عبدالله بن زايد في روسيا.. جهود إماراتية رائدة لحل أزمة أوكرانيا
جهود إماراتية متواصلة على أكثر من صعيد للدفع بحل سياسي سلمي لإنهاء الأزمة الأوكرانية التي تقض مضاجع العالم في الوقت الراهن.
يعزز فرص نجاح تلك الجهود في تحقيق أهدافها موقف الإمارات المتزن والمتوازن من الأزمة، وعلاقتها القوية بطرفي الأزمة ( روسيا وأوكرانيا)، وسعيها للدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند على قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول، مع عدم إغفال الجانب الإنساني في الوقت نفسه.
ضمن أحدث تلك الجهود، تأتي زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى روسيا اليوم الخميس، ومباحثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
زيارة تأتي في وقت تترأس فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، مجلس الأمن الدولي لشهر مارس / آذار الجاري وتقود جهودا دبلوماسية نشطة لتعزيز الأمن والسلام حول العالم.
أيضا تأتي الزيارة غداة مباحثات جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا في أبوظبي، تناولت مستجدات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الإنسانية.
يأتي اللقاء ضمن أحدث سلسلة مباحثات أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع قادة دول العالم، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدعم تسوية سلمية للأزمة.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة، تنشط أيضا الجهود الإنسانية للإمارات للتخفيف من وطأة الأزمة.
وقبل أسبوع، أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها 30 طناً من المواد والإمدادات الطبية والإغاثية في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضررين في أوكرانيا، وذلك استجابة للمناشدة الإنسانية الدولية لدعم النازحين في أوكرانيا واللاجئين في دول الجوار وذلك في ظل وجود أكثر من 1.2 مليون لاجئ حتى الآن.
جهود تتواصل على أكثر من صعيد وفي أكثر من مسار بحثا عن حل سريع لتلك الأزمة، التي ألقت تداعياتها على مختلف دول العالم.
مباحثات إماراتية روسية
وضمن أحدث تلك الجهود، وصل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إلى روسيا، اليوم الخميس، في زيارة استهلها بإجراء مباحثات مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، تناولت العديد من القضايا على رأسها الأزمة الأوكرانية.
ورحب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بجهود الوساطة المبذولة لتقريب وجهات النظر وتغليب الأمن والسلم في أوكرانيا، مطالبا بـ"وصول المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها في أوكرانيا دون عوائق".
وأكد ثقته في "قدرة الأطراف على تغليب الحل السياسي في أوكرانيا"، وأعرب عن استعداد بلاده " للتواصل مع الأطراف كافة للتوصل لوقف إطلاق نار".
وأكد أن " دولة الإمارات ستظل شريكا دوليا فاعلا، وسنسعى مع روسيا للتوصل لحل يدعم الاستقرار في المنطقة والعالم".
موقف الإمارات الساعي لبحث عن حل سلمي صادق ومنطقي وسريع للأزمة بدلا من تعقيدها، كان واضحا جليا أمام أطراف الأزمة.
لذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن شكره لموقف دولة الإمارات المتزن والموضوعي تجاه قضية أوكرانيا.
موقف الإمارات المتزن من الأزمة سبق أن عبرت عنه في أكثر من مناسبة، ويستند على ضرورة التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بالحوار وبالطرق الدبلوماسية، مع ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، لاسيما تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، واحترام سيادة واستقلال الدول ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية.
ومنذ بدء الأزمة قبل 22 يوما، أكدت الإمارات أهمية الإبقاء على قنوات اتصال وحوار لإيجاد حلول سلمية تقدم حلولا سريعة، لا سيما أن تعقيد الأزمة والبحث عن حل عسكري لها لن يكون في مصلحة الطرفين والاستقرار والسلم الدوليين بشكل عام، مع الأخذ في الاعتبار حجم قوة روسيا عسكريا وسياسيا.
وتملك دولة الإمارات تاريخا حافلا في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، زودها بخبرات كبيرة تؤهلها للتدخل والوساطة عبر حلول دبلوماسية واقعية تحل الأزمات وتحمي المدنيين، وذلك في إطار احترام وتطبيق القوانين الدولية ومراعاة الأوضاع الإنسانية.
تلك الوساطة تتطلب حيادا إيجابيا، ومواقف متوازنة، تتيح لها لعب دور إيجابي يساهم في حل الأزمة عبر فتح قنوات حوار وتفاوض تقود نحو تقريب وجهات النظر، وهو ما يظهر جليا في تحركاتها المتواصلة لحل الأزمة، بما فيها زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى روسيا.
مباحثات الشيخ محمد بن زايد
تلك الجهود ظهرت جلية أيضا في المباحثات المتواصلة التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بنفسه منذ بدء الأزمة .
أحدث تلك المباحثات، جرت في أبوظبي أمس الأربعاء، وجمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا في أبوظبي، الأربعاء، وتناولت مستجدات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الإنسانية، وتم خلال التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدولية لدعم الأوضاع الإنسانية للمدنيين.
وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلالها دعوة دولة الإمارات إلى ضرورة اللجوء إلى السبل السلمية والدبلوماسية لتسوية مختلف النزاعات والخلافات والملفات بين الدول بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مدار الفترة الماضية مباحثات هاتفية مع كل من فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان وألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا أكد خلالها على ضرورة اللجوء إلى السبل السلمية والدبلوماسية لتسوية النزاعات والخلافات بين الدول وتغليب لغة الحوار البناء للوصول إلى توافق يضمن مصالح الجميع ويخدم الأمن والاستقرار الإقليميين.
كما سبق أن أجرى مباحثات في أبو ظبي مع كارل نيهامر مستشار النمسا 6 مارس/ آذار الجاري، أكد خلالها أن دولة الإمارات من خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي خلال شهر مارس/ آذار الجاري تبذل كل ما في وسعها من أجل تشجيع الحلول السلمية للأزمة الأوكرانية، والعمل والتعاون مع الأطراف المعنية لتعزيز السلام الدولي .
أيضا أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع مارس/ آذار الجاري تناولت تطورات الأزمة مع أوكرانيا، وأكد خلالها على الحل السلمي للأزمة بما يضمن مصالح كافة الأطراف وأمنهما القومي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ضرورة استمرار الاتصالات والمشاورات الجادة لحل الأزمة والتوصل إلى تسوية سياسية بما يحقق السلم والأمن العالمي.
وشدد على أن دولة الإمارات ستواصل اتصالاتها مع مختلف الأطراف المعنية بهدف المساعدة في إيجاد حلول سياسية للأزمة.
وفي الرابع من الشهر نفسه، أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية مع فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا تناولت المستجدات على الساحة الأوكرانية.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أهمية إيجاد الحلول السلمية عبر التفاوض والحوار والتفاهم .
وأشار إلى أن دولة الإمارات تدعم كل تحرك على طريق التسوية السلمية للأزمة، وحريصة على تقديم المساعدة إلى المدنيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا من منطلق نهجها الإنساني المتأصل في سياستها الخارجية.
مجلس الأمن
وعلى الصعيد المؤسسي الأممي، قالت مندوبة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا زكي نسيبة، في كلمة عقب تسلمها رئاسة مجلس الأمن، إن "موقفنا من الأزمة في أوكرانيا يتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار ووقف التصعيد".
مشددة على "ضرورة أن تبقى قنوات الحوار مفتوحة بين أوكرانيا وروسيا".
ودخلت الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت الخميس 24 فبراير/شباط الماضي أسبوعها الرابع حيث يشتد رحاها يوما بعد يوم في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
وتعمل دولة الإمارات من خلال مجلس الأمن على نزع فتيل الحرب الروسية الأوكرانية، عبر 4 محاور: الدبلوماسي؛ إذ تدعم الحلول الدبلوماسية في الأزمة الروسية الأوكرانية، وتغليب الحوار في تسوية النزاعات.
وهناك أيضاً المحور الإنساني؛ الذي يرتكز على توفير الحماية القصوى للمدنيين في مناطق النزاع، وعدم التأخر في توفير وإيصال المساعدات الإنسانية، وضرورة مراعاة مصلحة وأمن المدنيين في الجانبين الروسي والأوكراني.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، الميداني؛ فقد أكدت دولة الإمارات خطورة النزاع الروسي الأوكراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين، وضرورة خفض التصعيد بشكل فوري.
وأخيرا المحور القانوني؛ الذي يؤكد ضرورة احترام كل الأطراف وتطبيق القوانين الدولية، فضلا عن حق كل دولة بالأمم المتحدة في الأمن والسيادة والاستقلال.
موقف دولة الإمارات يتماشى مع مواثيق وقوانين الأمم المتحدة، وينسجم مع مبادئ الخمسين التي أصدرتها دولة الإمارات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي لدولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة.
وينص المبدأ العاشر على أن "الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية".
دبلوماسية إنسانية
الجهود الدبلوماسية والسياسية المتواصلة، لم تشغل الإمارات عن القيام بدور إنساني رائد في تلك الأزمة.
وأرسلت دولة الإمارات 7 مارس /آذار الجاري طائرة تحمل على متنها 30 طناً من المواد والإمدادات الطبية والاغاثية في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضررين في أوكرانيا، وذلك استجابة للمناشدة الإنسانية الدولية لدعم النازحين في أوكرانيا واللاجئين في دول الجوار وذلك في ظل وجود أكثر من 1.2 مليون لاجئ حتى الآن.
وقد هبطت الطائرة في مدينة لوبلن في بولندا وتم تسليم الإمدادات الطبية والإغاثية إلى السلطات الأوكرانية في بولندا ليتم تحريكها إلى داخل البلاد.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في الأول من مارس الجاري، عن تقديمها مساعدات إغاثية لجميع المدنيين المتضررين في أوكرانيا بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي، وذلك استجابة لنداء الأمم المتحدة العاجل، وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في أوكرانيا، بما يعكس التزام الإمارات العميق بمبادئ التضامن الإنساني.
مساعدات تدشن محطة إغاثية جديدة في تاريخ البلاد، ترسّخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية سبّاقة في مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة سواء كان بسبب كوارث طبيعية أو حروب وأزمات سياسية أو صحية .
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA== جزيرة ام اند امز