بعد شائعة ألزهايمر.. عادل إمام "ذاكرة قوية" في مواجهة الإخوان
رغم ما أحيط بالفنان المصري عادل إمام، مؤخرا، من حديث عن إصابته بمرض ألزهايمر، إلا أن التاريخ يحتفظ له بذاكرة قوية في مواجهة الإخوان.
فعادل إمام، الذي لم يظهر علنا منذ فترة، تصدر ما يبحث عنه المصريون والعرب خلال الأيام الماضية عبر شبكة الإنترنت، بسبب شائعات طالته حول إصابته بألزهايمر، وهو ما نفته أسرته، مؤكدة أنه سيبدأ قريبا تصوير فيلم جديد مع نجله الفنان محمد إمام.
عادل إمام (82 عاما) استطاع أن يحتل قلوب المصريين والعرب على مدار أكثر 50 عاما، بموهبة فذة من الصعب تكرارها، جعلت اسمه علامة مسجلة للكوميديا والفن المصري، امتد تأثيرها من المحيط إلى الخليج.
واستطاع إمام في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي أن ينقل فنه من ملعب الكوميديا إلى مساحة أكثر اتساعا تتقاطع مع هموم المصريين اليومية في ذلك الوقت، مثل الإسكان والإدمان والمشاكل الاقتصادية.
ومع نشاط العمليات الإرهابية في مصر خلال نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات قدم إمام بجرأة شديدة أعمالا فنية تعري وتكشف مساوئ الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين ستارا، وفي مقدمتها جماعة الإخوان.
جرأة معتادة
ولم تخفت جرأة عادل إمام، حتى بعد وصول الإخوان إلى الحكم عام 2012، إذ إنه في أول تصريح له عقب الإعلان عن فوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة يونيو/حزيران 2013 حذر من أي تجاوز من تلك الجماعات ضد الفن.
وقال عادل إمام في تصريحات له آنذاك: "علينا أن ننتظر، فنحن لن نسمح بأي تجاوز على الفن أو أي كبت للحريات والإبداع، فكل فعل له رد فعل، ويجب عدم القفز إلى الاستنتاجات منذ الآن".
وعندما سُئل الزعيم عن اتجاه الفنانين المصريين إلى الهجرة بعد وصول الإخوان للحكم، قال: "هجرة الفنانين كلام فارغ، فلا مصر تقبل أن نهجرها، ولا نحن نقبل بالهجرة من مصر، فهي التي صنعتنا وقدمت لنا الكثير، فكيف يفكر أحد في ترك هذا البلد المعطاء.. ومصر دائما لكل المصريين".
حكم بالسجن
ويحتفظ تاريخ عادل إمام بالكثير من المواقع لعل أشهرها تعرضه لملاحقة قضائية وصدور حكم بالحبس ضده لمدة 3 أشهر بتهمة الاستهزاء بمشايخ الدين والإساءة إليهم في أعماله الفنية، إثر قيام أحد المحامين المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي برفع دعوى قضائية ضده بتهمة ازدراء الأديان.
واستأنف عادل إمام الحكم بحبسه الذي لم ينفذ. وكان هذا هو أول حكم يصدر في مصر بسجن فنان على خلفية أعماله، عقب وصول الإخوان إلى الحكم وسيطرتهم مع حزب النور السلفي على البرلمان.
ورغم أن عادل إمام حضر لقاء دعا له محمد مرسي في قصر الرئاسة مع المثقفين والفنانين، إلا أنه لم يثر معه أمر تلك القضية.
وكعادته، عبر "الزعيم" عن موقفه من اللقاء بشكل مختلف، إذ خرج عادل إمام من اللقاء بداعي الذهاب إلى الحمام، ولم يعد إلا حين انتهى اللقاء بعد 45 دقيقة.
ويروي تلك الواقعة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، مؤكدا أن اللقاء مع محمد مرسي "لم يكن مفيدا أو مطمئنا".
وقال "أثناء اللقاء ظل مرسي يتكلم كثيرا، وكان معنا في اللقاء عادل إمام يجلس في المقدمة، فرفع إيده وطلب أن يذهب إلى الحمام، وظل هناك لمدة ساعة إلا ربع، وانتظر حتى انتهى اللقاء ليخرج".
ولم يكن موقف عادل إمام خلال حكم الإخوان هو الأول من نوعه، بل سبقته مواقف كثيرة منذ أكثر من 30 عاما مع التيار الإسلامي.