وقف إطلاق النار باليمن.. ترحيب واسع وإشادة بالسعودية
الخطوة "ستدعم بشكل كبير جميع الخطوات الأساسية مع الأمم المتحدة في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل يتفق عليه اليمنيون"
لاقى قرار التحالف العربي بقيادة السعودية حول الوقف الشامل لإطلاق النار في اليمن ترحيبا إقليميا ودوليا واسعا، واصفين إياه بأنه فرصة إنسانية للتوصل لحل سياسي، ومن ثم إحراز سلام مستدام.
وأمس الأربعاء، أعلن التحالف العربي وقفا شاملا لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد؛ لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وقال العقيد الركن تركي المالكي، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية، أن القرار جاء "بعد دعوة مارتن جريفيث، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي".
وأكد أن القرار يؤكد رغبة التحالف العربي بقيادة السعودية في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهد المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنع انتشار الوباء.
وأضاف: "نجد الفرصة مهيأة لتضافر جميع الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق".
وأكد أن تلك الخطوة "ستدعم بشكل كبير جميع الخطوات الأساسية مع الأمم المتحدة في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل يتفق عليه اليمنيون".
الإعلان قوبل بترحيب الأمم المتحدة على لسان الأمين العام أنطونيو جوتيريس الذي دعا الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي إلى موصلة تنفيذ تعهداتهما بوقف الأعمال العدائية على الفور "بحسن نية ودون شروط مسبقة".
وقال جوتيريس، في بيان، إن هذا الإعلان "يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود نحو السلام، بالإضافة إلى جهود استجابة البلاد لجائحة كوفيد-19".
وأكد الأمين العام أن الحوار هو السبيل الوحيد الذي سيتمكن من خلاله الطرفان من "الاتفاق على آلية للحفاظ على وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتدابير بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، واستئناف العملية السياسية للتوصل إلى تسوية شاملة من أجل إنهاء الصراع".
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "أعرب عن امتناني للتحالف العربي بقيادة السعودية على إدراكهما لدقة الموقف في اليمن وتصرفهما على هذا الأساس".
ودعا المبعوث الأممي جميع الأطراف إلى "الاستفادة الآن من هذه الفرصة والوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية بأقصى سرعة لإحراز تقدم نحو سلام شامل ومستدام".
بدوره، قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن قرار التحالف العربي بقيادة السعودية بوقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين "حكيم ومسؤول".
وأضاف قرقاش في تغريدة على تويتر: "مع الدعوات المتكررة للحل السياسي تبرز المخاوف من وصول فيروس كورونا ليعقد الأزمة الإنسانية المستمرة، قرار مهم لا بد من البناء عليه إنسانيا وسياسيا".
استئناف العملية السياسية
رحبت مصر بإعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، وقفاً شاملاً لإطلاق النار في اليمن اعتبارا من اليوم ولمدة أسبوعين، قابلة للتمديد، لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا المُستجد.
وأصدرت القاهرة بيانا،الخميس، أشادت فيه بالمبادرة الهامة، مُعربة عن التطلع لأن تُسهم في تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، بهدف بحث خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، واستئناف العملية السياسية بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وذلك استنادا إلى كافة مرجعيات التسوية السياسية لاسيما مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأكد البيان دعم مصر للمبادرة بما يستهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن، ويضمن وحدته وسلامة أراضيه ويرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.
كما توجه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بالشكر للمملكة العربية السعودية على جهودها في حل الصراع باليمن.
وأثنى راب، في تغريدة بموقع تويتر، على تعاون السعودية الحيوي في مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ورئاستها لقمة مجموعة العشرين.
كما رحب البرلمان العربي بإعلان تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية وقف إطلاق النار باليمن، مؤكدا أنه يحمل أبعاداً إنسانية لمواجهة كورونا.
وقال رئيس البرلمان العربي، في بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، إن "هذا الإعلان يحمل أبعاداً إنسانية تهدف في المقام الأول إلى تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني ودعمه في مواجهة انتشار فيروس كورونا المُستجد".
وأضاف أنه "يأتي حرصاً من تحالف دعم الشرعية في اليمن على الاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن لمواجهة جائحة كورونا".
وطالب رئيس البرلمان العربي الأمم المتحدة ممثلةً في الأمين العام ومبعوثه الخاص لدى الجمهورية اليمنية بـ"إلزام مليشيا الحوثي الانقلابية بوقف إطلاق النار وتوقفها فوراً عما تقوم به من جرائم وانتهاكات مستمرة بحق الشعب اليمني".
جهود التحالف
ودعا السلمي إلى "وقف مليشيا الحوثي إطلاقها صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على المدن والمنشآت المدنية في السعودية، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن أي خرقٍ تقوم به ضد هذا الإعلان".
وثمن رئيس البرلمان العربي الدعم المستمر الذي تُقدمه السعودية لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، والتي كان آخرها تقديم مبلغ قدره 500 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة للعام 2020.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، بقرار التحالف العربي لدعم الشرعية وقف إطلاق النار في اليمن.
وأعرب الدكتور الحجرف عن أمله بأن يُسهم هذا الإعلان في تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين جميع الأطراف؛ من أجل بحث خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم، والتوصل إلى حل سياسي شامل.
وأكد دعم مجلس التعاون لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة في 23 مارس/آذار لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم لتركيز الجهود على مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
كما دعا رئيس مجلس التعاون، الحوثيين للاستجابة بإيقاف إطلاق نار دائم وتكثيف الجهود لمواجهة هذا الوباء ومنع انتشاره في اليمن، والانخراط مع المبعوث الأممي لإنهاء الصراع والتوصل إلى حل سياسي، على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216.
وأشاد بـ"توقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لعددٍ من العقود لتوفير الاحتياجات الضرورية من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المُستجد في اليمن".
بدوره، أعرب وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، عن أمل بلاده في أن يساعد وقف إطلاق النار باليمن في تسهيل عقد اجتماع بين أطراف الأزمة للعمل على المقترح الأممي بالتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار.
وقال الجبير، في تغريدة عبر حسابه الشخصي على "تويتر": "نأمل أن يساعد وقف إطلاق النار في تسهيل الاجتماع الذي دعا إليه (المبعوث الأممي بشأن الأزمة اليمنية مارتن جريفيث) بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين وممثلين عسكريين من التحالف للعمل مع الأمم المتحدة على تنفيذ اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار".
وأشار الجبير، في تغريدة أخرى، إلى دعم السعودية الذي تقدمه لليمن منذ عقود، والذي عززته الرياض منذ بدء الأزمة اليمنية على الأصعدة الاقتصادية والإنسانية لإنهاء معاناة المدنيين.
وبين أن الرياض "خصصت لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لعام ٢٠٢٠ مبلغ ٥٠٠ مليون دولار، منها 25 مليون دولار، لمواجهة مخاطر فيروس كورونا".
كما رحبت وزارة الخارجية بجمهورية القمر المتحدة بمبادرة إعلان التحالف العربي وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين دعما لعملية السلام في المنطقة وتجنبا لمخاطر انتشار وباء كورونا المستجد.
ودعت في بيان، بقية الأطراف المتنازعة إلى تقديم المصالح العليا للشعب اليمني وحقن الدماء والسعي لتحقيق الوئام والسعادة الدائمتين.
كما رحبت جيبوتي، بهذه المبادرة المهمة التي تعكس حس المسؤولية لدى التحالف العربي وتجسد إدراكه لخطورة التحدي الذي يواجه الجميع في الظرف الراهن جراء جائحة کورونا.
وأعربت عن أملها في أن تسهم في تهيئة الظروف المواتية لتنفيذ دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين بغية بحث الخطوات والآليات التي من شأنها أن تمكن من وقف إطلاق النار بشكل دائم.
كما جدّدت جيبوتي في الوقت ذاته موقفها الداعم لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق والأمن والاستقرار في اليمن، بما يضمن وحدته وسلامة أراضيه ويرفع المعاناة عن شعبة الشقيق.
وفي وقت سابق، دعا الأمين العالم للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الأطراف في اليمن إلى وقف القتال وبذل الجهود لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا الذي لم يصل حتى اليوم هذا البلد، وسط مخاوف من تفشيه.
دعوةٌ أممية قوبلت بترحيب من الحكومة الشرعية وكذلك الحوثي، لكن سرعان ما ترجم الأخير العكس على الأرض بتصعيده العسكري داخل اليمن، واستمراره في إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي السعودية، ما يشير إلى عدم جديته في سلام يخلص الشعب اليمني من مخالب المليشيات الإيرانية وأنياب طهران.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز