"ليلة في حب العندليب" بمهرجانات بعلبك الدولية
تكريم عبدالحليم حافظ جاء باستخدام تقنية سينمائية من خلال عرض مشاهد من أفلامه على جدران المعبد يصاحبها صوت الفلسطيني محمد عساف.
قبل 50 عاماً، التقطت الممثلة المصرية نادية لطفي صوراً تذكارية لـ"العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ في معبد "باخوس"، تحت أعمدة قلعة بعلبك التاريخية في الشرق اللبناني.
كان ذلك ضمن أحداث فيلم "أبي فوق الشجرة"، وأمس السبت، عادت لقطات من الفيلم إلى المكان ذاته؛ حتى عُرِضت على جدران المعبد تكريماً لذكرى عبدالحليم، ضمن مهرجانات بعلبك الدولية.
وجاء تكريم عبدالحليم حافظ في أكثر المهرجانات اللبنانية عراقةً باستخدام تقنية سينمائية، حيث جرى عرض مشاهد من أفلامه على جدران المعبد، تصاحبها أصوات الفلسطيني محمد عساف والمطربين المصريين نهى حافظ ومحمد شوقي، اللذين تميزا بتأدية أغاني "العندليب الأسمر" وشادية في دار الأوبرا المصرية.
واستمع الجمهور إلى 12 أغنية من أغاني أفلام عبدالحليم، أدى عساف القسم الأكبر منها، مثل "أهواك" و"الهوا هوايا" و"أنا كل ما قول التوبة" و"شغلوني وشغلو النوم عن عيني ليالي"، ثم توجّها بأغنية "جانا الهوى"، فضلاً عن بثّ المشاهد التي صوّرها عبدالحليم مع نادية لطفي في المكان ذاته، بفيلم "أبي فوق الشجرة" عام 1969.
وعند انعكاس الصورة على الجدران التاريخية كان الجمهور يشاهد كلا من شادية وعبدالحليم على دراجة هوائية يغنيان "حاجة غريبة"، بينما يؤدي كل من محمد عساف والمغنية نهى حافظ على المسرح.
ورافق الثلاثي الشاب الأوركسترا الرومانية، بالتعاون مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية، بقيادة المايسترو المصري هشام جبر، ومشاركة كورال الجامعة الأنطونية.
وأوضح المايسترو هشام جبر أن اختيار محمد عساف لهذه الأمسية التكريمية جاء نتيجة شهرته وتمرّسه في أداء أغنيات عبدالحليم، إضافة إلى التقارب بينهما في اللون والشكل.
بينما قال عساف للصحفيين: "شرف لأي فنان أن يطأ مسرح بعلبك، وهذه ليلة في حب العندليب عبدالحليم حافظ، ونحن نؤدي أغنيات ليست سهلة، فكلها من أغاني الأفلام، كي نجمع بين السينما والمسرح ويعيش الناس زمن الفن الجميل".
وبصوت رخيم ودافئ أدى محمد شوقي "بلاش عتاب" و"يا قلبي يا خالي"، كما تَشارك مع نهى حافظ في أغنية "تعالي أقولك" من فيلم "لحن الوفاء"، بينما أدت حافظ "بيني وبينك إيه".
وقال رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة: "هذا المهرجان يحمل حنيناً كبيراً إلى الماضي، بالنسبة لي عبدالحليم حافظ يمثل مرحلة مهمة جداً من حياتي، وبالتالي يسعدني أن أحضر هذا المهرجان وأستمتع وكأن العندليب الأسمر بيننا الليلة".
بينما أفاد رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي: "إنه الحنين إلى الماضي، الحنين إلى الأغنية العربية الأصيلة، هذا الحضور الكثيف اليوم هو دليل اشتياق الجمهور لهذا النوع من الفن واشتياق للتواصل مع الفن العربي العريق".