تجمع جديد لـ6 أحزاب ليبية.. هل تحرك المشهد السياسي؟
أعلنت 6 أحزاب ليبية، الأربعاء، تشكيل "تجمع أحزاب ليبيا" لتوحيد الروئ وتنسيق الجهود بين القوى الوطنية، وفق بيان لها.
وأعلنت تلك الأحزاب، في بيانها المشترك، تأسيس التجمع "ليكون مظلة سياسية جامعة لكل القوى الوطنية الحرة والشريفة"، مؤكدة أن "الدستور الليبي هو مرجعيتها بالعمل السياسي".
وتعاني ليبيا من حالة انسداد سياسي، بعد رفض عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة منتهية الولاية تسليم السلطة في طرابلس لخلفه فتحي باشاغا.
ووقعت الأحزاب – 6 أحزاب أغلبها مدنية - على ميثاق لتوحيد الجهود حول الأهداف الوطنية الكبرى والاستحقاقات السياسية المحددة مع احتفاظ كل حزب باستقلاليته وشخصيته الاعتبارية وذمته المالية وتنظيمه الإداري.
وقال التجمع في بيانه، إنه " ملتزم بثوابت الحفاظ على السيادة الوطنية، والقوانين والتشريعات النافذة المنظمة للعمل السياسي والتعاون من أجل استكمال المسار الديمقراطي وبناء الدولة المدنية القائمة على الدستور والقانون".
وأضاف:" أن بين من الثوابت أيضا عدم الاستقواء بالأجنبي أو تغليب أي مصالح إقليمية أو دولية على حساب المصالح الوطنية العليا للشعب الليبي والعمل على تعزيز المصالحة الوطنية وعودة المهجرين والنازحين والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي".
فوضى حزبية
ومن جانبه أكد الخبير السياسي والحقوقي الليبي محمد صالح إن إنشاء تجمعات حزبية في ليبيا شيء هام، لإيصال رسالة للمسؤولين بأنهم" ليسوا وحدهم في ليبيا، وأن هنالك أصواتا تريد الانتخابات وتراقب العملية السياسية".
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "بعض المسؤولين يرى أن كل الليبيين مؤيدون له ولذلك فإن الحراك السياسي من حيث المبدأ مهم خاصة أنه ليس لدي قوة للتغيير أو التورط في قضايا فساد وأن أقصى ما يستطيعون فعله إيصال الرسائل للداخل والخارج".
وأردف أن "هنالك تخوفات من تغلغل بعض الشخصيات الإخوانية من خلال الحراك المدني والسياسي، كما أنهم سيواجهون إشكالية كبيرة في التنفيذ، وقد لا يعدو الأمر كونه مجرد استهلاك الإعلامي".
وأشار إلى أن "ليبيا بها فوضى حزبية إذ ليس من الأساس هنالك قانون ينظم عمل الأحزاب السياسية، وأغلبية تلك الأحزاب ليس لديها قاعدة شعبية وبعضها ليس لها إلا مقر وصفحة فيس بوك لا أكثر، وغير مؤثرة".
غياب الدور
وفي المقابل يرى المحلل السياسي الليبي سالم الغزال، أن معظم الأحزاب في ليبيا ليس لها توجه معين أو وجهة نظر حقيقية تتبناها فهي تسعى لتجميع عدد من الأشخاص لدخول السباق الانتخابي بشقيه البرلماني والرئاسي.
وأضاف الغزال لـ"العين الإخبارية" أن ليبيا حديثة عهد بالنظام الحزبي وغالبية الأحزاب، ولائها لأشخاص، وبعضها يعطي امتيازات لمنتسبيها كمكافأة مالية مجزية أو منصب في إحدى الجهات الحكومية.
وحول ما وصفه البيان بالثوابت أكد الغزال أنها " أمور مكرره والثابت الوحيد الذي نتمنى تحقيقه هو عدم القيام بأي نشاط يُشكل تهديداً للسلم الاجتماعي والابتعاد عن الغلو والتطرف أو أي دعوات للتقليد للانحلال"، وفق قوله.
وأردف أن "جميع التجارب السابقة أثبتت ضعف الأحزاب السياسية وغيابها في مرات عديدة عن الساحة السياسية في البلاد".