عبدالله بن زايد: "إكسبو 2020" خطوة كبيرة على درب الخير والرخاء
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان يقول إن إكسبو 2020 دبي يعد جامعا للبشرية على أسس من المحبة والسلام والتعايش.
أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي أن استضافة معرض إكسبو 2020 تعد خطوة كبيرة على درب الخير ورخاء ورفعة البشرية.
جاء ذلك في كلمة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الفعالية الاحتفالية التي أقيمت في مدينة ماتيرا الإيطالية "عاصمة الثقافة الأوروبية" بمناسبة بدء العد التنازلي لعام واحد على انطلاق إكسبو 2020 دبي.
حضر الفعالية لويجو دي مايو وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي ولورينزو فيوراموناتي وزير التعليم والجامعات والأبحاث وعمر عبيد محمد الحصان الشامسي سفير الإمارات لدى إيطاليا وجمع من المسؤولين الحكوميين والطلاب وأستاذة الجامعات والعلماء ومسؤولين، حيث شهدت الفعالية الكشف عن الجناح الإيطالي في المعرض الدولي.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن "إكسبو 2020 دبي يعد جامعا للبشرية على أسس من المحبة والسلام والتعايش".. مضيفا "أن اختلاف معارفنا وتاريخنا وتراثنا بل ومعتقدنا هو في حد ذاته إثراء لوحدتنا".
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "يتوافق إكسبو 2020 دبي مع احتفال بلادي دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي.. تلاقت فيه قياداتها على توحيد الكلمة والسير في طريق واحد نحو مصير واحد أساسه الانفتاح على العالم وتقبل الاختلاف بصدر رحب وقوامه العمل المشترك وحب الآخر".
وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "خمسون عاما من التطوير والانفتاح والشراكة والتنوير.. خمسون عاما من الالتزام بالعمل متعدد الأطراف دعما للسلام والاستقرار والتنمية".
خمسون عاما حتى صارت الإمارات مقصدا ووجهة ومركزا عالميا تتلاقى تحت ظله الأجناس والأعراق وبيوت العبادة بل والأخلاق والقيم والمثل.. اليوم تبقى عام واحد فقط على تحول الإمارات كلها إلى حضن كبير للعالم بأسره".
وبيَّن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "أن أهمية هذا المعرض تكمن في كونه الأول من نوعه على الإطلاق في منطقتنا، وحين أقول منطقتنا لا أعني الشرق الأوسط أو العالم العربي فحسب بل هو الأول في أفريقيا وجنوب آسيا وأول مرة في دولة مسلمة".
وأضاف وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي "إذا ما وضعنا هذه الميزة الجغرافية التي تحمل في طياتها ثقافات وحضارات وتاريخ وإمكانات في مثل هذه المنصة المهمة للتعاون الدولي، فلابد أن يكون الناتج متفردا ومؤثرا على مسيرة الإبداع البشري والعمل المشترك.. يدعمه في ذلك ما لدينا في الإمارات من إرث متمثل في القدرة على جمع الكلمة والشراكة على مستوى الناس والسياسة والثقافة بل والتجارة والأعمال أيضا".
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي: "كان من الطبيعي أن تشغل الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات في فبراير الماضي مكانة متميزة في مسعى وحدة الكلمة ومد جسور للتواصل بين الأديان والثقافات المختلفة".
وأضاف "حرصنا على أن تكون دولة الإمارات نموذجا للتعايش والتآخي الإنساني ونقطة التقاء للحضارات، ووقع كل من قداسة البابا وفضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على أرض الإمارات خلال تلك الزيارة على وثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد من أهم وثائق السلام في العصر الحديث".
وتابع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "192 دولة حتى الآن أكدت مشاركتها في إكسبو 2020 دبي ونحن سعينا إلى أن يحضر الجميع".
وأضاف "أن القدرة على تجاوز الحساسيات والسمو فوق المشاكل وربط البلدان والأمم بالمنطقة بهذه الطريقة لم يسبق لها مثيل، وتفاؤلنا بشأن منطقتنا لا ينتهي رغم كل ما نشهده وما نراه من حولنا".
وأشار إلى أنه "من إيجابيات ما يحدث في منطقتنا أن الاستقرار والازدهار والعمل المشترك صار حلم الجميع ورغبتهم الأولى، وهو ما يجعل التفاؤل السمة الطاغية في مسعانا".
وأكد أن "استضافتنا لإكسبو ما هي إلا تجسيد آخر لهذا المسعى وخطوة كبيرة على درب الخير ورخاء ورفعة البشرية".
وقال "إنه في إطار السعي للتأكيد على احترام الاختلاف واحترام هوية الآخر حرصنا على أن يكون لكل بلد جناحه الخاص لتكون له فرصة تجسيد هويته كاملة دون دمجها مع الهويات الإقليمية التي قد تطمس بعضها البعض.. وقد أقر إكسبو الذي أقيم في بلدكم الكريم في ميلانو عام 2015 بأنه لا ينبغي تجميع البلدان في المعرض حسب الجغرافيا ولكن حسب الاهتمامات والأولويات لكل بلد".
وأضاف "قد رأينا هذه الفكرة تؤتي ثمارا طيبة ورأينا أفكارا مبتكرة مثمرة للغاية لموضوعاتنا الفرعية من قبل جميع الدول المشاركة، وكانت هناك مساهمات من جميع البلدان بتقديم تصورات مبدعة عن مخططاتها بشأن مشاركتها".
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "هي فرصة للعالم وهي فرصة لنا نحن البشر.. فرصة بينما تغمرنا المعلومات والتكنولوجيا التي يسهل انتقالها أن يكون إكسبو منصة كي تتحول المعلومات إلى معرفة ووعي وعلم نافع للبشرية".
وأشاد بالعرض الذي قدمه باولو جليسنتي المفوض العام لجناح إيطاليا عن مشاركة إيطاليا في إكسبو 2020 دبي.. مشيرا إلى أن مشاركة إيطاليا ستكون من أفضل المشاركات في إكسبو 2020 دبي.
وأضاف "من جانبنا سنقف في صف الإبداع منحازين لروح التسامح وآملين في مستقبل كريم لعموم البشر.. وستكون ساحة إكسبو مسرحا للجميع.. يبدعون ويبنون ويستمعون ويتعلمون".
وقال: "لقد انتقلت الراية من ميلانو إلينا وهو ما يحملنا في دولة الإمارات مسؤولية كبرى في تقديم ما هو جديد، والسير بخطى أبعد مما تقدم وكذلك الحرص على تنظيم إكسبو بطابع شرقي عربي وإماراتي".
واختتم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كلمته قائلا: "كما نقول بالعربية: حياكم".
من جانبه شكر لويجو دي مايو وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على المشاركة في هذه الفعالية التي تقام في مدينة ماتيرا العاصمة الأوروبية الثقافية لعام 2019.. مؤكدا أن إيطاليا دعمت استضافة دولة الإمارات لإكسبو 2020 منذ عام 2013.
وأوضح أن شعار الجناح الإيطالي المشارك في إكسبو 2020 دبي هو "الجمال يجمع الناس" معربا عن رغبة بلاده في أن يكون الجناح الإيطالي منصة جاذبة للزوار.
عقب ذلك اصطحب لويجو دي مايو وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان يرافقه عمر عبيد محمد الحصان الشامسي إلى إطلالة مرتفعة جبلية لمشاهدة البلدة القديمة "ساسي" التي تعد أبرز معالم مدينة "ماتيرا" الملقبة بمدينة الحجارة في إيطاليا.
يشار إلى أنه تم إدراج مدينة "ماتيرا" ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1993 بفضل منازلها وكنائسها المنحوتة في الصخور الجيرية، كما تم إعلانها عاصمة للثقافة الأوروبية في عام 2019.
وأقام لويجو دي مايو مأدبة غداء تكريما الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والوفد المرافق.
كما بحث الجانبان سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات مثل السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وتبادلا وجهات النظر تجاه عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
يشار إلى أن إكسبو 2020 دبي يقام على مدار 6 أشهر ويبدأ في 20 أكتوبر 2020، ويختتم في 10 أبريل 2021، وشهدت دولة الإمارات احتفالات كبيرة أمس بمناسبة تبقي عام على استضافة إكسبو.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز