من "برلمان المنفى".. نائبات أفغانيات يناضلن في "مهد الديمقراطية"
أصبح نحو 28 نائبة أفغانية، لاجئات باليونان، منذ سيطرة طالبان على الحكم، فيما قررن أن تكون أثينا مهد الديمقراطية مكان "برلمان المنفى".
بدأت القصة في صباح أحد أيام السبت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، عندما جمعت النائبة الأفغانية نظيفة يوسفي بيك أوراقها، وهي تستعد للتوجه إلى المكتب، لكن بدلًا من صعودها على متن سيارة مصفحة تتجه إلى البرلمان في كابول، تقطع رحلتها بالحافلة من فندق يوناني إلى منظمة للمهاجرين في وسط أثينا.
وهناك، وبينما تتخذ مكانها على كرسي قابل للطي، تفتتح برلمان المرأة الأفغانية في المنفى، تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير عن النائبات في آخر برلمان في عهد الحكومة التي أطاحت بها طالبان.
وتقول يوسفي بيك (35)، التي فرت من أفغانستان مع زوجها وأطفالها الثلاثة بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة، أمام غرفة تزدحم بأقرانها: "شعبنا لا يملك شيئا. الأمهات يبعن أطفالهن. يجب أن نرفع أصواتنا، يجب أن نوقف هذا". وفيما أومأ البعض حولها بالموافقة، بكى آخرون بهدوء.
يوسفي بيك، من إقليم طاخار الشمالي، هي واحدة من 28 نائبة وجدن المأوى في اليونان، الدولة التي لم يزرها معظمهن من قبل. وشكلت تلك النساء، حتى وقت قريب، أكثر من 40% من النائبات في أفغانستان، والآن يواجهن أبجدية غير مفهومة، ومستقبلا مجهولا.
وتريد تلك النساء مواجهة ما تصفنه بأنه "نظام غير مشروع جرد النساء من حقوقهن الأساسية، وأغرق البلاد أكثر في الفقر والجوع وسط انهيار اقتصادي سببه الانسحاب الأمريكي والعقوبات".
وتبادلت النساء الأدوار في الحديث، بوقوفهن لإلقاء كلماتهن أمام أقرانهن. وأعربن عن معارضتهن لطالبان، وما وصفنه بتأثير باكستان على الأحداث الأخيرة، كما يفعلن تماما في الجلسات البرلمانية بكابول.
وخلال الاجتماعات مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيسة إيكاتيريني ساكيلاروبولو، دفعت النائبات سلطات البلاد لمناصرة المرأة الأفغانية مع الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.
كما تقدمن بالتماسات لعدة سفراء، من بينهم المبعوث الأمريكي في اليونان، للضغط على حكومات بلادهم للتفكير في حقوق الإنسان عند العمل مع طالبان.
برلمان مواز
توصلت شغوفة نورزاي إلى فكرة برلمان مواز في المنفى مع يوسفي بيك. وركزت الأولى التي كانت معلمة قبل أن تصبح مشرعة، أثناء وجودها بالمنصب على تحسين الحالة المالية للنساء وأنشأت مؤسسة تستهدف دعم الأطفال المشردين والأرامل في مسقط رأسها بولاية هلمند.
وقالت نورزاي، التي أصبحت أصغر نائبة بالبرلمان عند انتخابها عام 2018، وهي في عمر 24 عاما: "أريد أن تفكر النساء في أفغانستان في أن شغوفة لم تنساهن. وأنها تريد أن تفعل شيئا من أجلهن".
وشهدت كثير من النائبات معارضة قوية عند سعيهن وراء انتخابهن. بل تعرضن للخطر في سبيل ذلك، فكانت الحملة الانتخابية ليوسفي بيك هدف تفجير انتحاري مميت.
وخلال الأسابيع المقبلة، ستعقد النائبات جلسات افتراضية مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأعضاء الكونجرس، ومسؤولي مجلس الأمن، بتنسيق منظمة "ميناز ليست"، وهي منظمة غير هادفة للربح تدعم القيادة السياسية للنساء وتعمل مع المشرعات الأفغانيات.
ويريد البرلمان في المنفى إيصال التسع نائبات اللاتي لا يزلن في أفغانستان إلى بر الأمان.
وقالت فوزية حميدي (48 عاما)، مشرعة من ولاية بلخ: "منذ أغسطس/آب، قتلت طالبان طالبات، وشرطيات، ونساء بالحكومة. أفراد العائلات يخشون التحدث."
وتقول "الجارديان" إن النائبات الأفغانيات اختبأن خوفا من عمليات القتل بدافع الانتقام أو التعذيب على أيدي طالبان، أولًا قبل هربهن إلى اليونان، متنكرات في الغالب أو بارتداء أقنعة. وفر بعضهن عبر إيران وجورجيا قبل الوصول إلى أثينا.
وتتقدم معظم النائبات في اليونان بطلبات لجوء في دول أخرى، مثل: كندا والولايات المتحدة وبريطانيا. وقالت نورزاي: "اليونان هي البداية فقط. سنبدأ من جديد".
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز