"أبوظبي لحماية التراث الثقافي" في قصر الإمارات.. الجمعة
تطلق منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "يونسكو" الجمعة بقصر الإمارات فعاليات مؤتمر أبوظبي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر
بمبادرة خاصة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تطلق منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "يونسكو"، صباح الجمعة، في قصر الإمارات، فعاليات "مؤتمر أبوظبي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر"، وذلك تماهيا مع قانون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.
ويمثل القانون ركيزة أساسية كبرى ضمن جهود إمارة أبوظبي المتواصلة نحو استدامة الهوية الوطنية وتراث الإمارات من خلال الحفاظ على التراث الثقافي بشقيه المادي والمعنوي وتطوير سبل تنظيمه وإدارته والترويج له وتشجيع المجتمع على صونه وممارسته بمختلف أشكاله، ضمن نص صريح وواضح يؤكد على أن "التراث الثقافي المادي ملك عام لإمارة أبوظبي إلا إذا أثبت حائز هذا التراث ملكيته له".
يشارك في فعاليات المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين متزامنا مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحده بيومها الوطني الـ 45 نخبة من الخبراء والباحثين والمثقفين والشخصيات ذات الصلة محليا وعربيا واقليميا ودوليا يبحثون من خلال أوراق عملهم البحثية والدراسات التخصصية والشهادات سبل المحافظة على تنويعات التراث الثقافي المعرضة للخطر بسبب سلسلة الأعمال العشوائية التي يقوم بها الإنسان دون ترخيص مسبق من الجهة المختصة؛ مثل القيام بنقل ملكية التراث الثقافي المادي المنقول والمقيد أو القيام بأعمال البنية التحتية في المواقع الثقافية أو المناطق المحيطة بها أو مثل القيام بأنشطة صناعية أو تجارية أو زراعية أو استثمارية في المواقع الثقافية أو التاريخية أو الأثرية ثم وضع التوصيات اللازمة الفاعلة في التأكيد على أن التراث الثقافي هو إنجاز إنساني نادر وفريد ينبغي العمل من قبل الجميع مؤسسات وافراد على صونه واستدامته للاجيال القادمة
على جانب آخر، تعكس جلسات المؤتمر التي تستمر حتى الساعة الثامنة مساء وتصل المعلومات بالحضور من خلال الترجمة الفورية بعدة لغات أهداف الحدث الذي يسعى على المستويين التنظيري والتطبيقي إلى وضع حد للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها الموارد الثقافية في مختلف دول ومناطق العالم سواء خلال فترات النزاعات المسلحة أو جراء الأعمال الارهابية التي تقوم باستباحة المنجزات النادرة لحضارات الأمم أو الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والإرث التاريخي والحضاري بأشكاله المختلفة. ثم تأكيد المشاركين على أهمية حماية الإرث الحضاري لمجتمع الإمارات باعتباره وثيقة تاريخية تزيد في عمرها عن 3000 عام وهو يسجل اليوم أحد أهم مكونات الهوية التاريخية لإمارة أبوظبي والتي يلزم بجدية المحافظة عليها وجزء لا يتجزأ من مكونات الشخصية الإماراتية.
في سياق متصل، وخلال سلسلة لقاءات جرت في العاصمة الفرنسية باريس قبيل انطلاقة المؤتمر في العاصمة أبوظبي مع وفد يمثل وسائل الإعلام بفروعها من مختلف الدول العربية، عبر مسؤولون فرنسيون عن تقديرهم لهذه المبادرة من القيادتين في دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية بعقد مؤتمر نوعي نأمل أن يرشح عنه نتائج وتوصيات فاعلة ونافذة لتحديد أهداف عملية ومستدامة للحفاظ على الموارد الثقافية القابلة للنقل والثابتة بصورة فاعلة في مناطق النزاع أو الأماكن التي تشكل خطورة على قيمة وأهمية وجماليات المواقع والموارد الثقافية والتاريخية والآثارية التي يصعب تعويضها. وتجدر الإشارة إلى أن الأوساط في أبوظبي بوجه خاص والإمارات بوجه عام تنظر بإيجابية إلى استضافة أبوظبي للحدث باعتبارها منصة عالمية وعاصمة ثقافة عربية مستنيرة.
هذا ويستضيف المؤتمر عددا من القادة والرؤساء؛ من بينهم الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وفرانسوا هولاند رئيس جمهورية فرنسا، وإبراهيم بوبكر كاتيا رئيس جمهورية مالي، ومحمد أشرف غني رئيس جمهورية أفغانستان والسيد فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، ودينس زويزدتش رئيس وزراء الوسنة والهرسك، واليكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان، وهايلي مريام رئيس وزراء اثيوبيا، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وهيثم بن طارق بن آل بوسعيد وزير التراث والثقافة العمانية، والشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة نجل ملك البحرين.. فضلا على إيرينا بوكوفا المدير العام لمنظمة اليونسكو.
وسيركز جدول أعمال المؤتمر على تحسين الآليات القانونية والتمويلية لتسهيل حماية مواقع التراث الحضاري القابلة للنقل، وغيرها الثابتة، بصورة فعالة في حالات الطوارئ، إلى جانب إعادة تأهيلها بعد انتهاء الصراع. كما سيبحث المشاركون في إنشاء بنية استرتيجية موحدة، إلى جانب تكوين صندوق دولي من القطاعين العام والخاص لتوفير دعم مستمر للبرامج طويلة المدى للمحافظة على التراث الثقافي، بالإضافة إلى بناء قدرات المهنيين والخبراء المختصين في مجال الآثار المتواجدين في مناطق الصراع.. كما يشهد اليوم الختامي من المؤتمر إطلاق شبكة عالمية توفر ملاذا للأعمال المهددة بالخطر حول العالم ثم اعتماد ميثاق أبوظبي وإقراره رسميا من قبل المشاركين الذين يزيد عددهم على 300 شخصية.