أكراد سوريا "منقسمون" بشأن احتفالات عيد "النوروز"
لم تشهد جميع المناطق الكردية في سوريا هذا العام، مظاهر الاحتفالات بعيد "النوروز" الذي يمثل تجدد الحياة مع قدوم الربيع.
لم تشهد جميع المناطق الكردية في سوريا هذا العام، مظاهر الاحتفالات بعيد "النوروز" الذي يمثل تجدد الحياة مع قدوم الربيع، كما جرت العادة في الأعوام السابقة.
وأصدرت هيئات وأحزاب كردية، تعاميم تقضي بإلغاء مظاهر الاحتفال بعيد "النوروز" في منطقة عفرين في محافظة حلب (شمال) لهذا العام، فيما قيّدت "الإدارة الذاتية" الكردية الاحتفالات بعدة شروط وتعليمات.
وأقرّ كل من "التحالف الوطني" الكردي، و"الحزب الديمقراطي التقدمي" الكردي، إلغاء المظاهر الاحتفالية والتجمعات الجماهيرية الكبيرة في منطقة عفرين.
في حين أعلن "المجلس الوطني الكردي" بعفرين المنضوي في "الائتلاف السوري" المعارض عن إقامة احتفالات جماهيرية في ثلاثة نقاط بهذه المناسبة.
وبدأت احتفالات الأكراد في المناطق التي حددها المجلس الوطني، وسط التوتر والمشاحنات التي أعقبت "إعلان الفيدرالية"، وآمال بانتهاء الحرب.
وأوقد ممثلو المجلس الوطني الكردي "شعلة نوروز" في منطقة جل آغا أقصى شمال شرقي سوريا.
من جانبها، أنهت "الإدارة الذاتية" بعفرين تحضيراتها وذلك بتجديد النصب التذكاري لـ"كاوا الحداد" (كردي يعتبر عند الأكراد بطلا أسطوريا) الذي يكشف عنه مع البدء بأول طقوس عيد "النوروز" والذي يتضمن إشعال النيران في مواقع محددة.
كما أصدرت الهيئة الداخلية لـ "الإدارة الذاتية" بلاغاً طالبت فيه المواطنين بـ "عدم إشعال النيران في الأماكن المأهولة وعدم إطلاق العيارات النارية، وإطلاق الشعارات المتنافية مع مبادئ الإدارة الذاتية".
كما طالبت بـ "إبلاغ قوات الأسايش التابعة لقوات حماية الشعب الكردية بأي أعمال إرهاب، والإبلاغ عن أي ظاهرة سلبية".
ويشكل الأكراد ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد العرب في سوريا، ويقدرعددهم بنحو مليوني نسمة، ويتركز وجودهم في ثلاث مناطق رئيسية هي الجزيرة في محافظة الحسكة، وعين العرب (كوباني)، وعفرين في حلب.
وشارك المكون الكردي في الاحتجاجات الشعبية بداية الأزمة السورية عام 2011، وتحوّلت المناطق التي يقطنها الأكراد إلى "إدارة ذاتية"، وسط انتقادات واسعة من باقي المكونات في المنطقة، حول انتهاكات من وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي بتهجير العرب، أكدتها منظمة العفو الدولية.
وأعلن ممثلو الإدارة المحلية "نظامًا فيدراليًا" في مناطقهم، الخميس الماضي، دون مشاركةٍ أو تنسيق مع باقي المحافظات، الأمر الذي رفضه النظام والمعارضة السورية، واعتبره محللون خطوة على طريق "التقسيم".
ويرى باحثون أن العيد سمي بذلك، بعد ثورة قادها الكردي "كاوا الحداد" ضد الطاغية "زحاك" الذي كان يظلم الأكراد قديمًا، وقتله في 21 مارس/ آذار، ليطلق عليه "نوروز" ويعني "يومًا جديدًا"، الأمر الذي يعتبره الأكراد مقاربة مع واقعهم اليوم وانتفاضهم "ضد الظلم".
فيما يقول ناشطون أكراد لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن عيد "النوروز" هو سومري الأصل، ويعرف باسم "أكيتو" ويمثل تجدد الحياة مع قدوم الربيع.
كما أخذ الآشوريون يحتفلون بهذا العيد بعد السومريون، وانتشر معهم كاحتفال في كل الهلال الخصيب، الذي تقطنه جماعات عرقية متعددة إلى جانب الأكراد الذين حافظوا على هذا العيد كعادة حضارية، ولكنه غير منسوب حصرياً لعرقية معينة بل يجوز أن يكون عيداً لكل السوريين على تعدد عرقياتهم، بحسب الناشطين.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز