عباس في جنازة بيريز.. انتقاد شعبي وتهميش إسرائيلي
مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جنازة بيريز، حملت في طياتها مواقف متباينة على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي.
حملت مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، في طياتها الكثير من المواقف التي صاحبت هذه المشاركة سواءً قبل الإعلان عنها أو خلالها على الصعيدين الفلسطيني والإسرائيلي.
فعلى الصعيد الفلسطيني الشعبي والفصائلي، كان الانتقاد سيد الموقف؛ حيث نددت فصائل وقوى فلسطينية إسلامية ووطنية بمشاركة الرئيس عباس في جنازة بيريز ودعته لعدم المشاركة فيها، بينما دافعت حركة "فتح" التي يتزعمها عباس نفسه عن هذه المشاركة التي تمت رغم كل الضغوط والانتقادات.
أما على الصعيد الإسرائيلي الرسمي، فكان الفتور حاضراً من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو الذي لم يستقبل الرئيس عباس بالحفاوة المطلوبة، وذهب إلى أبعد من ذلك، عندما لم يتطرق له من قريب أو بعيد في كلمته التي ألقاها خلال مراسم تشييع بيريز؛ حيث قصد في افتتاحية كلمته ذكر أسماء رؤساء وزعماء العالم منهم الرئيس الأمريكي أوباما والأمير تشارلز وآخرين، بينما تجاهل تماماً ذكر اسم الرئيس محمود عباس، وهو ما انطبق على الرئيس الإسرائيلي الحالي ريفلين الذي قام بالشيء نفسه.
ولم يقف الأمر عند ذلك، فقد بدا أن الرئيس الفلسطيني ضيف غير مرغوب في هذه الجنازة، منذ البداية؛ بعدما نشب خلاف بين أسرة الراحل بيريز والمنظمين الذين يتبعون وزارة الثقافة الإسرائيلية؛ حيث طلبت أسرة بيريز أن يجلس في الصف الأول، لكن الطرف المنظم رفض ذلك وأجلس عباس في طرف وزراء الخارجية حيث ظهر بجوار وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلافاً لما يتم في البروتوكولات الرئاسية.
وفي السياق نفسه، انتقدت المعارضة الإسرائيلية تجاهل نتنياهو لحضور الرئيس الفلسطيني جنازة بيريز؛ حيث قال زعيم المعارضة هرتسوغ إن حضور عباس مبادرة طيبة كان يجب على نتنياهو الإشادة بها لا تجاهلها.
من جانبه، قال عبد الرحيم أبو جاموس، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، أن مشاركة الرئيس عباس تأتي في إطار إنساني بحت، بعيداً عن الجوانب السياسية بين الطرفين.
وأوضح، في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، أن الجميع يتفهم المواقف المنددة فصائلياً وشعبياً بمشاركة الرئيس عباس، لكن الأخير يسعى لما يحقق مصالح شعبه بعيداً عن أي إرضاء لعواطف أخرى.
وفيما يخص التهميش الإسرائيلي، اعتبر "أبو جاموس" تهميش نتنياهو وريفلين للرئيس عباس بأنه "شرف له"، كون الرئيس عباس لم يذهب لمباحثات أو مفاوضات سياسية وإنما ذهب لأسرة الرئيس بيريز.