كيف تابعت القارة السمراء ملحمة أول حكمة في تاريخ كأس أمم أفريقيا؟
حدث استثنائي نادر الحدوث في قارة أفريقيا شهدته مباراة زيمبابوي وغينيا في ختام دور المجموعات من كأس أمم أفريقيا 2021.
وشهدت المباراة التي أقيمت الثلاثاء ضمن المجموعة الثانية للبطولة القارية إدارة الحكمة الرواندية ساليما موكانسانجا للقاء كأول امرأة تدير مباراة في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للرجال عبر تاريخ البطولة الممتد منذ عام 1957.
ودخلت موكانسانجا المواجهة بينما كانت تحمل كرة المباراة وبصحبتها 3 حكام رجال، وانتهت المباراة بفوز زيمبابوي 2-1.
ما قدمته الحكمة الرواندية من أداء ثابت وقوي على أرض الملعب نال إشادة كبيرة وواسعة من قبل المتابعين من الجمهور، ليس الرواندي فقط ولكن أيضا جماهير منتخبي غينيا وزيمبابوي.
مثال للمرأة الأفريقية
نالت الحكمة البالغة من العمر 33 عاماً إشادة من المتابعين فعلقت صحفية أوشير كوموجيشا الرياضية الرواندية في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" العالمية على أدائها قائلة: "لقد ثابرت كثيراً كي تصل إلى قمة كرة القدم في قارة أفريقيا - في إشارة لكأس الأمم الأفريقية".
وأضاف الصحيفة: "عليك أن تنظر 65 عاماً إلى الوراء، وبالتحديد عام 1957 حين انطلقت البطولة ثم الآن، هي ها هنا وتقوم بعمل خيالي".
وأسهبت: "إنها ملهمة للسيدات اللاتي يردن محاكاة ما تقدمه، لأنه في الحقيقة كثيرون لا يعرفون كيف بدأت مسيرتها، لقد كانت تلعب كرة القدم في المراحل الابتدائية والثانوية من الدراسة، ثم طلبت أن تصبح حكمة، لكن الاتحاد الرواندي قال لها: أنت صغيرة للغاية على أن تصبحين حكمة".
وعما قامت به الحكمة الرائدة قالت الصحيفة: "قامت بتعليم نفسها قوانين اللعبة وها هي الآن تدير مباراة في كأس الأمم".
تمكين المرأة
وتقول فيليسيا تشيسبو، وهي مشجعة زيمبابوية حضرت اللقاء: "إن رؤية امرأة تمكن بهذا شكل يعني أننا نتقدم إلى الأمام كقارة أفريقيا.. المرأة يتم تمثيلها وتشارك في رياضة ككرة القدم، وهي رياضة عرفت على مدار سنوات بأنها لعبة الرجال".
وأكملت المشجعة الزيمبابوية: "أنا فخورة للغاية بالحكمة وفخورة بكوني امرأة".
وأدلت المشجعة الغينية سيريل نيافو بدلوها معلقة على الظهور التاريخي لساليما قائلة: "هذا أمر طبيعي (تحكيم سيدة للقاء في كأس أفريقيا للرجال) فالسيدات مثل الرجال، نحن متساوون، وعلينا أن نقاتل، وإلا لما حصلنا على فرص كهذه، ومن ثم علينا القتال بشكل أكبر، يجب أن تكون ساليما ملهمة للكثير من النساء الأخريات".
تحضيرات من نوع خاص
من جانبه كشف إيجيدي كايتيسي، مدرب سابق في رواندا، والذي عمل بمجال التدريب 21 عاماً، وكان يقود الحكمة الروانية حين كانت لاعبة في فريق الشباب.
وعن استعدادها التحكيمي قال المدرب المخضرم: "لديها شخصية استثنائية، حين كانت تتحضر لمباراة، كانت تراجع كتب التحكيم قبل اللقاء للتأكد من أنها تقوم بالأمر على أصح وجه، هي تعطي أهمية كبيرة للمباراة التي تقودها".
وفي رواندا، تابعت لاعبات شابات من فريق كيجالي ومدربهن إيجيدي كايتيسي المباراة على شاشة التلفزيون.