"أبوظبي الدولي للكتاب".. جسر لتلاقي الحضارات ومنارة للتنوع الفكري
يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب جسرا لتلاقي الحضارات الإنسانية والتجارب المعرفية على أرض دولة الإمارات تجسيدا للتنوع والثراء الثقافي الذي يتميز به مجتمعها المحلي.
ويسلط المعرض منذ عام 2011 الضوء على المشاهد الثقافية في بلدان عدة، حيث بدأ باستضافة دولة معينة كـ"ضيف شرف" في كل دورة من دوراته اللاحقة لتعرض وتقدم مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تعكس إرثها الثقافي وتراثها الفني والأدبي.
هذا الأمر عزز من الدور الكبير الذي يلعبه المعرض في الانفتاح على الثقافات الأخرى وقدرته على الابتكار والتفاعل مع الجمهور.
وتحظى الدولة التي يتم اختيارها "ضيف شرف المعرض" بمجموعة من الامتيازات والتسهيلات التي تتضمن إدراج اسمها على جميع المطبوعات الخاصة به وتخصيص مساحة مجانية في واجهة المعرض تكريمًا لها حتى يسهل على الزوار الوصول إلى الجناح الخاص بها.
كما يقدم المعرض خصومات خاصة للناشرين والعارضين من الدولة ضيفة الشرف، إضافة إلى إقامة مجموعة من الفعاليات الثقافية على شرفها مثل الندوات والمسرحيات والعروض الموسيقية وغيرها من الأحداث.
وكانت فرنسا أول دولة تحل ضيف شرف على المعرض عام 2011، حيث قدمت الرابطة الثقافية الفرنسية مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي أتاحت للجمهور لقاء كبار الأدباء والفنانين الفرنسيين.
وكان من ضمن الضويف الفرنسيين الرسامة نيكول لامبرت والروائية والصحفية الفرنسية كينزي مراد صاحبة رواية "تحديات من الأميرة الميتة"، وبيير أريزولي كليمنتيل المدير العام السابق لقصر فرساي وصاحب كتاب "قلعة فرساي" والروائي الفرنسي الفائز بجائزة جونكور لعام 1992 باتريك شامويزيو.
وفي دورة عام 2012 حلت المملكة المتحدة ضيف شرف على المعرض، الذي شهد عدة أنشطة وفعاليات ثقافية استضاف خلالها العديد من الكتاب بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني مثل الروائية مارينا لويكا، والشاعرة تيشاني دوشي، وروائي الرحلات تيم ماكينتوش-سميث، وشكل المعرض منصة مثالية لاحتفالات ديكنز 2012 التي احتفت بحياة الكاتب البريطاني الكبير وأعماله الأدبية المهمة بمناسبة مرور مائتي عام على ميلاده.
واختار منظمو المعرض في دورة عام 2013 دول مجلس التعاون الخليجي ضيف شرف، وشهدت الدورة العديد من الفعاليات التي عكست ملامح التجربة الثقافية بدول المجلس، إلى جانب إتاحة مجال للفنون التقليدية بالمنطقة، عبر عروض تم استحداثها وأقيمت يوميا.
ووقع الاختيار في دورة 2014 على السويد لتكون ضيف شرف المعرض، تكريما لدورها الفاعل في مد جسور التواصل الحضاري مع الثقافات الأخرى، لا سيما دورها في ميدان الجوائز التي تقدر الجهد الإنساني بكل أشكاله وتشجع على الإبداع وتحتفي بالكتاب والعلماء من خلال جائزة نوبل.
وسلطت السويد خلال المعرض الضوء على مجموعة واسعة من الميادين الأدبيّة والثقافيّة فيها، مثل الرسوم التوضيحية، والمأكولات، والموسيقى.
وحضر المعرض نحو 20 من أشهر الكتّاب والشعراء والرسامين في ميادين متنوعة مثل الدراما، والسير الذاتية، والأدب الواقعي، وكتب وشعر الأطفال.
وفي عام 2015 تم اختيار جمهورية آيسلندا لتكون ضيف الشرف في المعرض، الذي تضمن جناحا خاصا سلط الضوء على باقة متنوعة من الكتب والمطبوعات لأبرز المؤلفين في آيسلندا في مجالات الشعر والمسرح والرواية وأدب الجريمة وكتب الأطفال والكتب المصورة، ما أتاح للزوار الاطلاع على ثقافة هذا البلد ومضامين مشهده الأدبي.
وفي عام 2016 حلت إيطاليا ضيف شرف الدورة الـ26 للمعرض وتم إنشاء جناح إيطالي وسط المعرض استضاف برنامجاً حافلاً بالفعاليات الثقافية والتي لم تقتصر على المجال الأدبي فقط، بل امتدت أيضاً إلى الموسيقي والسينما والطهي.
وتميزت دورة عام 2017 من المعرض بمشاركة واسعة من جمهورية الصين الشعبية التي حلت كضيف شرف على الحدث، وبلغ عدد الناشرين الصينيين المشاركين في المعرض نحو 200 ناشر صيني.
كما أقيم على هامش المعرض "مؤتمر قمة تطوير النشر الصيني العربي"، الذي تضمن أكثر من 50 فعالية خاصة بالنشر من بينها توقيع اتفاقيات حقوق، وإصدارات لكتب جديدة، وندوات حول تبادل الترجمة، والتعاون، وغيرها الكثير.
واختار منظمو المعرض بولندا لتكون ضيف الشرف عام 2018 بهدف التعريف بالأدب البولندي، الذي يعود تاريخه إلى 1000 عام، واستعراض أحدث الاتجاهات في الأدب البولندي الذي يمتلك قاعدة كبيرة من القراء في الداخل والخارج، ومعظمهم في أوروبا.
وتضمن برنامج بولندا في المعرض مجموعة غنية من الأنشطة والفعاليات إلى جانب جلسات حوارية ومناقشات حول أبرز أعمال الكتاب المعاصرين، بالإضافة إلى فعاليات موجهة للأطفال والناشئة قدمها فنانون وأساتذة وكتاب بولنديون مرموقون.
وفي عام 2019 حلت الهند ضيف شرف على المعرض وشاركت بوفد رفيع مكون من أكثر من 100 مشارك تضمن جهات النشر والنقاد الأدبيين والمؤلفين، واستعرض جناح الهند باقة من الأدب والثقافة والفن والموسيقى والسينما والرقص تعكس تنوع وغنى النتاج الثقافي الهندي.
وأعلنت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اختيار روسيا "ضيف شرف" معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ30 عام 2020، فيما وقع الاختيار على جمهورية ألمانيا الاتحادية لتكون ضيف شرف الدورة الحالية 2021 والتي ستقدم خلالها 20 فعالية مهنية وثقافية، فيما ستكون الشخصية المحورية للمعرض، الشاعر الألماني جوتيه.