«الوحش الجريح».. «أبرامز» إلى أوكرانيا مجددا بإسناد أسترالي

تعود دبابة «أبرامز» الأمريكية إلى ساحات القتال الأوكرانية، لا في زهوها المعهود، بل كـ«وحش جريح» يحمل آثار الخسائر الميدانية الثقيلة التي مُني بها في الجولات السابقة.
وبينما لم تندمل بعد ندوب الهزائم التي لحقت بها أمام الأسلحة الروسية المتطورة، تمدّ أستراليا يد العون لكييف بإرسال دفعة جديدة من هذا الطراز، في محاولة لإنعاش درع غربي بات محل تساؤل، أكثر منه رمزاً للقوة.
- روسيا دمرت غالبيتها.. كيف تهاوى عرش «أبرامز» الأمريكية في أوكرانيا؟
- أمريكا تعيد رسم صورة «أبرامز».. بدروع وطلاء خفي
وسلّمت الحكومة الأسترالية، السبت، دفعة جديدة من دبابات «أبرامز إم1 إيه1» إلى أوكرانيا ضمن حزمة مساعدات دفاعية تبلغ قيمتها نحو 245 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أمريكي)، وذلك في محاولة لتعزيز قدرات كييف في التصدي للغزو الروسي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويأتي هذا الدعم رغم التقارير التي تؤكد فقدان أوكرانيا لأكثر من 87% من أسطول دبابات «أبرامز» الذي حصلت عليه منذ العام الماضي، بعد تعرّضها لهجمات مركّزة من الطائرات المسيّرة الروسية وقذائف المدفعية الموجهة.
دعم مستمر رغم الخسائر
وقال وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، إن أوكرانيا استلمت معظم دبابات «أبرامز» المخصصة لها، وعددها الإجمالي 49 دبابة، مشيرًا إلى أن ما تبقى سيتم تسليمه خلال الأشهر المقبلة.
وأضاف مارلز في بيان رسمي: «دبابات أبرامز إم1 إيه1 ستُسهم بشكل كبير في معركة أوكرانيا المستمرة ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير الأخلاقي».
وبذلك ترتفع قيمة الدعم الأسترالي الإجمالي لكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022 إلى نحو 1.5 مليار دولار أسترالي، شملت ذخائر، مركبات قتالية، وعتادًا لوجستيًا متنوعًا.
أداء مخيّب في ساحة القتال
رغم السمعة الواسعة التي تتمتع بها «أبرامز» كواحدة من أقوى دبابات القتال الرئيسية، إلا أن تقارير متعددة — أبرزها من مجلة «ميليتاري ووتش» — تشير إلى تدمير أو تعطيل 27 من أصل 31 دبابة «أبرامز» وصلت إلى أوكرانيا خلال العام الماضي، ما يعني أن 87% من هذا الطراز بات خارج الخدمة.
وتُظهر بيانات المعارك أن هذه الدبابات واجهت صعوبات كبيرة في بيئة قتالية كثيفة تعتمد فيها موسكو على تكتيكات الهجوم العلوي عبر المسيّرات الانتحارية والقذائف الذكية.
محاولات لتعويض الفجوة
وفي مواجهة هذه الخسائر، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية أكثر من 107 ملايين دولار لتحسين أنظمة الحماية على دبابات «أبرامز»، عبر تطوير طلاءات خفية، دروع سلبية متقدمة، وأجهزة إنذار بالليزر، بهدف تقليل فرص الكشف والاستهداف.
ويُنتظر أن تشمل هذه التحسينات تجهيز نحو 350 دبابة أمريكية بأنظمة حماية ضد الهجمات من الأعلى، في ظل إدراك متزايد لخطورة هذا النوع من التهديدات الذي تفوق به الروس في ساحة القتال الأوكرانية.
أزمة ثقة بالدروع الغربية؟
وإلى جانب «أبرامز»، تكبّدت أوكرانيا خسائر مماثلة في دبابات «ليوبارد» الألمانية و«تشالنغر 2» البريطانية، ما أثار جدلًا واسعًا حول فعالية الدروع الغربية في بيئة قتالية مثل أوكرانيا، خاصة في ظل نقص الدعم الجوي والدفاعات المتكاملة.
ورغم أن الجيش الأوكراني بذل جهودًا لإضافة دروع تفاعلية متفجرة إلى بعض الدبابات، إلا أن ذلك لم يُحدث فرقًا كبيرًا في معدلات الاستنزاف، بحسب الخبراء.