"أبوظبي للكتاب".. تتويج لنهضة الثقافة الإماراتية ومكانتها الرفيعة
"أبوظبي للكتاب" يعد من أضخم المعارض في المنطقة والشرق الأوسط من ناحية عدد دور النشر والدول المشاركة.
يعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنطلق فعاليات دورته الـ29، الأربعاء، تتويجاً لنهضة الثقافة الإماراتية، وتأكيداً على المكانة الرفيعة التي تحتلها على خارطة العالم.
ويسعى المعرض منذ بداياته عام 1981 إلى ترسيخ ثقافة القراءة والاطلاع ورفع الوعي وتوسيع المدارك وتعزيز المعرفة لدى الجميع، وأصبح اليوم جزءاً من الاستراتيجية الهادفة إلى تحويل أبوظبي إلى مركز رئيسي في عالم النشر، إضافة إلى كونه نافذة الإمارات إلى المعرفة والابتكار.
وحقق المعرض، على مدى دوراته الماضية، قفزات نوعية نحو الاحترافية في صناعة الكتاب وبناء منصة ثقافية تجمع الناشر بالمؤلف وتقلص المسافة بين الكتاب والقراء وتمد جسور التلاقي والتواصل الثقافي بين دور النشر العالمية والمترجمين وتطرح النقاش المستجد حول الواقع الثقافي العربي والعالمي.
ويعكس تنامي أعداد زوار المعرض والمشاركين فيه والكم الكبير من الإصدارات التي يعلن عنها خلاله حجم التأثير والمكانة التي بات يحتلها المعرض.
كما يؤكد مدى التقدم والازدهار الذي حققته أبوظبي في مجال صناعة المعارض وقدرتها على استقطاب الفعاليات العالمية الكبرى في مختلف القطاعات مستفيدة من الموقع المميز الذي تمتلكه وقدرتها على تلبية جميع متطلبات واحتياجات مثل هذه الفعاليات الضخمة.
وأكد الروائي الإماراتي والكاتب الصحفي علي أبو الريش أن المعرض يمثل عرساً ثقافياً للاحتفاء بتلاقي الأفكار والعمل الإبداعي لجميع الشعوب، كما أنه يأتي تتويجا لنهضة معرفية إنسانية تزدهر بها الإمارات وقد أصبحت عاصمتها أبوظبي نقطة تلاقٍ لجميع التجارب والإبداعات الثقافية من أصقاع الأرض كافة.
وقال: "هي دعوة عامة تقدمها أبوظبي للفرح والسعادة والتقاء للعقول والأفكار التي ستنثر أريج علمها ومعرفتها في كل اتجاه"، مضيفاً أن الاحتفاء بمعرض الكتاب هو احتفاء بالإنسان أيضاً فالعلاقة بين الكلمة والإنسان أزلية.
وأوضح أن المعرض أصبح بمثابة ملتقى دولي لكل المثقفين والمفكرين في العالم، مشيراً إلى أن اختيار دولة الهند كضيف شرف في هذه الدورة يعد تأكيداً على هذه الصبغة الدولية والريادة العالمية.
من جانبه، قال الكاتب الروائي سعيد البادي إن المعرض يعد تظاهرة ثقافية دولية تقدمها الإمارات للعالم وتجمع بين جنباتها كبار الكتاب والمثقفين من جميع دول العالم لتبادل الخبرات والتجارب التي تغني الحضارة الإنسانية.
ولفت إلى أن المعرض يرسخ ثقافة القراءة والاطلاع ويرفع الوعي والمعرفة لدى جميع أفراد المجتمع، كما يعزز علاقة الناشئة والطلبة بالأنشطة الثقافية والإبداعية ليكونوا رجال الغد المزدهر.
وأكد البادي أن المعرض بات يمثل وجهة حضارية لدولة الإمارات تعكس سياسة التسامح والانفتاح لديها على جميع شعوب العالم، موضحا أن الثقافة هي إحدى أدوات القوة الناعمة التي تجيد دولة الإمارات تسخيرها لمد جسور التواصل مع الآخرين وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
وتشهد دورة هذا العام من المعرض الذي يقام على مساحة 26 ألف قدم مربع مشاركة أكثر من 1000 عارض من 50 دولة، سيعرضون أكثر من 500 ألف عنوان في مختلف العلوم والمعاف والآداب وبلغات متعددة، إضافة إلى أكثر من 80 فعالية ثقافية وترفيهية وتعليمية، واستضافة مجموعة مختارة من المؤلفين والأدباء والفنانين من مختلف دول العالم.
وكشفت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي عن حجز مساحات المعرض بالكامل مع وجود أكثر من 100 ناشر على قائمة الانتظار إذ يستقطب المعرض في دورته الحالية نخبة من أبرز الكتاب والمؤلفين العالميين ودور النشر المرموقة والفنانين المبدعين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، الأمر الذي يؤكد مكانة أبوظبي كمركز إقليمي وعالمي للنشر.
ويشارك في الدورة الـ29 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب عارضون بأكثر من 30 لغة مع انطلاق أركان تفاعلية جديدة وهي ركن النشر الرقمي وركن القصص المصورة وركن الترفيه، ويتضمن كل ركن من الأركان الجديدة تجارب تفاعلية متميزة ومبتكرة للجمهور من مختلف الأعمار.
ويُسلط ركن النشر الرقمي الضوء على أهمية التكنولوجيا والابتكار في صناعة الكتاب وتطوير خدمات وحلول النشر، حيث يمثل مركزاً لاستكشاف أحدث التوجهات في تطوير المحتوى الرقمي إذ يقدم مجموعة من الخبراء عروضاً توضيحية حية وأنشطة تفاعلية وحوارات بناءة متعلقة بقطاع النشر.
ويحتفي المعرض هذا العام بالشاعرة الإماراتية الراحلة عوشة السويدي، الملقبة بـ"فتاة العرب"، باعتبارها الشخصية المحورية، إذ سيتم تكريمها بتسليط الضوء على عطاءاتها الإبداعية وإسهاماتها في الساحة الثقافية الإماراتية، إضافة إلى أن هذا العام تقدم الدائرة أركاناً تفاعلية جديدة للمرة الأولى، وهي: ركن النشر الإلكتروني، وركن القصص المصورة، والركن الترفيهي.
وتحل الهند هذا العام ضيف شرف على المعرض، حيث تشارك مجموعة كبيرة من دور النشر الهندية التي تتميز بكثافة إصداراتها التي تلبي اهتمامات شرائح كبيرة من القراء، فيما يشارك كبار الكتاب، والمؤلفون والفنانون الهنود في البرامج التفاعلية التي تم إعدادها بالتعاون مع السفارة الهندية في الإمارات.
وتعطي مشاركة الهند هذا العام زخماً مميزاً لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك ترسيخاً لمفهوم التسامح عبر تسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه وتحتفي به الإمارات.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز