مصر تحتفل بتعامد الشمس على معبدي أبوسمبل بمشاركة 3 آلاف زائر
بالتزامن مع احتفالات مصر ومنظمة اليونسكو بمرور نصف قرن من الزمان على إنقاذ آثار النوبة وأبو سمبل من الغرق في مياه بحيرة ناصر
احتفالية كبرى شهدها معبد أبوسمبل وتابعها العالم، حيث تعامدت الشمس، صباح الإثنين، على المعبد جنوبي أسوان، بصعيد مصر، في ظاهرة فلكية جذبت أكثر من 3 آلاف زائر، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين وسفراء الأردن والإمارات وبلجيكا وليتوانيا وألمانيا وفنلندا والأرجنتين وأذربيجان وكازاخستان والسويد والمجر والبحرين.
جاءت الظاهرة، هذا العام، لتتزامن مع احتفالات مصر ومنظمة اليونسكو بمرور نصف قرن من الزمان على إنقاذ آثار النوبة وأبو سمبل من الغرق في مياه بحيرة ناصر، بعد إقامة السد العالي.
وأضاءت الشمس وجه الملك رمسيس الثاني، على وقع أنغام وعروض فرق فلكلورية مصرية، في إطار الظاهرة الفلكية الفريدة التي يشهدها المعبد يومي 22 من أكتوبر/تشرين الأول و22 من شهر فبراير /شباط في كل عام.
وكان وزير الآثار خالد العنانى، ومحافظ أسوان أحمد إبراهيم، قد اصطحبا عشية تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، وزيرة السياحة رانيا المشاط، ووزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، ووزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، و26 من السفراء والدبلوماسيين، ومديري المراكز الأثرية الأجنبية في القاهرة، والذين ينتمون إلى 16 دولة عربية وأوروبية وآسيوية، في جولة بمحيط المعبد وقلب المدينة التاريخية، وانتهت الجولة بالتقاط الصور التذكارية أمام واجهة المعبد المطل على شواطئ بحيرة ناصر.
اصطحب العناني الضيوف في جولة تفقدية لمعبد الملكة نفرتاري، وكذلك القبة الخرسانية لمعبد الملك رمسيس الثاني بأبوسمبل.
وحرص سفير دولة السويد على زيارة القبة من الداخل، حيث أن دولة السويد هي التي تولت عملية نقل القبة، ثم اصطحب العناني الضيوف في جولة إلى مركز التوثيق لإطلاعهم علي إجراءات ومراحل أعمال إنقاذ ونقل المعبدين إلى مكانهما الحالي.
وخلال الجولة استوقف العناني وفد سياحي من إسبانيا، وسألوه عن آخر الاكتشافات الأثرية وعما إذا كان هناك أي اكتشافات حديثة سيعلن عنها الوزير خلال وجودهم في مصر.
وأقامت وزارة الآثار حفل عشاء على أنغام موسيقي الهارب الدافئة أمام معبد أبوسمبل وبحيرة ناصر، وخلال الحفل تم توزيع الهدايا التذكارية على الحاضرين، ثم توجه الحضور لمشاهدة عروض للفنون الشعبية والفلكلورية التي تنظمها وزارة الثقافة للاحتفال بتعامد الشمس على معبد أبوسمبل، احتفالا بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبدي أبوسمبل، على يد المستكشف الإيطالي جوفاني باتيستا بلزوني، الملقب بـ"بلزونى العظيم".
جدير بالذكر أنه تم اكتشاف هذه الظاهرة الفلكية الفريدة عام 1874 علي يد المستكشفة "إميليا إدوارذ"، وتم تسجيلها في كتابها "ألف ميل فوق النيل" عام 1899، وترتبط هذه الظاهرة الفلكية بالزراعة، حيث أن معبد أبو سمبل يعتمد على حركة الفلك لتحديد الموسم الزراعي.ط
وتم اختيار هذا اليوم الذي تتعامد فيه الشمس على وجه رمسيس الثاني من خلال فتحة ضيقة، ثم تنحرف بمقدار ربع درجة في اليوم التالي.
ترسم الأشعة مستطيلا على تمثال الملك رمسيس الثاني في قدس الأقداس وتمثال الإله آمون رع الذي تعلوه الريشتين، وتتحرك ناحية اليمين تجاه تمثال الإله رع حور أختي حتى تختفى على هيئة خط رفيع مواز للساق اليمنى للإله رع حور أختى، ثم تهبط الأشعة إلى المدخل الرئيسي لتتسلل إلي المعبد لمسافة 48 مترا، حتى تصل إلى قدس الأقداس، وتركز لمسافة زمنية ما بين 20- 25 دقيقة، وتمثل هذه المسافة الزمنية 20 -25 % من اتساع البوابة".
وفي النهاية، وبعد ثلث ساعة، تنسحب أشعة الشمس إلى الصالة الثانية ثم الصالة الأولى، وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله، وتقطع الشمس مسافة تقدر بـ200 متر من بداية المعبد حتى قدس الأقداس الذي يحتوي تمثال رمسيس، وتقطع 60 مترا أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني من خلال فتحة ضيقة، والطريف أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال" بتاح" إله الظلمة عند المصريين القدماء.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز