«أدنوك» تنقل استثماراتها في أمريكا لذراعها العالمية «XRG»
الجابر: ثلاثة توجهات كبرى ستقود عصراً جديداً للطاقة
قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لأدنوك ومجموعة شركاتها، إن استثمارات «أدنوك» في الولايات المتحدة أصبحت الآن تابعة لذراعها الاستثمارية العالمية الجديدة «XRG».
وتسعى شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إلى تأسيس أعمال تركز على الطاقة منخفضة الكربون والمواد الكيميائية، ستنقل بموجبه حصتها في مشروع الهيدروجين المشترك مع "إكسون موبيل"، ومشروع مع "نكست ديكايد" (NextDecade) لتصدير الغاز الطبيعي المسال، إلى إكس آر جي "XRG".
وأوضح الدكتور سلطان الجابر في مقال نشره على موقع "سيمفور" الإخباري أن إكس آر جي "XRG" تهدف إلى الاستثمار في التقنيات التي تدعم تحول الطاقة والانتقال إلى التكنولوجيا المتقدمة.
وتتركز استثمارات أدنوك في الولايات المتحدة في محطة هيدروجين تابعة لشركة إكسون موبيل ومنشأة للغاز الطبيعي المسال تابعة لشركة نيكست ديكيد.
وأعلنت أدنوك عن تأسيس إكس آر جي في نوفمبر/تشرين الثاني، قائلة إن قيمتها ستزيد على 80 مليار دولار.
كما ستصبح إكس آر جي مالكة لأكبر حصة في شركة صناعة المواد الكيميائية الألمانية كوفيسترو بعد أن وافق مساهموها على عرض استحواذ بقيمة 14.7 مليار يورو (15.22 مليار دولار)، شاملة الديون.
وأنشأت إكس آر جي مشروعا مشتركا مع بي بي في مصر، ركز في البداية على الغاز.
وقالت أدنوك في سبتمبر/أيلول إنها ستستحوذ على حصة 35% في محطة هيدروجين كبيرة مخطط لها لشركة إكسون موبيل في تكساس بأمريكا.
كما أعلنت أدنوك في مايو/أيار أنها اشترت حصة 11.7% في منشأة ريو غراندي لتصدير الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة نيكست ديكيد في تكساس ودخلت في اتفاقية توريد.
- سلطان الجابر: الإمارات تدشن أول منشأة لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة المتجددة دون انقطاع
- أدنوك: مفاوضات لإنشاء مجموعة عالمية جديدة لإنتاج «البولي أوليفينات»
وفي مقال رأي قال سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لأدنوك إن تأكيد تعيين كريس رايت وزيراً للطاقة في الولايات المتحدة هو "فرصة لإعادة صياغة قصة الطاقة التي ظلت سلبية جداً لفترة طويلة".
وتابع مؤكداً، "في عالم يتجه فيه الطلب على الطاقة في اتجاه واحد فقط، لا نحتاج إلى المزيد من الطاقة فحسب، بل نحتاج أيضًا إلى طاقة إيجابية أكثر، تشمل روح مبادرة تسعى لإيجاد حلول توفر للعالم ما يحتاجه من طاقة بأكثر الطرق كفاءة من حيث التكلفة والانبعاثات الكربونية".
وأردف، "ويبدأ ذلك بالاعتراف بأن الطاقة والتقدم لا ينفصلان. وقد لخّص الوزير رايت هذه الفكرة بشكل مثالي خلال جلسة تأكيد تعيينه بقول الوزير الأمريكي: الطاقة هي العامل الأساسي للتغيير الذي يتيح لنا القيام بكل شيء. كل شيء. وهنا في دولة الإمارات، لا يمكننا إلا أن نتفق تماماً مع هذا الطرح".
ومع وجود ما يقرب من مليار شخص لا يزالون يفتقرون إلى الحد الأدنى من الوصول إلى الطاقة، وارتفاع متطلبات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الكهرباء من حوالي 9000 غيغاواط حاليًا إلى 15000 غيغاواط بحلول عام 2035، وقد يصل إلى 35000 غيغاواط بحلول عام 2050. لهذا السبب، يحتاج العالم إلى التوقف عن الحديث عن إلغاء خيارات الطاقة، والتركيز بدلًا من ذلك على تبني تنوع الطاقة.
وشدد قائلاً، "نحن بحاجة إلى نهج عملي يعتمد على مبدأ "الإضافة لا الإقصاء"، بحيث نقول نعم للغاز الأقل انبعاثًا للكربون، ونعم لأقل أنواع النفط كثافة كربونية، وكذلك لمزيد من الطاقة النووية والهيدروجين والاستثمارات التجارية المدروسة في مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة الأخرى للمستقبل".
وهذا هو النهج الذي تبنته دولة الإمارات على مدار العقدين الماضيين، فهي تظل موردًا موثوقًا لأقل براميل النفط كثافة كربونية، مع تعزيز مكانتها كرائد في مجال الطاقة المتجددة، من خلال استثمارات في أكثر من 70 دولة. وتعد "مصدر"، الشركة الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات، مستثمرًا في 7 مشاريع عبر 3 ولايات أمريكية، وهي الآن في منتصف الطريق نحو تحقيق هدفها العالمي المتمثل في الوصول إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، كشفت دولة الإمارات عن مشروع فريد من نوعه يعالج أحد أكبر التحديات التي تواجه مصادر الطاقة المتجددة، وهو التقطع في التوليد.
مع إطلاق أول منشأة في العالم قادرة على توفير طاقة نظيفة على نطاق واسع وعلى مدار الساعة، توصلت "مصدر" إلى حل يضمن استدامة توليد الكهرباء على مدار الساعة، إذ تجمع المنشأة بين قدرة شمسية تبلغ 5 غيغاواط وسعة تخزين تبلغ 19 غيغاواط/ساعة لإنتاج 1 غيغاواط من الطاقة النظيفة المستمرة دون انقطاع. ولأول مرة على الإطلاق، سيؤدي ذلك إلى تحويل الطاقة المتجددة إلى مصدر طاقة أساسي يمكن الاعتماد عليه.
وأضاف أن نمو الأسواق الناشئة، والتحول في أنظمة الطاقة وأيضاً "النمو الهائل للذكاء الاصطناعي" هي اتجاهات ضخمة من شأنها أن تغير المستقبل وتدفع الطلب على الطاقة.
وقال إن هناك حاجة إلى مجموعة متنوعة من خيارات الطاقة، بما في ذلك المزيد من الغاز على مدى العقد المقبل لتشغيل مراكز البيانات والمزيد من المواد الكيميائية لتوفير وسائل التبريد السائلة لمثل هذه الأنظمة.
وقال الجابر، الذي كان رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) إن "هذا هو التفكير وراء أحدث إضافة لأبوظبي إلى محفظة الطاقة الخاصة بها، إذ أن إكس آر جي هي شركة استثمار عالمية في مجال الطاقة ستركز على مشاريع في مختلف المجالات، من الغاز إلى المواد الكيميائية والوقود منخفض الكربون وحتى البنية التحتية للطاقة".