استبدال حماس صور الإخوان بغزة.. رسائل رمزية لترطيب العلاقات
محللون يعتبرون قيام حماس بإزالة لافتات متعلقة بجماعة الإخوان وصور لقادتها من غزة، بمثابة رسائل تطبيع إيجابية تجاه القاهرة
اعتبر محللون قيام حركة حماس بإزالة لافتات وشعارات متعلقة بجماعة الإخوان وصور لقادتها من محاور مهمة بغزة، بمثابة رسائل تطبيع إيجابية تجاه القاهرة، معتبرين أن المطلوب من الحركة أكثر من ذلك.
وربط أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، الدكتور ناجي شراب، بين تغير الشعارات في أهم مفترقات غزة وزيارة حماس للقاهرة ولقاءاتها مع المسؤولين المصريين، مقدرًا أن هذا التغيير قد يكون رسالة حسن نوايا من حماس تجاه مصر وأن ما أكدته في لقاءاتها حول عدم علاقتها التنظيمية والإدارية بالإخوان الأم تترجمه على الأرض في غزة.
كانت حماس التي تسيطر على قطاع غزة ترفع لافتات وشعارات باسم جماعة "الإخوان المسلمين" وصور قادتهم بما في ذلك صور مؤسس الجماعة حسن البنا والرئيس المصري المعزول محمد مرسي، واستبدلتها بصور جديدة يظهر في أحدها مسلح مع تعليق بأن سلاح حماس بوصلته الاحتلال الإسرائيلي.
رسالة رمزية
ورأى شراب في حديثه لبوابة العين الإخبارية هذا التطور بأنه "رسالة رمزية لا أكثر ولا أقل، لا يمكن أن يبنى عليها علاقات مع دول كبرى كمصر"، مشددًا على أن مثل هذه الشعارات "رسالة رمزية لا يمكن أن نقول إنها تحقق الهدف الاستراتيجي، لكنها تساعد في تخفيف الاحتقان وإزالة بعض الرواسب التي علقت بين الطرفين".
وكان وفد قيادي من حماس يضم قيادات من غزة والخارج برئاسة موسى أبو مرزوق، زار القاهرة لمدة 4 أيام، وأجرى لقاءات مع مسؤولي المخابرات المصرية قبل أن يغادر إلى الدوحة، فيما يتوقع أن يعود الوفد مجددا لاستكمال المباحثات التي وصفتها حماس بأنها إيجابية وتفتح صفحة جديدة في العلاقة بين الجانبين.
بادرة والمطلوب أكثر
ويتفق الكاتب مصطفى إبراهيم مع شراب بأن هذه الخطوة تأتي في سياق زيارة وفد حماس لمصر في إطار تطبيع العلاقات لإعادتها لسابق عهدها بعد قطيعة طويلة.
وقال إبراهيم لبوابة العين: "هذه بادرة من حماس لتثبت أنها لا تتدخل في الساحة المصرية المتهمة بها من قبل جهات عدة خاصة وزارة الداخلية التي اتهمتها بالضلوع في اغتيال النائب العام هشام بركات"، وهو الاتهام الذي نفته حماس وأصدرت بيانا تدين فيه جريمة الاغتيال، فيما بدا إحدى الثمار المباشرة للقاء القاهرة.
ورأى إبراهيم أن "هذه خطوة في الاتجاه الصحيح من حماس"، لكنه شدد على أن "المطلوب من حماس أكثر من لافتات وتغيير شعارات؛ مطلوب منها تهيئة شارعها لتغييرات أوسع على عدة صعد خصوصا الإعلام".
وأضاف أن حماس بـ"اللافتة الجديدة تريد تأكيد ثبات بوصلتها وعدم انحرافها، وهي بوضعها علم مصر تريد أن تؤكد عمق مصر وأنه لا يمكن تجاهلها".
وشملت عملية إزالة الصور صورة رئيسية كبيرة في منطقة السرايا وسط غزة وكانت تضم أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد والسابق حمد بن خليفة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤول حماس في غزة إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، مكتوب تحتها "القدس تنتظر الرجال"، واستبدلت بلافتة تحمل رسالة لمصر "المقاومة لا توجه سلاحها إلى الخارج.. البوصلة نحو تحرير فلسطين"، في إشارة إلى عدم تورط الحركة في أي أحداث في مصر.
اتجاهان للتغيير
المتحدثون الرسميون باسم حماس فضلوا الصمت وعدم التعليق على تغيير الصور وإن كانوا أكدوا حرصهم على تحسين العلاقة مع القاهرة، فيما أوضح مصدر في جهاز العمل الجهاز التابع لـ"حماس" لبوابة "العين" أن عملية تغيير الصور تجري عادة في اتجاهين؛ الأول روتيني يتعلق بتحديث الصور من حين لآخر، خاصة أن هذه الصور وضعت في مناسبات معينة وانتهت، والاتجاه الآخر هو إيصال الرسائل والأفكار والتواصل بالصورة مع الجماهير في الداخل والخارج، ومن ذلك الصورة التي تحمل إشارة عدم انحراف بوصلة السلاح.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز