قصة جوليانا مارينز.. حلم تسلق جبل بركاني ينقلب إلى كارثة في إندونيسيا

لقيت سائحة برازيلية تُدعى جوليانا مارينز مصرعها، إثر سقوطها من منحدر حاد أثناء تسلقها جبل رينجاني النشط في جزيرة لومبوك الإندونيسية، ضمن رحلة سياحية رفقة مجموعة من الأصدقاء، في حادث مأساوي.
وبحسب السلطات الإندونيسية، بدأت مارينز تسلق الجبل، الذي يُعد ثاني أعلى قمة في إندونيسيا بارتفاع 3726 مترًا، في وقت مبكر من صباح السبت 22 يونيو/حزيران، ضمن مجموعة مكوّنة من خمسة أشخاص بالإضافة إلى دليل محلي. وأثناء سيرها على ممر جبلي ضيق بمحاذاة فوهة البركان، انزلقت فجأة لتسقط من منحدر يزيد عمقه على 900 متر.
ورغم خطورة السقوط، لم تفارق مارينز الحياة على الفور، حيث ذكرت فرق الإنقاذ أنها تمكنت من سماع صرخاتها بعد الحادث، لكن تعذر الوصول إليها بسبب التضاريس الوعرة والضباب الكثيف والرياح العاتية. وتُظهر لقطات صوّرت بطائرات مسيّرة أنها كانت لا تزال على قيد الحياة في أسفل الوادي، تتحرك ببطء بين الصخور البركانية.
لكن مع حلول صباح الأحد، اختفت مارينز عن الأنظار، ولم تُظهر أي استجابة لنداءات فرق الإنقاذ. وتفاقمت التحديات بعد تعطل أجهزة الاستشعار الحراري بفعل الطقس السيئ، ما عرقل جهود التحديد الدقيق لموقعها.
وبعد يومين من البحث المتواصل، عُثر على جثتها صباح الإثنين 24 يونيو في منطقة أكثر انخفاضًا داخل أحد الأودية، بعد أن انزلقت لمسافة إضافية، لكن الظروف الجوية القاسية حالت دون انتشال الجثمان، إلى أن تمكّن فريق الإنقاذ من استعادته صباح الأربعاء.
وشارك أكثر من 50 منقذًا في عمليات البحث والإنقاذ، وفق ما أكده محمد شافي، رئيس هيئة الإنقاذ الوطنية في إندونيسيا، مشيرًا إلى أن الطبيعة الوعرة للمكان تُشكّل تحديًا كبيرًا لعمليات التسلّق والإغاثة.
وفي بيان مؤثر نشرته عبر منصات التواصل، نعت عائلة مارينز ابنتهم، معربة عن حزنها العميق، ومؤكدة وفاتها. وطالبت الأسرة السلطات الإندونيسية بفتح تحقيق في الحادث، وإعادة النظر في إجراءات السلامة المعتمدة في تلك المسارات، التي وصفتها بـ"الخطرة وغير المؤمنة بشكل كافٍ".
ويُشار إلى أن جبل رينجاني يعد وجهة رئيسية لعشاق المغامرة، غير أن المنطقة شهدت عدة حوادث مميتة مؤخرًا، من بينها وفاة سائحة ماليزية قبل أسابيع فقط، ما يعزز الدعوات لإعادة تقييم بروتوكولات تنظيم الرحلات إلى هذه القمم النشطة والمعرّضة للمخاطر.