في ظل حصار مطبق استخدمته كسلاح فتاك ضد المناوئين لها والموالين للحكومة الشرعية، مشيرًا إلى أن الحصار الجماعي أخذ أشكالًا متعددة وتركز تحديدًا حول منع إدخال المواد الأساسية والضرورية والحاجات اليومية لحياة السكان المدنيين التي لا يمكن الاستغناء عنها والعيش بدونها كمنع دخول المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية وأسطوانات الغاز ومعونات الإغاثة الإنسانية ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وأسطوانات الأكسجين .
وذكر المسيلبي أن الحصار تسبب في إغلاق وتوقف جميع مستشفيات مدينة تعز عدا 3 مستشفيات تعمل بشكل جزئي من أصل 37 مستشفى وإغلاق 65 مستوصفًا ومركزًا طبيًّا وأكثر من 43 صيدلية، مؤكدًا أن حصار مدينة تعز تسبب في عدة كوارث إنسانية تمثلت في زيادة الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين واختفاء المواد والاحتياجات الأساسية من الأسواق وحصول عدة حالات وفاة بسبب انعدام أسطوانات غاز الأكسجين في المشافي وانعدام الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة .
وتخلل الندوة معرض خاص يتضمن أكثر من 50 صورة تمثل نماذج لجرائم ميلشيات الحوثي وصالح والتي رصدتها التقارير التابعة للفيدرالية العربية لحقوق الإنسان. وتأتي الندوة في إطار الفعاليات التي تنظمها الفيدرالية على هامش مشاركتها في فعاليات الدورة الـ31 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي انطلقت أعمالها في 29 فبراير/شباط بقصر الأمم المتحدة في جنيف وتستمر حتى 24 مارس/آذار الجاري.