"أدنوك" تستقطب 19 مليار دولار في 3 سنوات
استقطاب هذا الحجم من رؤوس الأموال يعكس ثقة مجتمع الاستثمار الدولي بالمنظومة المستقرة التي توفرها دولة الإمارات
أعدت "رويترز" تقريرا عن نجاح أدنوك في استقطاب رؤوس أموال أجنبية بقيمة 19 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأوضح التقرير أن عملية التطوير والتحديث التي تشهدها أدنوك تأتي بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وتركيزه على إرساء ثقافة الجدارة في العمل، وأنه لا يوجد هناك استحقاق تلقائي للمزايا الوظيفية، وإنما المؤهلات العلمية والدراسية والعمل الفعلي وإثبات الجدارة هو المؤهل الوحيد الذي يجب أخذه في الاعتبار.
ويتحدث التقرير عن أمثلة من مبادرات أدنوك بعد أن تم تعيين الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، للإشراف على جهود التطوير والتحديث كرئيس تنفيذي للشركة.
ويوضح التقرير أن استقطاب هذا الحجم من رؤوس الأموال يعكس ثقة مجتمع الاستثمار الدولي بالمنظومة المستقرة التي توفرها دولة الإمارات، وثقة المستثمرين والشركات العالمية الكبرى بها.
وفيما يلي ملخص للتقرير:
شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" تستقطب رؤوس الأموال الأجنبية بهدوء ونجاح.
تأثر اقتصاد أبوظبي بانخفاض أسعار النفط في منتصف عام 2014، ما أدى إلى العمل من أجل الحد من اعتماد الاقتصاد على النفط الخام.
وتمحور العمل في أدنوك حول الإصلاح والتطوير والتحديث وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وتمكنت أدنوك من جمع أكثر من 19 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية من مستثمرين أجانب، وذلك وفقا لحسابات رويترز المستندة إلى الإعلانات الرسمية، ورسوم المشاركة في حقوق الامتياز وبيع الأسهم.
وقامت أدنوك التي توفر ما يقرب من 3% من الطلب العالمي على النفط، بإبرام اتفاقية مع "بلاك روك"، أكبر مدير للصناديق في العالم ومع شركة "كي كي آر" الاستثمارية الأمريكية، وذلك في خطوة تعد نادرة بالنسبة إلى كليهما بالاستثمار في شركات نفط وطنية في الشرق الأوسط.
كما قامت أدنوك ببيع حصص في جزء من البنية التحتية لأنابيب نقل النفط ومنشآت التكرير.
ويقول ديمتري مارينشنكو، المحلل لدى وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، "في الوقت الذي تسعى فيه شركات النفط الوطنية إلى تطبيق نموذج عمل شركات النفط العالمية الكبرى من خلال التوسع في عمليات المصب (التكرير والبتروكيماويات) والتجارة، إلا أن استراتيجيات التمويل تختلف".
ويقول مارينشنكو: "تتبنى أدنوك آليات تمويل متطورة لتمويل مشاريعها تشمل بيع حصص أقلية في بعض من شركات المجموعة".
وأضاف: "تعتمد أدنوك نهجا منفتحا فيما يتعلق بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وذلك من خلال إقامة شراكات استراتيجية".
وأكد "ستثبت الأيام أي أسلوب هو الأكثر فاعلية في استقطاب الاستثمارات، لكن العامل المهم في هذه المرحلة هو القدرة على تحقيق التنويع الاقتصادي، والأهم من ذلك مدى نمو وتطور الاقتصادات المحلية وقدرتها على الحد من تأثير تقلبات أسعار النفط".
وتقول حليمة كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في "آر. بي. سي. لأسواق رأس المال": "التحدي الكبير هو حالة عدم اليقين إزاء آفاق مستقبل النفط، والنظرة المتفحصة التي تخضع لها أعمال شركات الطاقة في كل أنحاء العالم بسبب تغيرات المناخ".
الدافع الأساسي وراء الإصلاحات في قطاع النفط والغاز في أبوظبي كان الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، ويعود ذلك إلى عام 2016 عندما انخفضت أسعار النفط إلى 30 دولارا للبرميل، حيث أظهرت هذه التقلبات ضرورة أن تتبنى الدول المعتمدة على النفط نهج التنويع الاقتصادي.
وقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتعيين الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيسا تنفيذيا لأدنوك ومجموعة شركاتها ليعيد هيكلة الشركة ويعزز كفاءتها وفاعليتها لتحاكي شركات الطاقة الكبيرة، بدلا من أن تبقى شركة حكومية نمطية.
وشرع الدكتور سلطان أحمد الجابر بوضع وتنفيذ خطة استراتيجية وتمت إعادة هيكلة فريق الإدارة في أدنوك، وتم خفض عدد الموظفين من خلال الاستغناء عن عدد من الموظفين الأجانب.
ولم يكن من السهل تغيير مسار مؤسسة تعد من أكثر المؤسسات محافظة في المنطقة.
وكان إنتاج أدنوك يشمل اتفاقيات امتياز لعقود طويلة مع شركات نفط غربية كبيرة، يعمل بعضها في دولة الإمارات منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ولم يكن أحد يتوقع اتفاقيات جديدة أو استثمارات أجنبية.
وفي أبريل/نيسان 2016، أي بعد شهرين من تولي الرئيس التنفيذي لأدنوك مهامه، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة مفاجئة لمقر أدنوك لإيصال رسالة مهمة إلى الكوادر العاملة لإحداث تغيير جذري.
وكانت رسالته هي ضرورة إحداث تغيير جذري في ثقافة العمل في ظروفٍ كان يُعتقَد فيها أن الحصول على وظائف حكومية هو أمر مضمون ويعد استحقاقا طبيعيا.
وتقول هيف زمزم، نائب رئيس النقلة النوعية ودعم الأعمال في دائرة التسويق والإمداد والتداول في أدنوك، التي كانت ضمن مجموعة من الموظفين التقى بهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال إحدى زياراته لأدنوك: "لقد شدد الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان على أن الاقتصاد في دولة الإمارات لا يمكن أن يخضع بالكامل لتقلبات أسعار النفط، سواء كان سعر البرميل 30 أو 100 دولارا".
وأضافت زمزم: "على الموظف إثبات خبراته وقدراته والعمل بجد، وسوف يحصل على العديد من الفرص".
وأضاف مصدر مطلع على القطاع أن الموظفين كانوا معتادين على الحضور إلى الدوام والمغادرة في الساعة 2 ظهرا، والبعض كان يتوقع توظيف أولاده في الشركة، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن".
لزيادة الربحية من كل برميل تنتجه الشركة، تم تكليف د. سلطان أحمد الجابر، وزير دولة والرئيس التنفيذي السابق لوحدة الطاقة في مبادلة، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الأعمال والاقتصاد، بمهمة زيادة العائد الاقتصادي والربحية في أدنوك بما يمكنها من دعم الاقتصاد في الإمارات بغض النظر عن أسعار النفط.
وفي مقابلة سابقة مع رويترز قال د. سلطان أحمد الجابر: "أردنا خلق نموذج جديد لأسلوب عمل شركات النفط الوطنية، بكل بساطة، نحن نعمل على زيادة الربحية من كل برميل ننتجه".
وفي الوقت الذي لا تنشر أدنوك فيه أي نتائج مالية، إلا أنه من الواضح أن المستثمرين معجبون بالتغييرات.
وقال متحدث باسم شركة "كي كي آر" الأمريكية إن استثمارهم في أدنوك في عام 2019 الذي يعد أول استثمار مباشر في المنطقة، كان بسبب التغييرات والإصلاحات الي قامت بها أدنوك.
كما أبرمت أدنوك شراكات جديدة مع شركات الطاقة الأوروبية والآسيوية مثل إيني الإيطالية وشركة "سي إن بي سي" الصينية لتعزيز أعمالها في مجال النفط والغاز والتجارة، وكانت أدنوك أول شركة أجنبية تخزن احتياطات النفط في منشآت استراتيجية في الهند.
وفي السعي لتبني نموذج عمل يحاكي شركات النفط العالمية الكبيرة، تعاونت أدنوك مع شركات عالمية مثل "توتال" و"رويال داتش شل" لإطلاق بورصة تجارية جديدة، كما تم أيضا تغيير آلية تسعير نفط الشركة من خلال إنشاء معيار جديد (إشارة إلى مربان أبوظبي).
وربما كانت وتيرة الإصلاحات مفاجئة لكبار اللاعبين في القطاع.
ويقول كلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية، أحد شركاء أدنوك أن الشركة حققت نقلة نوعية.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر أن الإصلاحات لا تزال مستمرة، وأن أدنوك تخطط لاستثمار 45 مليار دولار بالتعاون مع الشركاء للنمو والتوسع في أعمال التكرير والبتروكيماويات، وتتطلع الشركة إلى زيادة حصتها في السوق الدولية من النفط الخام والوقود.
وأوضح الرئيس التنفيذي لأدنوك: "لا نريد أن يقتصر التعاون فقط على الشركاء المعروفين أو التقليديين، فنحن نريد أن نستكشف ونغتنم الفرص كافة".
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز