تشيلسي يواجه خطر الخزائن الخاوية.. الحرب تدمر حقبة أبراموفيتش
يبدو نادي تشيلسي الإنجليزي قلقا بعمق على مستقبله في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وما رافقها من تهديد للمالك الثري رومان أبراموفيتش.
وتشيلسي الذي يخوض اليوم مباراة هامة في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام منافسه ليفربول، أصدر صباحا بيانا رسميا عبر موقعه الإلكتروني يعلن فيه دعم أوكرانيا!
- بعد تنحي أبراموفيتش.. تشيلسي يعلق على الحرب الروسية الأوكرانية
- الحرب الروسية الأوكرانية تبعد أبراموفيتش عن تشيلسي
والبيان صدر بعد ساعات من إعلان الملياردير الروسي أبراموفيتش بالأمس، التخلي عن إدارة النادي الإنجليزي ونقلها إلى أمناء "مؤسسة تشيلسي الخيرية".
سيف العقوبات
يتحدث الإعلام الغربي باستمرار عن علاقة أكثر من وطيدة تجمع أبراموفيتش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى حد وصف الأول بأنه "أمين صندوق" بوتين.
وفي ظل علاقة مفترضة كهذه، كان من الطبيعي أن يخشى الرجل من فرض عقوبات مشددة عليه إثر العملية العسكرية التي شنتها موسكو على أوكرانيا وأغضبت القادة الأوربيين بالإجماع.
ومع ذلك، فقد أفلت أبراموفيتش (55 عاما) حتى الآن من فرض أي عقوبات شخصية عليه، إذ لم يتم إدراجه في قائمة مليارديرات روسيا المعاقبين التي أصدرتها بريطانيا.
وضمت القائمة الأولية 3 مليارديرات روس هم جينادي تيمشينكو وإيجور روتنبرغ وبوريس روتنبرغ.
لكن الضغط لا يزال حاضرا وبقوة في البرلمان البريطاني لحث رئيس الوزراء بوريس جونسون على مصادرة أو تجميد أصول أبراموفيتش في المملكة المتحدة بعد مزاعم صلاته بالدولة الروسية.
"أمين صندوق" بوتين؟
تقدر ثروة أبراموفيتش بحوالي 10.7 مليار جنيه إسترليني وهو يحتل المرتبة 142 في قائمة أغنى أغنياء العالم، وفقًا لمجلة فوربس.
ونظريا، حقق الملياردير الروسي ثروته من تجارة النفط إبان تفكك الاتحاد السوفيتي.
لكن الأوساط السياسية والرياضية تتحدث دائما عن علاقاته مع بوتين. لدرجة ادعاء الصحفية البريطانية كاثرين بيلتون في أحد كتبها أن الملياردير الروسي اشترى نادي تشيلسي بموجب تعليمات بوتين.
وتقول بيلتون وهي مراسلة سابقة في موسكو لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن أبراموفيتش "منغمس في علاقة فاسدة مع بوتين ويعمل فعليًا كـ "أمين الصندوق" لدى الرئيس الروسي".
ومع ذلك، لم تستطع بيلتون إثبات ادعاءاتها تلك عندما رفع أبراموفيتش قضية تشهير على دار نشر الكتاب وأجبرها على الاعتذار لتسوية الأمر.
تنحي أبراموفيتش.. هل ينقذ تشيلسي؟
نقلت صحيفة التايمز البريطانية عن خبراء قولهم إن مراوغة أبراموفيتش عبر إسناد إدارة النادي للمؤسسة الخيرية قد لا تكون ذات أي تأثير قانوني، إذ أنه سيظل "مالك النادي".
وينظر إلى القرار باعتباره يستهدف فقط تجنب التأثير على الشؤون اليومية لتشيلسي، حيث سيخرج أبراموفيتش من دائرة صنع القرار.
كما ينظر للخطوة باعتبارها تستهدف أيضا حماية النادي من الإضرار بسمعته نتيجة الربط المستمر مع الوضع في أوكرانيا.
لكن كل هذا لن يحمي النادي من تأثير عقوبات حكومة المملكة المتحدة المحتملة.
عواقب كارثية تنتظر تشيلسي
بموجب شروط العقوبات وفقًا لقانون المملكة المتحدة، من غير القانوني لأي فرد أو شركة أو بنك في المملكة المتحدة "توفير الأموال أو الموارد الاقتصادية" لصالح الفرد أو الشركة الذين تتم معاقبتهم.
وحسب صحيفة التايمز، فإنه إذا تمت معاقبة أبراموفيتش ، فسيكون من غير القانوني للجماهير شراء التذاكر أو دفع مقابل بث مباريات تشيلسي.
ويرى خبراء ماليون أن النادي قد يتوقف تماما عن العمل إذا فرضت الحكومة عقوبات على أبراموفيتش.
وبعيدا عن العقوبات الشخصية، سيواجه أبراموفيتش وناديه صعوبات خاصة متعلقة بعدم القدرة على تحويل أو استلام أموال من روسيا بعد أن قرر الغرب حرمان كبرى البنوك الروسية من نظام سويفت المالي.
أبراموفيتش وتشيلسي.. هل تنتهي القصة الحالمة؟
في عام 2003 كان نادي تشيلسي يرزح تحت ديون هائلة قيمتها 23 مليون دولار، قبل أن يصل أبراموفيتش ويستحوذ على 50% من النادي.
حاز أبراموفيتش تلك الحصة مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، ثم تمكن لاحقًا من الاستحواذ الكامل على النادي مقابل 140 مليون جنيه إسترليني.
ومنذ ذلك الحين، فتح النادي فصلا جديدا في تاريخه عبر الفوز بـ 18 لقبًا كبيرًا بينها لقبان في دوري أبطال أوروبا.
لكن يبدو أن تالك الحكاية الحالمة قد وصلت إلى فصلها الأخير في ظل الأزمة الحالية.
ونقلت بلومبرج عن بعض المستثمرين وصناديق الاستثمار في الولايات المتحدة اهتمامهم بشراء نادي تشيلسي الذي تقدر قيمته حاليا بنحو 1.5 مليار جنيه إسترليني حاليا.