"أصحابي ماتوا بحضني".. ناجٍ من "مركب طرطوس" يروي لحظات الرعب قبل غرقه
بغصّة كبيرة وصوت خافت، تذكر الفلسطيني جهاد مشلاوي، الناجي من غرق قارب الموت في طرطوس، اللحظات المشؤومة التي عاشوها على المركب.
وقال جهاد إن الضحايا عاشوا لحظات عصيبة قبل انطلاق المركب، موضحا أن القبطان أسامة الذي كان يقود المركب امتنع عن قيادته في البداية قائلا: "هالمركب رايح على الموت، ما بطلع فيه.. أفضّل الموت على أن نضحّي بـ150 شخصا".
وتابع: "حينها هدده المهرب بلال محمد ديب، الملقّب بـ(أبوعلي)، بقتل أولاده أمام أعينه، وأشهر السلاح في وجههم"، مضيفا: "زوجة أسامة جلست على الأرض تصرخ وتبكي، ثمّ طلب أسامة طبيباً بحرياً كحجّة لتأخير الانطلاق".
وأوضح: "بعد بضع دقائق، اضطر أسامة للانطلاق بعدما أخبره المهرب بأن الجيش قد يصل في أيّ دقيقة ويلقي القبض عليهم.. الوضع كان تعيس والحمولة مخيفة.. معه 4 أطنان مازوت و2 طن مياه و2 طن معلبات وطن خبز، مع وزن أكثر من 150 شخصا وحقائبهم، ووصل الوزن إلى نحو 20 طنا".
وأضاف: "لم تمضِ 10 دقائق على الانطلاق حتى توقّف محرك المركب، فأعادوا التشغيل وانطلقوا.. تكرر هذا السيناريو أكثر من مرة واتصلوا بالمهرب الذي طمأنهم"، وأردف: "استمر الوضع على ما هو عليه لنحو 5 ساعات، ليقف المركب نهائيا بعدما تجاوز مسافة لا تزيد عن 25 كم.. كنا لا نزال ضمن المياه الإقليمية اللبنانية".
واستطرد قائلا: "تأرجح المركب يمينا ويسارا بين الأمواج حتى سقط.. ولا أنسى اللحظات الأولى التي رافقت سقوط المركب.. صراخ الأطفال والأمّهات لا يفارق أذني.. لم تمضِ دقائق حتى عامت أجساد أكثر من 80 شخصا على وجه البحر.. مات كل من كان في غرفة القبطان، والغرفة في الطابق الأسفل بعدما حاصرتهم المياه، حيث كان فيها أطفال ونساء".
وتابع: "أصحابي ماتوا على صدري وفي حضني خلال السباحة، وبعد 13 ساعة وصلت إلى الشاطئ الرملي في طرطوس.. حاولت إنقاذ شخص اسمه عمرو (25 سنة)، لكن الله لم يكتب له العمر وتُوفي قبل الوصول بوقتٍ قليل"، وفقا لصحيفة النهار اللبنانية.
وشكّك جهاد في عدد الجثث التي أعلنتها الجهات الرسميّة، مضيفا: "عند وصولي قبل يومين فاق عدد الجثث 110.. الجثث تتحلل، وفي طريقي إلى لبنان هناك أب لم يتمكن من التعرف إلى جثة ابنته قبل إجراء فحص الحمض النووي.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز