K2 Think.. إنجاز يعزز ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي

أعلنت دولة الإمارات، الإطلاق المرتقب لنموذج الذكاء الاصطناعي المتطور "كي 2 ثينك – K2 Think"، الذي طورته جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجموعة G42.
النموذج الذي يعد من بين أكثر نماذج الاستدلال مفتوحة المصدر تقدماً على مستوى العالم، يأتي الإعلان عنه بالتزامن مع ذكرى ميلاد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل، وبرعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وقال الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الخطوة تعكس توجه الدولة نحو الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لدعم التنمية الاقتصادية ومواكبة التطورات العالمية.
6 ركائز أساسية للابتكار في "كي 2 ثينك"
ويستند نموذج "كي 2 ثينك" إلى ست ركائز أساسية للابتكار، حيث يوظّف التدريب الخاضع للإشراف على "سلاسل التفكير الطويلة" لتعزيز العمق المنطقي، يليه "التعلم المعزز بمكافآت قابلة للتحقق" لزيادة الدقة في معالجة المسائل المعقدة. كما يتيح "التخطيط الوكيلي" للنموذج تفكيك التحديات الصعبة قبل معالجتها استدلالياً، فيما تعزز "تقنيات التوسّع أثناء وقت الاختبار" من قدرته على التكيّف.
وإلى جانب ذلك، سيصبح "كي 2 ثينك" متاحاً قريباً على "منصة الحوسبة واسعة النطاق والمُحسّنة للاستدلال" من شركة "سيريبراس"، بما يمكّن الباحثين والمبتكرين حول العالم من دفع حدود أداء الاستدلال بسرعات غير مسبوقة.
ومع تحسين آلية "الترميز التخميني" لتتوافق مع معدات "سيريبراس"، سيحقق نموذج "كي 2 ثينك" معدل معالجة غير مسبوق يبلغ 2000 رمز في الثانية، ما يجعله واحدًا من أسرع وأكثر نماذج الاستدلال كفاءةً على الإطلاق. وقد نجح نموذج "كي 2 ثينك" في ترسيخ مكانته ضمن أبرز نماذج الاستدلال في القطاع، متصدّرًا جميع نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في أداء المعادلات الرياضية على مقاييس مرجعية مثل: AIME ’24/’25 وHMMT ’25 وOMNI-Math-HARD.
ولا يُعد "كي 2 ثينك" مجرد إنجاز تقني، بل يُمثل لحظة فارقة في مسيرة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، مؤكداّ أن الابتكار مفتوح المصدر والشراكات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص ستساهمان في تعزيز مكانة أبوظبي على ساحة الريادة العالمية في مجال الذكاء الإصطناعي، وأن مستقبل قدرات الاستدلال لا يقدر بالحجم، بل بالابتكار والتعاون المتبادل.
تعزيز مكانة الإمارات في الذكاء الاصطناعي
وأكد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، إن الإطلاق المرتقب لنموذج "كي 2 ثينك – K2 Think" يمثل خطوة بارزة في تعزيز إسهام دولة الإمارات في مسيرة الذكاء الاصطناعي عالمياً.
وأشار إلى أنه يجمع بين كفاءة النماذج الأصغر والأداء العالمي وسرعات استدلال فائقة، ليتجاوز بذلك الأنظمة الأكبر ويضع معياراً دولياً جديداً في مجال الاستدلال مفتوح المصدر.
وأضاف أن الشراكة بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومجموعة G42 تعد شراكة بناءة ومثمرة، وتؤكد فعالية وأهمية التعاون بين الأوساط الأكاديمية ومؤسسات القطاعين العام والخاص، بما يسهم في تحويل الطموحات الوطنية إلى واقع ملموس.
وتابع الشيخ طحنون بن زايد: "نبارك للإمارات وقيادتها هذا الإنجاز، ونفخر بمواصلة دولتنا تعزيز مكانتها العالمية في مختلف المجالات".
إطلاق كي 2 ثينك
ومن المتوقع إطلاق النموذج خلال الأيام المقبلة، إذ صُمم ليكون أكثر مرونة وكفاءة مقارنة بنماذج أخرى أكبر حجماً، مع قدرات استدلال أسرع وقابلية أعلى للتطبيق في الاستخدامات الواقعية.
وبحسب جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يعكس "K2 Think" ثمرة التعاون مع "معهد النماذج التأسيسية" (IFM) ومجموعة G42، ويهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر على المستوى العالمي.
وعلى عكس معظم النماذج مفتوحة المصدر التي تقتصر على إصدار "الأوزان"، يُقدَّم "كي 2 ثينك" مصدراً مفتوحاً بالكامل، ابتداءً من "بيانات التدريب" و"أوزان الترميز" وصولًا إلى الشيفرة البرمجية الخاصة بالنشر والتحسين أثناء الاختبار. ويضمن هذا المستوى الجديد من الشفافية إمكانية دراسة خطوات كيفية تعلّم النموذج للقيام بمهام الاستدلال وإعادة إنتاجها وتوسيعها من قِبل مجتمع الأبحاث على مستوى العالم.
ويأتي نموذج "كي 2 ثينك" لينضم إلى مجموعة متنامية من النماذج اللغوية الكبيرة المطورة محلياً في دولة الإمارات ومن بينها، "جيس – Jais" نموذج اللغة العربية الأكثر تقدماً في العالم، بالإضافة إلى نموذج اللغة الهندية "ناندا – NANDA" ونموذج اللغة الكازاخية "شيركالا – SHERKALA، كما يُعد إمتداداً للإرث الريادي لنموذج K2-65B، أول نموذج تأسيسي مفتوح المصدر وقابل للاستنساخ بالكامل تم إصداره في عام 2024.