"الخفاش".. وباء الإخوان في رواية مصرية
في قالب أدبي حافل بالمعلومات، تعالج رواية "الخفاش أوراق السيد عمرو السرية"، خطورة تنظيم الإخوان انطلاقا من الحالة المصرية.
رواية للمؤلف صموئيل العشاي، تعرض خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ52 المقرر انطلاقه اليوم ويستمر حتى 15 يوليو/ تموز المقبل.
وفي روايته، يرصد المؤلف طريقة بناء "جهاز مخابرات الإخوان" الذي يعرف تاريخياً باسم التنظيم الخاص، وطرق التخفي والانتشار وجمع المعلومات ونشر الشائعات في كل مكان بنفس الأساليب، إضافة إلى كيفية وصول التنظيم إلى حكم مصر ودوره في أحداث 25 يناير/كانون الثاني، وذلك في قالب أدبي حافل بالمعلومات.
العشاي تحدث لـ"العين الإخبارية" عن روايته التي تقع في 460 صفحة وصادرة عن دار نشر "كنوز"، قائلا إنها "تجمع بين الخيال والمعلومات، وتعالج في شكل أدبي يتنقل بين الأشخاص والأماكن، خطورة تنظيم الإخوان انطلاقا من الحالة المصرية".
ويشير "عشاي" إلى أن الراوية تتحدث عن صحفي يقرر إجراء تحقيق استقصائي عن أخطر تنظيم في العالم، وخلال قيامه بهذا التحقيق يقابل مجموعة من "رجال المعلومات"، لافتا إلى أن "رجل المعلومات كلمة تطلق على الصحفي والباحث وعالم الاجتماع وأي شخص يجمع معلومات، للمساعدة وإمداده بالوثائق اللازمة، ليكتشف أننا أمام أخطر جماعة عبر التاريخ".
ويتابع: "لاستكمال التحقيق، يسافر الصحفي للقاء رئيس التنظيم الدولي، ثم يكشف أن الأخير على اتصال بأجهزة مخابرات عديدة حول العالم"، مبينا أن "الرواية تسرد تفاصيل حصول التنظيم الدولي على موافقات تلك الأجهزة، وكيف وضعوا لهم سبل التجهيز لثورة 25 يناير".
وتسعى رواية "الخفاش أوراق السيد عمرو السرية" لمعرفة كيف ساعدت أجهزة المخابرات في أكثر من دولة جماعة الإخوان للوصول إلى حكم فى مصر، مشيرا إلى أن نفس الأدوات التي استخدمت فى مساعدة الجماعة للوصول للحكم ما زالت تطبق.
ويخلص المؤلف في روايته إلى أن "جماعة الإخوان هي أخطر تنظيم موجود في العالم، وقادر على الانتشار والتمدد، ولديه اقتصاد ضخم جدا".
كما يتبين من خلال أحداث الرواية، كيف أن "الإخوان ليست جماعة دينية، لكنها جماعة سياسية تسعى لنشر أفكارها، عبر التعليم والإعلام".
"خفافيش الظلام"
وفضل المؤلف تسمية الرواية بـ"الخفاش" كوصف لـ"خفافيش الظلام" من جماعة الإخوان.
ويشير في هذا الصدد إلى أنه بدأ في كتابة الرواية مع بداية ظهور كورونا، حيث "كان يسيطر على ذهني -كما الجميع-أن الخفاش سبب نقل الفيروس للعالم، ووجدت تشابها كبيرا بين الخفاش الذي ينقل هذا الفيروس للناس والجماعة التي تنقل فيروسها الفكري إلى جموع الناس".
وأهدى "عشاي" روايته إلى الرئيس المصري، قائلا إن السيسي "هو أول مقاتل تصدى لهذا التنظيم الخفاشي من أجل إنقاذ مصر والمنطقة من مؤامرة كبيرة كانت تحاك لها في الغرف المظلمة"، داعيا إلى الاستمرار في المواجهة، لأن الحرب لم تنته.
واعتبر الكاتب أن "الرواية تدق جرس إنذار بأن المنطقة العربية ما زالت مستهدفة، وعلى الحكومات العربية تحديدا أن تنتبه جيدا لخطورة الإخوان".
وتابع: "الإخوان ما زالوا يستخدمون نفس أدواتهم في محاولة الوصول للسلطة، وعلى الحكومات العربية أن تأخذ حذرها، حيث إن الجماعة ما زالت تسعى للوصول إلى السلطة فى عدد من الدول العربية، لكن ليس في مصر، لأن الوضع اختلف الآن".
لكنه أشار إلى أن "خلايا الإخوان في مصر ما زالت تتحرك وتبث كما كبيرا من الشائعات لإحداث حالة من البلبلة".
الأخطر
ولمواجهة الجماعة، أكد أن الأمر "بحاجة لمجهود وتضافر أممي لم يحدث حتى الآن"، موضحا: "نحن بحاجة لجهد أممي لدراسة كيفية المواجهة، خاصة أن الحلول الأمنية وغيرها من معالجات ثقافية وفكرية وإعلامية للمواجهة ما زالت قاصرة وجزئية".
وشدد على أن "المعركة ما زالت مستمرة، وأن التنظيم لا يزال هو الأخطر والأعنف والأكبر في العالم كله".
وكشف أن لرواية "الخفاش أوراق السيد عمرو السرية" أجزاء أخرى ستتحدث عن كيف استطاع الإخوان خلال 18 يوما السيطرة على الحكم في مصر عقب أحداث 25 يناير.
وحظيت رواية الخفاش بإشادة من وكيل الأزهر الشريف السابق، الشيخ صالح عباس جمعة.
وكتب جمعة في مقدمة الرواية أنها تتمتع بسلاسة الأسلوب وسهلة الألفاظ وعباراتها واضحة، وتتمتع بالصدق والبساطة والحيوية في المواقف وأحداثها مترابطة، وتتنقل بين الأشخاص والأماكن بطريقة رشيقة.
ووصف وكيل الأزهر مؤلف رواية الخفاش الكاتب الصحفي صموئيل العشاي بأنه ملهم سبح بخياله ورسم صورة جميلة "بريشة فنان مبدع وقلم أديب ساحر وإحساس وطني غيور، وأن سر جمال النص هو وصول الفكرة إلى الغاية التي يهدف إليها الكاتب".
من جانبه، اعتبر اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، أن رواية "الخفاش" حافلة بالمادة المعلوماتية الشارحة لطريقة بناء التنظيم الدولي للإخوان التي تتشابه مع طرق بناء التنظيمات الماسونية؛ وهي المعلومات التي بنيت عليها الرواية، وتعد قيمة حقيقية تضاف للوسط الأدبي والمعلوماتي.
وأشار عبر حسابه بموقع فيسبوك، إلى أن "ما يحدث في مصر هو ما تشهده الدول العربية يومياً من تنظيم الإخوان".
وطالب وكيل جهاز المخابرات العامة السابق من الجمهور قراءة الرواية باهتمام شديد والاستفادة من المعلومات التاريخية التي تستعرض وقائع مهمة وظفها الكاتب لخدمة عمله الأدبي.
ورأى رشاد أن فكرة الرواية تتشابه مع الوقائع والأحداث التي شهدتها مصر، داعيا النقاد والمتخصصين للاهتمام بالأهداف التي تسعي لها الرواية، وتعريف الجماهير بمخاطر التنظيم.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز