خط بحري بين إسطنبول ومصراتة.. "شريان" للأسلحة والمرتزقة

خبراء ليبيون يؤكدون أن تفعيل الخط البحري بين مصراتة وإسطنبول يضمن سرعة وصول الإمدادات العسكرية التركية
كشف خبراء أن الخط البحري، الذي تعتزم أنقرة مده من إسطنبول إلى مصراتة، لا يخلو من كونه شبهة للإرهاب ومحاولة رخيصة لاختراق الحظر المفروض على توريد السلاح واستجلاب المرتزقة السوريين لدعم الجماعات الإرهابية المسلحة.
وأكد الخبراء، في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، أن تفعيل الخط البحري بين مصراتة وإسطنبول، يضمن لميليشيات السراج ضخامة وسرعة وصول الإمدادات العسكرية التركية من مدرعات وطائرات مسيرة ومرتزقة في مواجهة الجيش الليبي، مؤكدين أن الخط البحري يعد أقصر طريق إلى محاور القتال لأنه سيختصر حوالي 250 كلم من طرابلس باتجاه المحاور.
تحذيرات الخبراء الليبيين، دقت ناقوس الخطر، حول الخطة القديمة – الجديدة التي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتنفيذها في ليبيا، من تثبيت وجوده العسكري والتجاري في منطقتي شمال أفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط، واستغلال الغاز في شرق المتوسط.
وكان محمد الرعيض، المسؤول الاقتصادي للنواب المنقطعين الموالين لتنظيم الإخوان في طرابلس، كشف عن مد خط بحري من مدينة مصراتة إلى إسطنبول، مشيرًا إلى بدء تنفيذ الخط فورًا.
محاولة لاختراق حظر السلاح
وقال محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب عن مدينة ترهونة، لـ"العين الإخبارية"، إن تفعيل خط بحري مباشر بين مصراتة وإسطنبول لا يخلو من كونه شبهة للإرهاب ومحاولة رخيصة لاختراق الحظر المفروض على توريد السلاح وجلب المرتزقة السوريين لدعم الجماعات الإرهابية.
ولم يستبعد عضو مجلس النواب، أن يستخدم ميناء مصراتة -والذي تحول بالفعل إلى قاعدة بحرية تركية-، في الأغراض الاقتصادية إضافة إلى استخدامه عسكريًا، كما لم يستبعد تسخيره في أغراض استغلال الغاز في شرق المتوسط.
وحول ماهية محمد الرعيض للإدلاء بمثل هذه التصريحات، قال إن الرعيض بما استولى عليه من مال فاسد، أصبح أحد الزعامات التي تشارك في اتخاذ القرار عبر ما يملكه من مليشيات مسلحة تعيث فسادا على المسرح السياسي بالمنطقة الغربية.
دعم عسكري تركي
من جانبه، قال رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي خالد الترجمان، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن جماعة الحشد المليشياوي الذين يدورون في فلك أردوغان والاستعمار التركي، لا يتركون فرصة إلا ويحاولون استغلالها لمزيد من الدعم العسكري التركي لهم، مؤكدًا أنهم لم يكتفوا بتلك الطائرات التي تهبط في قاعدة الوطية، حاملة الأسلحة والذخائر والمرتزقة.
وأشار إلى أن تلك الجماعة الإرهابية تسعى إلى مزيد من الدعم وخاصة في جبهتهم الشرقية، من مصراتة باتجاه سرت وباتجاه الشويرف، من أجل الاستعداد للهجوم على الموانئ النفطية، والهجوم على سرت – الجفرة.
وتساءل: ما معنى فتح خط بحري بين مصراتة وإسطنبول؟ ولماذا لا يكون بين إسطنبول وطرابلس؟ ولماذا في هذه الفترة في ظل كورونا؟ من سيتحرك للسفر لإسطنبول عبر البحر؟ من الذي لديه الوقت والحصانة الطبية كي يتحرك في وسط هذه الأجواء؟ ما هو حجم التبادلات التركية بين مصراتة وتركيا؟.
وأجاب أن الأمر واضح تمامًا بأنه أقصر طريق إلى محاور القتال لأنه سيختصر حوالي 250 كلم من طرابلس باتجاه المحاور، في حين أن الطريق من مصراتة إلى المحاور حوالي 180 كلم، وبالتالي هم يضمنون ضخامة وسرعة وصول الإمدادات العسكرية التركية من مدرعات وطيران مسير وجنود ومرتزقة وذخائر في مواجهة القوات المسلحة الليبية.
معركة كسر العظام
وأكد أن "مخطط أردوغان" هذا جعل القوات المسلحة العربية الليبية تعيد تمركزها في مناطق سرت – الجفرة، حتى تمنع عملية إنزال بحري، كانت تركيا تعد لها للاستيلاء على الحقول النفطية والموانئ، وقطع الطريق أمام إمدادات القوات المسلحة ومحاصرة الجيش الليبي المتواجد على تخوم طرابلس.
واختتم تصريحاته، قائلا، إن المعركة القادمة ستكون معركة كسر العظام ونهاية أحلام أردوغان في ليبيا، وللحشد المليشياوي ولكل من يلوح بالسلام وهم يعدون العدة لمعركة قادمة.
في السياق ذاته، قال الدكتور علي التكبالي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي، إن ميناء مصراتة أصبح يشكل صداعًا في رأس كل الليبيين، مشيرًا إلى أن تركيا تريد أن تبقى في الميناء وتتوسع على حساب الشعب الليبي.
وأوضح أن المخطط التركي يقضي بادعاء أنقرة أنها جاءت للتبادل التجاري، ثم ستضع سفنها في كل الميناء، وتبدأ في توسيعه وتعميقه، حتى يتحول إلى قاعدة دائمة لها.
موقع استراتيجي هام
ويعد ميناء مصراتة البحري، شرقي طرابلس، من أهم المنافذ البحرية في ليبيا، ويتمتع بموقع استراتيجي هام لقربه من أوروبا ودول المغرب العربي، وكان من أبرز المنافذ التي استخدمتها تركيا لمد مليشيا حكومة الوفاق بالأسلحة والمقاتلين السوريين.
ويسيطر تنظيم الإخوان الإرهابي على مصراتة ويتخذها مقرا لمعظم مليشياته وأذرعه المسلحة، كما تضع تركيا أكبر غرف عملياتها بالمدينة وتمتلك فيها قنصلية كبرى.
كما يعد ميناء مصراتة بوابة الاستيراد الرئيسية في ليبيا من وإلى أفريقيا ويمثل الشريان الحيوي للتبادل التجاري، وسيساعد أنقرة بعد وضع يدها عليه على إنشاء قوة بحرية في المتوسط.
وفي الوقت الذي يجري فيه تحويل ميناء مصراتة البحري إلى قاعدة تركية، جهزت أنقرة قاعدة الوطية بالدفاعات الجوية والطائرات المسيرة وأصلحت بنيتها التحتية بعد تعرضها للقصف والتدمير.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA==
جزيرة ام اند امز