جريمة حوثية وحشية.. إعادة مغترب إلى أسرته جثة محروقة
لم تمهل مليشيات الحوثي المواطن اليمني، عبدالفتاح المليكي، سوى ساعات معدودات، بعد وصوله من المهجر حتى اقتحمت منزله واقتادته لجهة مجهولة.
وبعد أربعة أيام من الاختفاء في غياهب معتقلات المليشيات، سلّم الحوثيون المواطن المليكي إلى أهله جثةً هامدة محروقة، وذلك في بلدة "الحوبان"، شرق محافظة تعز، جنوبي اليمن.
أهالي وجيران عائلة المليكي، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، عن فرحة الأسرة التي لم تكتمل بعودة عائلها من الاغتراب في المملكة العربية السعودية منذ أعوام؛ ليقضي إجازة شهر رمضان بين ذويه.
فما هي إلا ساعات من وصول عبدالفتاح المليكي إلى منزل أسرته في الحوبان، حتى اقتحمت مجاميع مسلحة المنزل، واعتقلت عائل الأسرة، واقتادته إلى جهة غير معروفة، وفق الأهالي.
وأضافوا: "بعد أربعة أيام من الاعتقال والإخفاء، تأتي مجاميع مسلحة حوثية إلى منزل العائلة وتسلم جثة عبدالفتاح محروقة إلى أهله بدم بارد، دون مراعاة لمشاعر الأسرة المكلومة".
وأكد الأهالي أن الجثة بدت عليها آثار ضرب وتعذيب مروع حرقا، مؤكدين تعرض المليكي لانتهاكات وممارسات غير قانونية خلال فترة اعتقاله؛ أودت بحياته.
وأشار الأهالي إلى أن المليشيات الحوثية، تتوجس من كل شخص كان مغتربًا في دول الخليج، وتلقي عليه التهم جزافاً دون تثبت أو تأكد.
واستغربوا من اعتقال عبدالفتاح الذي لم يكن منخرطًا في أي أعمال أو أنشطة سياسية، ولم يدخل يومًا في أي خلافات مع أحد، بحسب قولهم.
ولاقت الحادثة استنكاراً شعبيًا وحقوقيًا واسع النطاق؛ ومطالبات بوضع حد للممارسات غير القانونية واللا أخلاقية التي تقوم بها المليشيات الحوثية.
وأكدت المحامية اليمنية، تهاني محسن، على ضرورة تصعيد هذه القضية كقضية رأي عام، واعتمادها كنموذج من نماذج الانتهاكات الحوثية المستمرة بحق اليمنيين.
ودعت في تصريح لـ "العين الإخبارية" المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى الضغط على المجتمع الدولي وإيقاف الممارسات التي ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية".
وقالت المحامية اليمنية، إن الحوثيين يتعاملون مع حياة اليمنيين بلا مبالاة، في ظل صمت دولي، وبإمكانهم الاعتقال والإخفاء والتعذيب والقتل دون حسيب أو رقيب.
يشار إلى أن المليشيات الحوثية تسيطر على بلدة "الحوبان"، شرق مدينة تعز، منذ 6 أعوام، وتغلق كافة المنافذ من وإلى المنطقة؛ لتعزيز الحصار المطبق على المدينة.
وتتمركز المليشيات الانقلابية في مرتفعات الحوبان لقصف المدينة المحاصرة، واستهداف المناطق السكنية الخاضعة لقوات الحكومة المعترف بها دوليا.