يبرز إنجاز جامعة أبوظبي ضمن تصنيف QS العالمي لعام 2025، بوصفه شهادة دولية تُضاف إلى سجل الإنجازات التعليمية لدولة الإمارات، وتأكيدًا على ريادة الجامعة في مضمار التعليم العالي إقليميًا وعالميًا.
وهذا التميز لا يأتي إلا لمن امتلك رؤية واضحة، واستثمر في الإنسان والعلم، وحرص على الارتقاء بجودة المعرفة.
تصنيف QS (Quacquarelli Symonds) يُعد من أبرز مؤشرات الجودة الأكاديمية في العالم، ويستند إلى معايير دقيقة تشمل السمعة الأكاديمية، والسمعة لدى جهات التوظيف، ونسبة أعضاء الهيئة التدريسية إلى الطلاب، ومخرجات البحث العلمي، ونسبة الطلبة الدوليين، ويعني تقدم جامعة أبوظبي في هذا التصنيف أنها تجاوزت العديد من التحديات وحققت المعايير الصارمة التي تفرضها آليات التصنيف الدولية، وهو ما يؤكد جاهزيتها كمؤسسة تعليمية رائدة قادرة على المنافسة في بيئة معرفية متجددة.
إن هذا الإنجاز لا يمكن قراءته بمعزل عن النهج التنموي الشامل الذي تتبناه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات؛ فمنذ تأسيس الدولة، كان الاستثمار في التعليم حجر الأساس في بناء الإنسان، وقد حظي قطاع التعليم العالي تحديدًا بدعم خاص، إيمانًا بدوره المحوري في إعداد أجيال تقود المستقبل وتصنع الفارق في مختلف مجالات الحياة، ويكفي أن نستعرض ما خصصته الدولة من موارد، وما وفرته من بنية تحتية متقدمة وتشريعات محفزة، لنفهم السياق الداعم لهذا التميز الجامعي.
لم تكن جامعة أبوظبي لتبلغ هذه المرتبة لولا الإدارة الأكاديمية الواعية التي تقف خلف سياساتها، فقد تبنت الجامعة استراتيجية متكاملة تجمع بين جودة التعليم، والبحث العلمي، والتدريب العملي، وربط مخرجات التعلم باحتياجات سوق العمل، كما عملت على استقطاب الكفاءات التدريسية والبحثية، وشجعت على التميز المؤسسي، ووسعت شراكاتها مع جامعات ومراكز بحث عالمية، مما عزز من مكانتها ورفع من تصنيفها.
لا شك أن دخول التصنيف العالمي هو إنجاز يستحق التقدير، لكنه في الوقت ذاته يُحمّل الجامعة مسؤولية مضاعفة في الحفاظ على هذا الموقع، وتعزيزه عبر المزيد من التطوير؛ فالمنافسة لم تعد تقف عند حدود التعليم والتدريس، بل باتت تشمل أيضًا الإبداع، والابتكار، وريادة الأعمال، وإنتاج المعرفة القابلة للتطبيق، وبالطبع جامعة أبوظبي تواصل رسالتها في تخريج كوادر مؤهلة وتمكين الطلبة من المهارات المستقبلية ودعم الأبحاث التي تُسهم في معالجة قضايا التنمية المستدامة، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من تحديات العصر.
إن ما تحققه جامعة أبوظبي اليوم يعكس توجّهًا إماراتيًا راسخًا نحو بناء نظام تعليمي تنافسي يواكب التوجهات العالمية ويرتكز على الجودة والابتكار والانفتاح على العالم، وهو ما يجعل من دولة الإمارات منصة أكاديمية جاذبة، ومركزًا إقليميًا وعالميًا لتصدير المعرفة واستقطاب العقول وبناء اقتصاد معرفي متكامل.
جامعة أبوظبي هي عنوان لطموح إماراتي لا يعرف التوقف، وهي اليوم بصعودها في التصنيفات الدولية تُبرهن على أن الجودة ليست خيارًا بل مسار، وأن التميز يتحقق بالاستثمار في الفكر والعلم، والانتماء لرسالة إنسانية أسمى، وهي بناء المستقبل واستشرافه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة