جراح الروح.. صراع الإخوان والسلفيين في رواية جديدة لمحمود الورواري
صدرت مؤخراً للأديب والإعلامي المصري محمود الورواري رواية بعنوان "جراح الروح" عن "الدار المصرية اللبنانية" للنشر.
الرواية تكشف أسرار الصراع بين التيار السلفي وجماعة الإخوان الإرهابية، عبر حكاية سردية تدور من خلال "مالك"، الذي يدرس الطب وينتمي للتيار السلفي في جامعة القاهرة، والصراع الذي يدور بين طلبة التيار السلفي وطلبة الإخوان داخل الجامعة.
ويعد الكتاب الجديد، الجزء الثاني من رواية "حالة سقوط" التي نشرها الورواري في عام 2008، لكنها في الوقت نفسه تستقل بعالمها الذي ترسم ملامحه.
عنوان الرواية "جراح الروح" وعنوانها الفرعي "حكاية الأبناء"، حاضران بوضوح يكاد يكون شارحاً، خلال فصول الرواية جميعاً.
يتحرك عالم الرواية حركة واسعة، وإن انطلق من ساحة مكانية محددة وفترة زمنية مرجعية بعينها، مهتماً برصد وقائع هذه الفترة وتحولاتها الكبيرة.
وفي القلب من هذا يتمثل مكانياً ميدان التحرير وأحداثه المشهودة، وما صاحبها وما أعقبها من تغيرات حاسمة ومنها الصراع الذي احتدم بين الإخوان والسلفيين، الأحلام ثم الكوابيس، ثم الأحلام مرة أخرى، التي راودت أغلب المصريين.
وخارج هذا المركز المكاني والزمني يتنقّل عالم الرواية أيضاً عبر أماكن القاهرة المسماة: الحلمية، المقطم، الزمالك، المدينة الجامعية، قصر العيني.
وتوازي هذه الحركة حركة أوسع في مدن بعيدة، وخلال أزمنة مستعادة ممتدة، وهي حركة مستدعاة خلال ذاكرة الشخصية المحورية وتجاربها المتنوعة.
من هنا، تنفتح دوائر العالم القريبة، المحددة، على دوائر أبعد وأرحب، ويتصل بهذا إشارات تصل أحياناً بعض التفاصيل الصغيرة في الرواية بوقائع كبرى عالمية، من ذلك، مثلاً، عبارات حول أن "نضال" وُلد عام 1989 تاريخ انهيار الاتحاد السوفييتي، أو أن "أدهم" وُلد عام 1991 تاريخ تأسيس النظام العالمي الجديد.
تتأسس الرواية، كما تتأسس كتابات محمود الورواري، كلها أو أغلبها، على احتفاء باللغة وبطرائق السرد المتنوع، وتصاغ بحرص بالغ على "السلامة اللغوية" وأحياناً بمنحى مشبع بنزوع شعري (بما قد يستثير التساؤل حول هذه السلامة وهذا النزوع في حالة اقترانهما ببعض الشخصيات التي قد تنطق أحياناً بخطاب لغوي مجاوز لوعيها أو لتكوينها).
وبوجه عام، داخل هذه اللغة السليمة المحتفى بشعريتها، تصوغ الرواية معالم سرديتها الخاصة.
سردية الرواية تحفل كذلك بإشارات ثقافية مرجعية لأسماء ولنصوص عديدة، لمحمود درويش، ورولان بارت، وزوربا اليوناني، وأمل دنقل، ونجيب محفوظ، فضلاً عن التحاور مع هذه النصوص.