أسبوع أبوظبي للاستدامة.. "أدنوك" و"مصدر" تقودان نقلة نوعية لمعالجة المناخ بالمشروعات الفريدة
تقود شركتا "أدنوك" و"مصدر" نقلة نوعية في أساليب مواجهة تحديات المناخ عبر تبني حزمة من المشروعات الفريدة.
وقد شكلت المشروعات النوعية التي أعلنتها دولة الإمارات ممثلة بكل من شركتي "أدنوك" و"مصدر" خلال الدورة الـ15 من "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، مصدر إلهام فيما يتعلق بخفض انبعاثات الكربون.
وحسب وكالة أنباء الإمارات "وام"، اتسمت المشروعات المعلن عنها بطبيعتها المتفردة، خصوصاً تلك المرتبطة بإيجاد حلول لخفض الكربون عبر "التعدين" و"الحقن"، وهو ما يمكن أن يشكل ثورة جديدة في أساليب خفض الكربون على المستوى العالمي.
- أسبوع أبوظبي للاستدامة.. انطلاقة واعدة للنسخة الأولى من قمة الهيدروجين الأخضر
- أدنوك" تعلن عن مشروع فريد عالميا.. طفرة في تقنيات حقن واحتجاز الكربون
وجسد الحدث مكانة دولة الإمارات التي باتت أحد أكبر اللاعبين الدوليين في ابتكار ودعم مشروعات الطاقة النظيفة حول العالم، والتي تعبر عنها قائمة طويلة من المشاريع التي توزعت في العديد من الدول حول العالم.
وقد ترجمت بذلك توجهات قيادتها التي أكدت أهمية نشر حلول الطاقة النظيفة على أوسع نطاق، وتعزيز مسيرة مواجهة آثار تغيّر المناخ على المستوى العالمي دعما لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
تعدين الكربون
أعلنت "أدنوك"، المزود الموثوق والمسؤول للطاقة منخفضة الانبعاثات، خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة عن إطلاق مشروع تجريبي قائم على تكنولوجيا تعمل على تعدين ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى صخور بشكل دائم ضمن التكوينات الصخرية الموجودة في إمارة الفجيرة بهدف إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وسيعمل المشروع التجريبي على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وخلطه مع مياه البحر ومن ثم حقنه بطريقة آمنة في التكوينات الصخرية البريدوتيتية تحت الأرض حيث سيتمعدن، وسيتم تشغيل المشروع بالاعتماد على مصادر الطاقة الشمسية التي توفرها "مصدر".
بئر الكربون
وفي السياق ذاته كشفت "أدنوك" عن بدء العمل في تطوير أول بئر في العالم لحقن ثاني أكسيد الكربون واحتجازه في طبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية.
ومن المتوقع بدء عمليات حقن ثاني أكسيد الكربون خلال الربع الثاني من العام الجاري 2023، ويمثل هذا المشروع خطوة جديدة مهمة ضمن التزام "أدنوك" بالحد من الانبعاثات في عملياتها، وخفض كثافة انبعاثاتها الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2030 لبلوغ هدفها المتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
تكسير الأمونيا
ووقعت "أدنوك" مذكرة تفاهم مع شركة "تيسن كروب أودي"، التابعة لمجموعة "تيسن قروب" لاستكشاف فرص بناء شراكة طويلة الأجل تهدف لفتح أسواق جديدة للهيدروجين وتعزيز سلاسل القيمة العالمية للطاقة النظيفة.
ووفقاً للاتفاقية، ستتعاون الشركتان لتطوير وحدات لتكسير الأمونيا على نطاق واسع باستخدام تقنية مجموعة "تيسن كروب". كما تمهد الاتفاقية الطريق لاستكشاف الفرص في مجال سلسلة القيمة للطاقة النظيفة لتوريد وشحن الأمونيا منخفضة الكربون أو الأمونيا الخضراء من دولة الإمارات لوحدات تكسير الأمونيا الكبيرة على مستوى العالم.
"سوكار" الأذربيجانية
وشهدت الدورة الحالية من "أسبوع أبوظبي للاستدامة" توقيع اتفاقيات بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” والتي تعد إحدى الشركات الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة وشركة النفط الوطنية في أذربيجان "سوكار" لتطوير مشاريع في مجالات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، ومشاريع متكاملة لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر، بقدرة إجمالية تبلغ 4 غيغاواط.
وكانت "مصدر" وقعت في يونيو الماضي، اتفاقيات تنفيذ مع وزارة الطاقة في جمهورية أذربيجان لتطوير برنامج مشترك للطاقة المتجددة بتقنيات متعددة وبقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 10 غيغاواط.
إنتاج الأمونيا
من جهتها أعلنت شركة أبوظبي للمشتقات الكيميائية المحدودة "تعزيز" عن توقيع اتفاقية مساهمين مع شركات "فرتيجلوب"، و"ميتسوي وشركاه المحدودة" - ميتسوي -، و"جي إس إنرجي كوربوريشن" - جي إس إنيرجي -، لتطوير منشأة لإنتاج الأمونيا منخفضة الكربون بطاقة تبلغ 1 مليون طن سنوياً في منطقة "تعزيز" للكيماويات الصناعية، ويمثل توقيع هذه الاتفاقية خطوة إضافية في مسيرة المشروع نحو قرار الاستثمار النهائي.
وتساهم هذه المنشأة في تعزيز ريادة أبوظبي في مجال إنتاج الوقود منخفض الكربون، وقدرتها على الاستفادة من الطلب المتزايد على الأمونيا منخفضة الكربون كوقود ناقل للهيدروجين النظيف.
طاقة نظيفة
بدورها وقعت شركة أيميا باور الإماراتية اتفاقية مع وزارة المناجم والبترول والطاقة في جمهورية ساحل العاج لبناء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وفق نظام البناء والتشغيل والتملك والتحويل “BOOT” لإنتاج 50 ميغاوات من الكهرباء، وبحجم استثمار يبلغ نحو 60 مليون دولار.
ويقع المشروع على بعد 420 كم شمال شرق أبيدجان المركز الاقتصادي لجمهورية كوت ديفوار حيث من المتوقع أن توفر المحطة عند تشغيلها طاقة نظيفة لنحو 350 ألف شخص، كما ستساهم في تخفيض نحو 52.6 ألف طن سنويا من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ما يدعم الجهود الحكومية في المحافظة على البيئة.
طاقة الرياح
وأعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" عن توقيع اتفاقية تطوير مشروع لطاقة الرياح بقدرة إجمالية تصل إلى 1 غيغاواط في جمهورية كازاخستان، ليشكل المشروع أول استثمار لشركة "مصدر" في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وكانت "مصدر" أعلنت مؤخراً عن هيكليتها الجديدة التي شملت إطلاق أعمال الشركة في مجال الهيدروجين الأخضر، لتصبح بذلك واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة النظيفة، مع توقعات بأن تصل القدرة الإجمالية لمشاريعها إلى 100 غيغاواط من الطاقة المتجددة وإنتاج مليون طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
ذكاء اصطناعي
وعلى هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة أطلقت "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، بالتعاون مع شركة IBM المدرجة في بورصة نيويورك مركز التميز للذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، من أجل تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها لدفع جهود الاستدامة، وتطوير حلول حيادية الكربون لإمدادات الطاقة ومواجهة تحديات تغير المناخ.