لقاء ولي عهد أبوظبي بالعاهل الأردني.. تعزيز للتعاون والأخوة
الجانبان الإماراتي والأردني بحثا خلال اللقاء العلاقات الأخوية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
يأتي لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الأربعاء، بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تجسيدا جديدا للعلاقات القوية والمتميزة بين البلدين، وتفردها على مستوى التنسيق والتكامل في مختلف القضايا.
وفي ظل حرص البلدين على تطوير العلاقات وتنميتها، فإن الزيارات لا تتوقف بين المسؤولين، على جميع المستويات، والأهم أن تلك الزيارات لا تخلو من التأكيد على أهمية الذهاب بعلاقتيهما نحو أفق أوسع ومجالات أكبر.
وبحث الجانبان الإماراتي والأردني، الأربعاء، العلاقات الأخوية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، بالعاهل الأردني، قائلا: "أرحب بأخي الملك عبدالله عاهل الأردن في بلده الثاني دولة الإمارات".
- عاهل الأردن يشيد بالتحرك الإماراتي الداعم لرفض" الضم"
- عاهل الأردن يشيد بالتحرك الإماراتي الداعم لرفض" الضم"
وأضاف ولي عهد أبوظبي: "حرصنا مشترك على تعزيز علاقاتنا الأخوية، ودعم وحدة الصف العربي أمام التحديات التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها والعمل على حل قضاياها من خلال التفاهم والحوار".
وتناولت المباحثات بين الجانبين عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتداعيات الخطيرة لخطوة الحكومة الإسرائيلية المعلنة بضم أراض في الضفة الغربية.
وتناولت المباحثات أيضا ما تشهده المنطقة من أزمات، وجهود التوصل إلى حلول سياسية لها بما يمكن شعوبها من العيش بأمن وسلام واستقرار.
وأكد ولي عهد أبوظبي، والملك الأردني حرصهما على الاستمرار في دعم العلاقات الأخوية بين البلدين للوصول بها إلى آفاق جديدة من التعاون والعمل المشترك الذي يخدم مصالح البلدين وشعبيهما الشقيقين، منوهين بتوافق رؤية البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
علاقات أخوية وتعاون مشترك
وعلى مدار عقود شهدت تلك العلاقات توافقا وتناغما كبيرا في المواقف إزاء القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في جميع المحافل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وهناك تطور مطرد يميز العلاقات الأخوية بين البلدين، منذ عام 1971، عندما رحب الأردن بقيام دولة الإمارات، وبادر بتأسيس علاقات دبلوماسية كاملة معها.
وتجسدت هذه العلاقة في مشاركة الإمارات بثقلها باجتماع مكة المكرمة الذي عقد في يونيو/حزيران 2018، لدعم الأردن، بعد الهزة الاقتصادية التي لحقت بها.
وسياسيا، تتوافق الرؤى بين الإمارات والأردن في كافة القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وهو ما يتضح في الأداء الدبلوماسي والسياسي بالمحافل الإقليمية والدولية.
وترتبط الدولتان أيضا بعلاقات عسكرية رفيعة المستوى، ترتكز على التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والكفاءات العسكرية والأمنية، فضلا عن المشاركة بفاعلية في التدريبات العسكرية المشتركة والمعارض العسكرية التي تعقد سنويا في كلا البلدين.
كما يتم على صعيد التعاون العسكري بين البلدين المشاركة والتنسيق بفاعلية في الجهود والتحالفات العسكرية العربية المشتركة، للتصدي لخطر الإرهاب والدفاع عن القضايا العربية.
وفي هذا الصدد، وخلال التمرين العسكري المشترك "(الثوابت القوية/1) بين القوات المسلحة الأردنية والإماراتية أواخر يونيو/حزيران الماضي، وقال ملك الأردن: " كان أملي منذ سنين أن نرى القوات الأردنية والإماراتية مع بعض كتفا بكتف، وهو ما رأيته اليوم".
وأشار إلى أن "التمرين المشترك ليس فقط رسالة للشعبين الأردني والإماراتي، ولكن رسالة للإقليم والعالم بأننا في نفس الخندق، وسيجدوننا معا في مواجهة التحديات".
واقتصاديا، يرتبط البلدان بعلاقات متميزة، حيث تم التوقيع على عديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي أسهمت في تعزيز وتوطيد العلاقات، وارتفاع حجم التبادل التجاري، وزيادة حجم الاستثمارات في البلدين.
ويعتبر الأردن شريكا تجاريا مهما لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما في عام 2016، 1.8 مليار دولار.
وبلغ حجم الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى الأردن نحو 500 مليون دولار، في حين يصل حجم الواردات الأردنية إلى الإمارات إلى 430 مليون دولار.
وتصل قيمة استثمارات الإمارات في الأردن نحو 15 مليار دولار، وذلك في مجالات البنى التحتية والطاقة المتجددة والسياحة، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الأردنية بالإمارات نحو 1.5 مليار دولار، وتتركز معظمها في مجال العقارات.
كما وقع البلدان، خلال الأعوام العشرة الماضية، العديد من الاتفاقيات لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، كان أبرزها: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني، ومذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي عام 2017 تم توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم، لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.