احتفالا بعام الاستدامة.. معرض أبوظبي للصيد حاضنة للرياضات الصديقة للبيئة
اقترب الحدث المنتظر، وهو معرض أبوظبي للصيد والفروسية، الذي يقام بعد أيام قليلة في العاصمة الإماراتية بمشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم.
معرض أبوظبي للصيد والفروسية ينتظر انطلاقه يوم السبت 2 سبتمبر/ أيلول المقبل وذلك حتى 8 من نفس الشهر، حيث ستكون نسخته المقبلة هي رقم 20، بمُشاركة أكثر من 1200 عارض يمثلون شركات وعلامات تجارية كبرى تنتمي إلى 65 دولة مختلفة، ويستقطب آلاف الجماهير.
المعرض يقام بتنظيم من نادي صقاري الإمارات، على مساحة نحو 65 ألف متر مربع، تحت رعاية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات.
وبالتعاون مع العديد من الجهات الرسمية والخاصة والمؤسسات المحلية والدولية المُشاركة في قطاعاته وفعالياته، يحتفي معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بعام الاستدامة 2023 الذي أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وسيتم تنظيم أنشطة وورش عمل وفعاليات تُساهم في تعزيز رسالة المعرض وتطوير المُنتجات والمبيعات واستدامة البيئة والأعمال التجارية ذات الصلة بالقطاعات الـ11.
ويُقام المعرض تحت شعار "استدامة وتراث.. بروح متجددة"، مما يعكس الالتزام بإحداث تأثير إيجابي على البيئة والمجتمع والاقتصاد، ولتحقيق هذا الهدف، يسعى المعرض لتعزيز تواصل الزوار بالمنصّات التي تقدم حلولاً للتحدّيات التي تواجه صناعات المعرض.
وتُعتبر منصّة الاستدامة المكان الأمثل الذي يُتيح للشركات والمؤسسات الاجتماعية والمجموعات المُجتمعية الالتقاء مع الباحثين والخبراء وحتى الطلاب، لتبادل المعرفة والتعاون وتشكيل شراكات مهمة لتحقيق أهداف الاستدامة.
وتعد حماية البيئة وصون التراث الإماراتي والإنساني إحدى أهم الركائز التي يقوم عليها المعرض. وتتواجد نحو 30 جهة رسمية في قطاع "الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي" الذي يُعتبر المُلتقى الأمثل لعرض المشاريع والمُبادرات والبرامج التراثية والثقافية والبيئية وتسليط الضوء عليها.
يذكر أن "عام الاستدامة" الذي يتواصل تحت شعار "اليوم للغد" يهدف من خلال مبادراته وفعالياته وأنشطته المُتنوّعة، إلى تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المُستدامة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية.
ويُعتبر الصيد مُكوّناً رئيساً في ثقافات وحضارات الشعوب القديمة. وقد تبنّت أبوظبي العديد من القوانين التي شرّعت الصيد الصديق للبيئة الذي لا يؤثر على التوازن البيئي والحياة البرية.
واحتلت الصقارة مكانة خاصة لدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي عبّر عن ذلك في مقولة له هي بمثابة وصية ومنهج "إنّ الصيد بالصقور، هو تذكير دائم لنا بقوى الطبيعة وبالعلاقة المُتبادلة بين الكائنات الحية والأرض التي نتقاسم العيش عليها".
وتُعتبر الصقارة التي تعود ممارستها لآلاف السنين إحدى أهم وأقدم وأفضل طرق الصيد الصديق للبيئة، ولذلك فإنّ الاعتراف بها كتراث ثقافي إنساني مُستدام في منظمة اليونسكو يتوسّع عاماً بعد آخر منذ 2010، حيث بلغ عدد الدول المُشاركة في ملف الصقارة اليوم 24 دولة، وهو ما عمل على توسّع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور لتُمارس بشكل مشروع في 90 دولة من قبل نحو 100 ألف صقّار.
وتعد أبوظبي سبّاقة إقليمياً وعالمياً ومنذ زمن بعيد في استخدام الصقور المكاثرة في الأسر لممارسة رياضة الصقارة عبر توفير أعداد مُستدامة للصقارين. وكذلك حماية الصقور البرية من خلال منع صيدها والاتجار بها بهدف تعزيز فرص تكاثرها وزيادة أعدادها في بيئاتها الطبيعية.
وكان المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قد أصدر قراراً في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 بتعديل اللائحة التنفيذية بشأن قانون تنظيم الصيد البرّي في إمارة أبوظبي، والذي تتولى هيئة البيئة – أبوظبي تنفيذه، وذلك بهدف المحافظة على موروث الصيد التقليدي وخاصة الصيد بالصقور، وصون مناطق الصيد مع الالتزام بالمعايير العالمية للاستدامة البيئية، كما تهدف التعديلات إلى حماية الكائنات الحية البرية والتنوع البيولوجي، وتعزيز القيمة الاقتصادية للموارد الطبيعية، مع الحرص على تعزيز الصيد المستدام.
كما أصدرت هيئة البيئة بأبوظبي، أحد الرعاة الرسميين للحدث، مؤخراً سياسة استدامة جودة المياه البحرية بهدف استكمال الأطر التشريعية والتنظيمية ذات العلاقة. ومن المؤمل أن يُسهم تنفيذ هذه السياسة في تحسين مؤشرات الأداء البيئي للدولة وإمارة أبوظبي وضمان استدامة أنشطة صيد الأسماك كجزء من التراث المجتمعي، بالإضافة إلى تعزيز الأنشطة الترفيهية والسياحية والرياضات البحرية.
وسبق أن أطلقت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي دليلاً متكاملاً لرحلات البر والقيادة على الطرقات الوعرة واستكشاف الصحراء والمغامرات الاستثنائية بين الكثبان الرملية والمحميات الطبيعية في الإمارة.
ويوفر الدليل فرصة التعرّف على جوانب مهمة من التراث والتقاليد البدوية والثقافة الإماراتية الأصيلة، ويُساهم في استدامة هذا النوع من الرياضات الشّيقة عبر التوعية بأساسيات التخييم وخوض رحلات سفاري متميزة صديقة للبيئة.
ويُشار إلى أنّ من أهم الفعاليات التي نظّمتها وأطلقتها أبوظبي في مجال الصيد المُستدام، مؤتمر ومهرجان الصداقة الدولي للبيزرة منذ عام 1976، مشروع استدامة الحبارى الذي انطلق في عام 1977، برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي بدأ في عام 1995. وتأسيس نادي صقّاري الإمارات في عام 2001، وتنظيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية منذ عام 2003.
كما وتتجلّى استدامة التراث الإماراتي في برنامج توفير الطرائد المُكاثرة بأعداد مُستدامة للصقارين منذ عام 2013 لدعم استدامة الصقارة، وهو ما ساهم في الحدّ من الاتجار غير المشروع بالحبارى البرية، والحفاظ عليها في موائلها.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز