أزمة «مثيرة للقلق» في اليابان.. 4 ملايين منزل مهجورة
مع تقدم سكان اليابان في العمر، أصبح عدد قياسي من المنازل في جميع أنحاء البلاد شاغرًا، إذ تظهر على العديد منها نوافذ غير مضاءة، وجدران مغطاة بالكروم، وأسطح متهالكة.
وارتفع عدد المنازل المهجورة في اليابان خلال السنوات العشرين الماضية إلى ما يقرب من أربعة ملايين، بحسب أرقام نشرتها حكومة الأرخبيل الذي يشهد انخفاضاً سكانياً تتجلى تبعاته بشكل خاص في المجتمعات الريفية.
وكان نحو 3.85 مليون منزل شاغرا في البلاد بدءا من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، أي أكثر بنسبة 80% عن عام 2003، وفق نتائج الدراسة الحكومية التي نُشرت الثلاثاء.
- أسعار الفنادق في اليابان لأعلى مستوى خلال 30 عاما
- أين تذهب مياه محطة فوكوشيما النووية؟.. أزمة متجددة بين الصين واليابان
والمنازل الشاغرة، يتم تعريفها على أنها المساكن التي ظلت شاغرة على المدى الطويل، باستثناء الإيجارات وبيوت العطلات، والمنازل المهجورة تشكل الآن 5.9 في المائة من جميع المنازل اليابانية.
وأظهر هذا المسح الذي يجرى كل خمس سنوات، أن عدد المنازل المهجورة قد زاد بنحو 360 ألف منزل مقارنة بعام 2018.
وأظهر مسح حكومي صدر في 30 أبريل/نيسان أن عدد هذه المنازل "الآكيا" (الشاغرة) وصل إلى 9 ملايين في جميع أنحاء البلاد، أو 13.8% من إجمالي عدد المنازل في اليابان.
وهذا يعني أن واحداً من كل سبعة منازل تقريباً أصبح شاغراً.
ومن بين هذه المنازل الشاغرة البالغة 9 ملايين، هناك 4.76 مليون، بما في ذلك المنازل الجديدة، للإيجار أو البيع، وفقا للأرقام الأولية الصادرة عن وزارة الشؤون الداخلية.
نحو 380.000 عبارة عن منازل لقضاء العطلات ومباني أخرى مخصصة للاستخدام الموسمي أو العرضي.
ارتفع إجمالي عدد المنازل غير المأهولة على مستوى البلاد بمقدار 510.000 من 8.49 مليون في المسح السابق في عام 2018. وارتفع معدل الشواغر 0.2 نقطة مئوية إلى 13.8 في المائة.
حسب المحافظة، كان معدل الشواغر هو الأعلى في محافظتي واكاياما وتوكوشيما بنسبة 21.2 في المائة، تليها محافظة ياماناشي بنسبة 20.5 في المائة.
يتم إجراء المسح كل خمس سنوات منذ عام 1948، وكان آخر مسح يتم إجراؤه في أكتوبر 2023. وقد تزايد عدد المنازل غير المأهولة منذ عام 1973، عندما أصبحت البيانات القابلة للمقارنة متاحة، وتضاعف في السنوات الثلاثين الماضية.
وترى الوزارة أن شيخوخة السكان هي العامل الرئيسي وراء الزيادة في المنازل الشاغرة المهجورة. تُركت العديد من المنازل شاغرة بعد وفاة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو دخولهم إلى دور رعاية المسنين.
كما أن الاتجاه نحو "الأسر النووية"، التي يعيش فيها أطفالهم منفصلين معهم، يساهم في تفاقم المشكلة.
وتسجل اليابان ثاني أعلى معدل أعمار للسكان في العالم (بعد موناكو)، مع انخفاض مزمن في معدلات المواليد. وتعاني المناطق اليابانية الريفية بشكل خاص من ظاهرة المنازل الفارغة.
والكثير من هذه المنازل مملوكة لسكان المدن الكبرى، وقد ورثوها عن أقاربهم وهم غير قادرين أو غير راغبين في صيانتها.
وزادت السلطات اليابانية من دعواتها للمالكين لهدم ممتلكاتهم أو بيعها أو إعادة استخدامها، ووسعت قائمة المباني الخاضعة لمثل هذه التحذيرات الرسمية.
وبلغت الولادات في اليابان أدنى مستوى لها في عام 2023، وتجاوز عدد الوفيات عدد المواليد بنحو الضعف، بحسب بيانات صادرة في فبراير/شباط.
ولمعالجة هذه المشاكل المتزايدة، قامت الحكومة بمراجعة قانون ذي صلة في ديسمبر/كانون الأول.
وبموجب اللائحة الجديدة، يمكن لمسؤولي البلدية أن يطلبوا من أصحاب المنازل الشاغرة المهجورة المصنفة حديثًا إدارة ممتلكاتهم بشكل صحيح. إذا لم يتم إجراء تحسينات، فلن تكون هذه العقارات مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز