عبدالفتاح القصري.. «ملك الإفيهات» الذي أضحك الجميع ومات حزيناً
يحتفل عشاق الفن المصري اليوم الإثنين 15 أبريل/نيسان، بذكرى ميلاد أحد أعمدة الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح، الفنان عبدالفتاح القصري، الملقب بـ"ملك الإفيهات".
ولد القصري في 15 أبريل 1905، وبدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث انضم إلى فرقة مسرحية، قبل أن ينتقل إلى شاشة السينما ليُجسد العديد من الأدوار الخالدة.
أكثر من 100 فيلم سينمائي
شارك القصري في ما يقرب من 100 فيلم سينمائي، تنوعت بين الكوميديا والدراما والرومانسية، تاركاً بصمة مميزة في ذاكرة الجمهور.
ومن بين أبرز أفلامه "بسلامته عايز يتجوز"، "المعلم بحبح"، "سي عمر"، "ليلة الدخلة"، "الأستاذة فاطمة"، "إسماعيل ياسين في متحف الشمع"، و"ابن حميدو".
تألق على خشبة المسرح
لم يقتصر إبداع القصري على السينما فقط، بل برع أيضاً على خشبة المسرح، حيث شارك في العديد من المسرحيات الناجحة، مثل "صاحب الجلالة" و"الست عايزة كدة"، التي أظهرت موهبته التمثيلية الفريدة وقدرته على إضحاك الجمهور وإثارة مشاعره.
4 زيجات
وخلف ابتسامته الدائمة وموهبته الكوميدية الفذة، عاش القصري، حياة مليئة بالتحديات والمرارة، خاصة على الصعيد الشخصي.
زواج فاشل وسيطرة
تزوج القصري أربع مرات، وكانت تجربته الزوجية الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل. تزوج من شابة أصغر منه سناً بكثير، حيث تمكنت من السيطرة على معظم أمور حياته مستغلةً ضعفه أمامها.
استغلت الزوجة الرابعة نفوذها على القصري لإجباره على التنازل عن ممتلكاته وتسجيلها باسمها، تاركةً إياه في حالة من العجز المادي والمعنوي.
فقدان البصر على المسرح
وواجه القصري مأساة حقيقية في حياته عندما فقد بصره أثناء عرض مسرحي. كان يؤدي مشهداً أمام زميله في المسرح، إسماعيل ياسين، عندما أدرك فجأة أنه فقد بصره. ووسط صراخه وبكائه، ردد "أنا مش شايف حاجة، نظري راح".
ظنّ الجمهور في البداية أن هذا المشهد جزء من العرض المسرحي، لكنهم سرعان ما أدركوا الواقع المرير الذي يعيشه القصري، الذي أُصيب بانهيار عصبي حادّ بعد هذه المأساة.
وبعد فقدان القصري لبصره، انهارت حياته الزوجية وتخلت زوجته عنه، فأجبرته على الطلاق وتزوجت بشخص آخر.
وبقي القصري يعيش مع شاب يعمل صبي بقالة لمدة خمسة عشر عاماً، حيث أصبح هذا الشاب بمثابة ابنه.
في السنوات الأخيرة من حياة القصري، تفاقمت حالته الصحية، حيث أصيب بتصلب الشرايين وفقدان الذاكرة.
نقلته شقيقته إلى شقتها في حي الشرابية شمال القاهرة، وتولت رعايته حتى لحظة وفاته في 8 مارس/آذار 1964 في مستشفى حكومي.
ولم يحضر جنازته سوى 6 أشخاص من بينهم الفنانة نجوى سالم.
ويُعد عبدالفتاح القصري أحد أهم رواد الكوميديا في مصر، ورمزاً من رموز الفن الأصيل الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما والمسرح.