عبدالحليم حافظ.. صور ترصد معاناة "العندليب" مع المرض
تمضي الأيام وتتعاقب السنوات، ولا يزال صوت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يملأ الدنيا، وأفلامه تفتح شهية الشباب للحب والغناء.
ولا تكمن موهبة العندليب في صوتة فقط، وإنما في قدرته على تحمل آلام المرض لسنوات طويلة، وبراعته في صناعة المجد والشهرة خلال رحلة عمره القصيرة.
واليوم يحتفل عشاق العندليب "1929 ـ 1977" بمرور 44 عاما على رحيله، وبهذه المناسبة تتوقف "العين الإخبارية" عند معاناته مع مرض البلهارسيا، وتنشر صورا من أيامه الأخيرة..
نشأ عبدالحليم علي إسماعيل شبانة في قرية الحلوات، مركز الإبراهيمية، بمحافظة الشرقية، وسط أسرة فقيرة، أحب الغناء منذ الصغر، وشجعه على المضي في هذا الطريق شقيقه الأكبر إسماعيل الذي كان يعمل مدرسا للموسيقى.
في عام 1943 التحق بمعهد الموسيقى، قسم تلحين، وعقب التخرج عمل مثل شقيقه مدرسا للموسيقى، لكن سرعان ما أدرك أنه خلق ليكون مطربا، ولذا قدم استقالته وعمل بالفرقة الموسيقية داخل الإذاعة المصرية، وشاءت الظروف أن يلتقي الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب، الذي تحمس لصوته ومنحه أيضا اسم الشهرة.
تألق عبدالحليم حافظ في الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأغنيات، ولذا راهن عليه صناع السينما، وتم ترشيحه عام 1955 لبطولة فيلم "لحن الوفاء" ولسوء الحظ، ساءت حالته الصحية بعد عرض الفيلم مباشرة، وتبين أنه يعاني من مرض البلهارسيا.
بدأت معاناة العندليب الأسمر مع المرض مبكرا، وتولى مهمة علاجة الدكتور زكي سويدان، الذي نصحه بالسفر إلى لندن خوفا على صحته بعد تكرار عمليات النزيف.
بمرور الأيام ساءت حالته الصحية، وأصيب الكبد بالتليف الكامل، وفي عام 1972، هاجمه نزيف شديد، بعد إحيائه حفلا كبيرا بدولة المغرب، وتردد أنه نزف دمه كله وقتها، وسافر إلى أمريكا بحثا عن الشفاء, ثم اتجه إلى فرنسا.
ويعتبر عبدالحليم حافظ أول مريض يقوم بحقن دوالي المريء، كان الأمر جديدا والهدف منه إيقاف النزيف المتكرر، واستقر به الأمر في آخر أيامه داخل مستشفى سالبتيير بالعاصمة الفرنسية باريس، وهناك كتب القدر نهايته في 30 مارس/ آذار 1977، بعد رحلة طويلة من الفن والإبداع.
قدم عبدالحليم حافظ للسينما 16 فيلما منها "الوسادة الخالية، أبي فوق الشجرة، لحن الوفاء، الخطايا" كما تنوعت أعماله الغنائية بين العاطفي والوطني والديني.