عبدالله بن زايد في سوريا.. رسائل إنسانية تتوج دبلوماسية الخير
"سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة و الحرجة"
تصريحات سابقة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات عند بداية جائحة "كورونا" يسجلها تاريخ الإنسانية بحروف من نور.
تلك التصريحات عادت إلى أذهان السوريين والعالم بعد زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لسوريا، اليوم الأحد، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد و زيارته المناطق المتضررة جراء الزلزال المدمر الواقعة في شمال غربي سوريا، وإعادة التأكيد على نفس التصريحات مجددا.
زيارة تعد الأولى من نوعها لمسؤول عربي ودولي رفيع للمناطق المتضررة من زلزال سوريا، تحمل 3 رسائل هي:
- تترجم دولة الإمارات عبر تلك الزيارة تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأنها لن تترك سوريا وحدها في أي ظرف يواجهها.
-توجه دولة الإمارات عبر تلك الزيارة رسالة للعالم أجمع حول ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية و تغلب الجانب الإنساني.
- تجسد دولة الإمارات عبر تلك الزيارة دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للخير والإنسانية.
وهز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين 6 فبراير / شباط الجاري، فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل عشرات الآلاف بين مشرد ومصاب، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص في البلدين.
وانطلقت الجهود الإماراتية الإنسانية فور وقوع الزلزال، حيث بدأت الجهود باتصالات تعازٍ ومواساة ودعم على مستوى القيادة، ثم مساعدات عاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين من تلك الكارثة، قبل أن تتبلور إلى عملية إغاثية شاملة متكاملة تحت اسم "الفارس الشهم 2"، تم خلالها إطلاق جسر جوي إنساني، وصلت منه 37 طائرة إلى البلدين، وما زال العمل متواصلا.
تحركات فورية على أكثر من صعيد وضمن أكثر من مسار، شاركت فيها دولة الإمارات بمختلف مؤسساتها العسكرية والأمنية والدبلوماسية والخيرية، إضافة إلى شعب الإمارات والمقيمين بها، مجسدين صورة مثالية عن مفهوم "الأخوة الإنسانية" كما ينبغي أن يكون.
جهود جعلت مساعدات دولة الإمارات ورجالها حاضرين خلال ساعات من وقوع الزلزال إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا لتقديم المساعدة وإزالة آثار الدمار وتضميد أوجاع وآلام المصابين والمنكوبين.
زيارة هامة
وضمن أحدث تلك الجهود، أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي زيارة لسوريا اليوم الأحد لتفقد المناطق المتضررة وبحث التداعيات الإنسانية للزلزال.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في دمشق لبحث التداعيات الإنسانية جراء الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق من شمال غربي سوريا.
ونقل خلال اللقاء تعازي ومواساة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى الرئيس بشار الأسد والشعب السوري وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر الذي شهدته سوريا سائلاً الله تعالى الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
من جانبه حمله الرئيس بشار الأسد تحياته وشكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" على تقديم العون والمساعدة لأبناء الشعب السوري من المتضررين جراء الزلزال المدمر ..
وأكد الأسد أن سرعة الاستجابة الإنسانية والإغاثية لدولة الإمارات وجهود فرقها الميدانية لها أكبر الأثر في تخفيف معاناة الكارثة الإنسانية من كاهل المتضررين.
وأعرب الرئيس السوري خلال اللقاء عن تمنياته لدولة الإمارات وشعبها الكريم مزيدا من الازدهار والتطور والرخاء في ظل قيادتها الرشيدة.
وزار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان المناطق المتضررة جراء الزلزال المدمر الواقعة في شمال غربي سوريا.
وشكر جهود فرق البحث والإنقاذ الإماراتية على الساحة السورية ضمن عملية "الفارس الشهم 2" لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض ضمن جهود دولة الإمارات لتخفيف آثار الزلزال عن الأشقاء.
وأشاد بالجهود المتواصلة لفرق البحث والإنقاذ وتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة خلال عملية انتشال الناجين من تحت أنقاض المباني باحترافية وكفاءة عالية.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم الدعم والمساعدة المطلوبين لغوث إخواننا المنكوبين جراء هذه الكارثة الإنسانية التي خلفت خسائر بشرية ومادية حتى يتخطوا هذه المحنة الطارئة.
ورافق الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الزيارة ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي.
دعم القيادة
تترجم تلك الزيارة تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بأنها لن تترك سوريا وحدها في أي ظرف يواجهها، وأنّ دولة الإمارات ستكون دائماً عوناً وسنداً لها، ولكل الأشقاء والأصدقاء والأخوة في الإنسانية للتصدي لأي ظروف أو كوارث تواجههم.
وهي تصريحات ترجمتها دولة الإمارات على أرض الواقع قولا وفعلا مرارا وتكرارا، وهو ما ظهر جليا خلال أزمة الزلزال.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن فور وقوع الزلزال، كما كان في طليعة قادة الدول الذين أجروا اتصالاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسبب نفسه.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان فور وقوع الزلزال عبّر فيهما عن خالص التعازي والمواساة للرئيسين السوري والتركي وشعبيهما وذوي الضحايا جرّاء الزلزال المدمر الذي شهده البلدان، سائلاً الله تعالى الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضامن دولة الإمارات الكامل مع سوريا وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال.
وعقب الاتصال، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق عملية "الفارس الشهم 2" الإغاثية الشاملة، والتي تضم تحالفا واسعا من المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإنسانية والخيرية لتنسيق جهود الإغاثة بشكل فعال.
ويشارك بها القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و"مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" والهلال الأحمر الإماراتي.
وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة لليوم السابع على التوالي إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا وذلك في إطار عملية الفارس الشهم 2 " عبر تسيير 37 طائرة شحن تحمل على متنها مواد غذائية وطبية وخيم إيواء للمتضررين.
وعلى صعيد متصل تواصل فرق البحث والإنقاذ الإماراتية جهودها لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض من خلال الأجهزة والمعدات النوعية والمتخصصة في هذا المجال.
رسالة للعالم
أيضا توجه دولة الإمارات عبر زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لسوريا رسالة للعالم أجمع حول ضرورة أن تسمو الدول فوق المسائل السياسية في هذه الظروف الاستثنائية و تغلب الجانب الإنساني.
رسالة هامة تأتي في وقت تعاني فيه المناطق المتضررة من الزلزال في سوريا من قلة المساعدات، وخصوصا منطقة شمال غرب البلاد، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وكتب منسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن جريفيث على تويتر من الحدود التركية السورية، حيث لا يوجد سوى معبر حدودي واحد مفتوح لنقل مساعدات الأمم المتحدة، "لقد خذلنا السكان في شمال غرب سوريا.. هم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم"، مضيفا أنه يعمل على حل هذه المشكلة بسرعة.
تعزيز الأخوة الإنسانية
أيضا تجسد دولة الإمارات عبر تلك الزيارة دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للخير والإنسانية.
ويعد أضخم مبلغ يتم رصده حتى الآن لدعم جهود الإغاثة في تركيا وسوريا كان من دولة الإمارات، حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في البلدين.
وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.
وتجسد المبادرة الجهود الإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف.
كما وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري بقيمة 50 مليون درهم.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة حاضرة لإغاثة الشقيق والصديق، وجاهزة لدعم الأخوة السوريين في مواجهة المصاب الجلل الذي أصابهم، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستقف إلى جانب الشعب السوري، وستواصل مد يد العون للإخوة والأشقاء حتى يتخطوا هذه المحنة الطارئة، تعبيراً عن قيمها الإنسانية النبيلة.
وسيستفيد من الدعم الذي سيُقدم على شكل طرود تموينية من خلال "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، الفئات الأكثر تضرراً في سوريا.
أيضا وجهت الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي "أم الإمارات"، صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة-التابع للهلال الأحمر الإماراتي، بتقديم 50 مليون درهم لدعم حملة "جسور الخير" التي أطلقتها الهيئة لدعم الجهود الإنسانية والعمليات الإغاثية الجارية حاليا لصالح المتأثرين من الزلزال في كل من سوريا وتركيا.
وتأتي توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك في هذا الصدد تعزيزا للدور الذي تضطلع به دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، للحد من التداعيات الإنسانية التي خلفتها كارثة الزلزال على حياة الآلاف المتضررين على الساحتين السورية والتركية.
كما تأتي التوجيهات تجسيدا للمواقف الإنسانية الأصيلة لها في مثل هذه الأزمات والكوارث، ما جعلها رمزا للعطاء الإنساني اللا محدود على مستوى دولة الإمارات والعالم وباتت عنوانا للعمل الإنساني إقليميا ودوليا، ومن أكبر الداعمين والمانحين للمساعدات الإنسانية.
وحملة "جسور الخير" هي حملة أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، للمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا من خلال المشاركة المجتمعية.
وقد أعلنت 16 مؤسسة إنسانية إماراتية الانضمام إليها.
وبدأت حملة جسور الخير بتعبئة المساعدات الأولية ابتداء من أمس السبت في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في أبوظبي، ومركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو دبي، وفي الشارقة جوار بحيرة خالد.
وتستمر عملية جمع التبرعات النقدية والعينية لمدة أسبوعين ابتداء من اليوم الأحد وبشكل مباشر من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
وجمعت حملة "جسور الخير" في يومها الأول أكثر من 30 ألف طرد غذائي وكميات كبيرة من الملابس الشتوية والأغطية والاحتياجات الإنسانية الأخرى، وتواصل الحملة فعالياتها على مستوى الدولة، لحشد الدعم وتعزيز استجابة الإمارات الإنسانية لصالح المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا.
aXA6IDE4LjE5MS45My4xOCA= جزيرة ام اند امز