عبدالله بن طوق: الشركات العائلية الإماراتية محرك رئيسي للاقتصاد الوطني
إطلاق السجل الموحد للشركات العائلية بالإمارات لتحقيق النمو والاستدامة
أكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، الدور المهم للشركات العائلية في تعزيز نمو واستدامة اقتصادات العالم.
وتشير التقديرات إلى أن الشركات العائلية تستحوذ على 70% من إجمالي الشركات في العالم، و60% من إجمالي القوى العاملة، و70% من الناتج الإجمالي العالمي، وعلى صعيد دولة الإمارات وصلت نسبة مساهمتها إلى 40% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن 90% من إجمالي عدد الشركات الخاصة في دولة الإمارات هي شركات عائلية، وهو ما يؤكد أهميتها ودورها الحيوي في دعم تحقيق المستهدف الوطني بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل وفق رؤية "نحن الإمارات 2031".
- مريم المهيري: COP28 حدث فارق في جهود العالم لمواجهة التغيرات المناخية
- أسعار النفط تتماسك بعد ليلة المكاسب القوية.. وترقب لتطورات البحر الأحمر
جاء ذلك خلال إطلاق وزارة الاقتصاد الإماراتية السجّل الموحد للشركات العائلية، وتسليط الضوء على 4 قرارات وزارية جديدة، والتي من شأنها تعزيز حوكمة الشركات العائلية ودعم تنافسية بيئتها التشريعية في دولة الإمارات، بما يضمن استدامتها والارتقاء بريادتها، وذلك وفق رؤية واضحة تدعم ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهة رائدة للشركات العائلية المحلية والإقليمية والعالمية.
وقال عبدالله بن طوق: "إن الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات عززت من استمرارية واستدامة الشركات العائلية ونمو أعمالها خلال العقود القادمة، كونها ارتكزت على تطوير قطاع الشركات العائلية في دولة الإمارات وفق أفضل الممارسات العالمية المتبعة في هذا الصدد، وذلك من خلال إصدار العديد من التشريعات والسياسات الاستباقية والمبادرات والبرامج الرائدة، ومن أبرزها برنامج "ثبات" الذي يهدف إلى نمو الشركات العائلية في أسواق الدولة عبر الأجيال المتعاقبة بشكل مستدام، وتحفيزها على التوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة، من خلال الاستفادة من كافة الفرص والممكنات التي يوفرها البرنامج للشركات العائلية".
وأضاف عبدالله بن طوق: "الشركات العائلية الإماراتية هي المحرك الرئيسي لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني واستدامته ودعم توجه الدولة نحو اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار. ويمثل إطلاق السجل الموحد للشركات العائلية خطوة مهمة لتعزيز حوكمتها وتنظيم إجراءات تسجيلها، بما يسهم في بناء منظومة عمل متكاملة للشركات العائلية في الدولة في ضوء تشريعات متقدمة وبنية تحتية تكنولوجية رائدة، كما أن استحداث ميثاق العائلة هو مفتاح النجاح والاستمرارية للأجيال القادمة لدى الشركات العائلية كونه يتضمن القواعد الخاصة بملكية وأهداف وقيم العائلة ومنها آليات تقييم الحصص وطرق توزيع الأرباح".
منظومة متكاملة للشركات العائلية
ومن جانبه، قال عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد: "تواصل دولة الإمارات جهود التطوير المستمرة وخلق السياسات الاقتصادية المستدامة لتنمية قطاع الشركات العائلية، باعتباره أحد النماذج الاقتصادية الحيوية التي تقود نمو الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسيته إقليمياً وعالمياً، حيث تم التركيز على محورين رئيسيين لتطوير منظومة متكاملة للشركات العائلية في الدولة، الأول هو الجانب التشريعي، وتمثل في إحداث تطوير شامل للمنظومة التشريعية للشركات العائلية عبر إصدار تشريعات وسياسات ريادية استباقية على مستوى المنطقة والعالم، ولعل من أبرزها إصدار المرسوم بقانون اتحادي رقم 37 لسنة 2022 في شأن الشركات العائلية، والذي مثل خريطة وطنية لحوكمة الشركات العائلية وتنظيم ملكيتها وعملها في الدولة".
وتابع: "ارتكز المحور الثاني على إطلاق العديد من السياسات والمبادرات والبرامج الداعمة لتعزيز توسع أنشطة الشركات العائلية، ومن أبرزها برنامج الشركات العائلية "ثبات"، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ويهدف إلى إحداث نقلة نوعية في بيئة أعمال الشركات العائلية وتحفيزها للتحول نحو القطاعات الاقتصادية الجديدة".
وأوضح: "شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية، أكبر تجمع للشركات العائلية من الجيل الأول للجيل الرابع تحت مظلة البرنامج، الذي يهدف لتحويل 200 مشروع عائلي إلى شركات ناشئة سريعة النمو بحلول عام 2030. الإعلان عن إطلاق السجّل الموحد للشركات العائلية، واستكمالاً لجهود الدولة في حوكمة منظومة الشركات العائلية، والارتقاء بها لمستويات جديدة أكثر تنافسية وتنوعاً، نعلن اليوم عن إطلاق "السجّل الموحد للشركات العائلية"، الذي يوفر قاعدة شاملة وموحدة لكافة البيانات المتعلقة بالشركات العائلية في الدولة تحت مظلة وزارة الاقتصاد".
وأشار إلى أن هذا السجّل تم إنشاؤه بموجب القرار الوزاري رقم 109 لسنة 2023 في شأن سجل الشركات العائلية، والذي يتضمن قيد الشركات العائلية، وإصدار شهادات القيادة لها وإلغاءها، والتحديث المستمر للسجّل بما يطرأ على الشركات العائلية المسجلة من تغييرات،
وتتمثل إجراءات قيد الشركات العائلية في السجّل الموحد ووفقاً لهذا القرار في 5 إجراءات أساسية وهي:
أولاً: تقدم ملاك الشركة العائلية الذين يملكون أغلبية حصصها بطلب القيد في السجّل من خلال السلطة المختصة في كل إمارة.
ثانياً: تتأكد السلطة المختصة بشؤون الشركات في الإمارة المعنية وتشمل المناطق الحرة، من استيفاء الشركة العائلية للضوابط والاشتراطات المنصوص عليها.
ثالثاً: تقوم السلطة المختصة بربط ومشاركة البيانات المشار إليها للشركة العائلية وأي تغيير أو تحديث يطرأ عليها مع وزارة الاقتصاد.
رابعاً: تتولى إدارة السجّل الموحد بالوزارة، وذلك بعد تزويدها بالبيانات والمستندات المشار إليها، قيد الشركة العائلية ويصدر لها شهادة بذلك.
خامساً: في حالة عدم وجود ربط إلكتروني يسمح بمشاركة البيانات بين الوزارة والسلطة المختصة، على أن يتم المشاركة لهذه البيانات خلال مدة لا تتجاوز 3 أيام عمل بأي وسيلة أخري يتم التنسيق بشأنها ما بين الطرفين.
إجراءات وشروط شطب الشركة العائلية من السجل
ونص القرار أيضاً، على إجراءات وشروط شطب الشركة العائلية من السجّل الموحد وذلك بناءً على طلبها، حيث يمكن للشركاء الذين يملكون ما لا يقل عن ثلاثة أرباع رأسمال الشركة العائلية، أن يطلبوا من وزارة الاقتصاد أو من خلال السلطة المختصة شطب الشركة العائلية من السجل، ومن ثم تقوم السلطة المختصة عند استلامها طلب الشطب بمشاركته مع وزارة الاقتصاد، وبعد ذلك تلغي الوزارة شهادة القيد الخاصة بالشركة العائلية، وتخطر السلطة المختصة بعملية الإلغاء. كما حدد القرار الوزاري سببين رئيسين لشطب الشركة العائلية من السجّل بناءً على طلب من أي ذي مصلحة أو على قرار من السلطة المختصة وهما:
- انخفاض نسبة تملك أفراد العائلة من الحصص عن الأغلبية أو النسبة المقررة في عقد تأسيس الشركة العائلية.
- إذا تبين أن الشركة العائلية تقدمت بمعلومات أو وثائق غير صحيحة، والتي كان من شأنها أن تؤدي إلى رفض قيدها كشركة عائلية.
ويجوز لذوي الشأن الاعتراض على قرار الشطب من السجّل، عبر تقديم طلب إلى الوزارة خلال 15 يوم عمل.
كيفية إيداع ميثاق العائلة في السجّل الموحد للشركات العائلية
وقد تم استعراض 3 قرارات جديدة أخرى أصدرتها وزارة الاقتصاد مؤخراً، لدعم خلق بيئة مستدامة تضمن نمو أعمال الشركات العائلية وضمان ريادتها إقليمياً وعالمياً وهي: القرار الوزاري رقم 106 لسنة 2023 في شأن إيداع ميثاق العائلة، والذي ينص على إيداع الميثاق في السجّل الموحد للشركات العائلية إلكترونياً عبر موقع الوزارة، حيث يتضمن الميثاق القواعد الخاصة بملكية وأهداف وقيم العائلة وآليات تقييم الحصص وطرق توزيع الأرباح.
آليات شراء الشركات العائلية لحصصها
جاء القرار الوزاري الثاني رقم 107 لسنة 2021 في شأن شراء الشركات العائلية لحصصها، بما يراعي أحكام المادة رقم 11 من قانون الشركات العائلية، حيث نص على مجموعة من الآليات لتنفيذ عملية الشراء وتشمل:
- إصدار الجمعية العمومية للشركة العائلية قراراً بالموافقة على عملية الشراء مع تفويض مجلس الإدارة أو مدير الشركة العائلية بحسب الأحوال لتقديم طلب الشراء.
- تتقدم الشركة العائلية بطلب إلى السلطة المختصة للحصول على موافقتها للقيام بعملية الشراء مرفقاً به، تعهد من الشركة بالوفاء بالالتزامات التي تحدها السلطة المختصة، إضافة إلى الحصول على موافقة الجهات المعنية في الدولة حال خضوع نشاط الشركة العائلية لاختصاص تلك الجهات، بجانب أية مستندات أخرى تطلبها السلطة المختصة.
- تلتزم الشركة العائلية مقدمة الطلب بتنفيذ عملية الشراء خلال المدة التي تحددها السلطة المختصة في موافقتها على طلب الشراء.
- وبعد ذلك، تصدر السلطة المختصة قراراها بالموافقة أو الرفض خلال 15 يوم عمل من تاريخ الطلب مستوفياً لجميع البيانات والمستندات المطلوبة.
ضوابط إصدار الشركة العائلية لفئات متعددة للحصص
تتضمن القرار الوزاري الثالث رقم 108 لسنة 2023 في شأن الشروط والأحكام المتعلقة بالفئات المتعددة لحصص الشركات العائلية، ضوابط إصدار الشركة العائلية لفئات متعددة للحصص، والتي تشمل عقد التأسيس أو النظام الأساسي للشركة العائلية بحسب الأحوال، وينص على الحقوق والامتيازات المخصصة لكل فئة لتلك الحصص، وأن تكون الحصص من فئة واحدة إذا تساوت كافة الحقوق والامتيازات المخصصة لها.
ووفقاً لهذا القرار، يحق للشركة العائلية تعديل أو إلغاء فئات الحصص أو الحقوق المرتبطة بها، كما يجوز تحديد ضوابط واشتراطات التعديل أو إلغاء فئات الحصص أو الحقوق المرتبطة بها في عقد التأسيس أو النظام الأساسي بحسب الأحوال، كما أوضح هذا القرار أنه في حال لم يتم تحديد ضوابط واشتراطات التعديل أو إلغاء فئات الحصص أو الحقوق المرتبطة بها في عقد التأسيس أو النظام الأساسي بحسب الأحوال، يجب في هذه الحالة صدور قرار بالتعديل أو الإلغاء من الجمعية العمومية للشركة العائلية بأغلبية 75% أو أكثر من الشركاء الذين يتمتعون بحقوق التصويت على النحو المنصوص عليه في عقد التأسيس أو النظام الأساسي.
وأكد عبدالله آل صالح، أن هذه القرارات الجديدة ستمنح المزيد من المرونة والتسهيلات لممارسة أعمال الشركات العائلية في الدولة خلال المرحلة المقبلة، بما يدعم زيادة أنشطتها وتوسعتها في مختلف القطاعات التجارية، كما أن الجهود الوطنية مستمرة من أجل تعزيز جاذبية دولة الإمارات للشركات العائلية في ضوء مستهدفات الخمسين عاماً المقبلة.