رد الجميل.. "منقذ بايدن" يعبر أسوار "طالبان" في عملية سرية
مترجم أفغاني عمل مع القوات الأمريكية عقب الإطاحة بحكم طالبان عام 2001 تمكن من الهروب في عملية "سرية" نفذها فريق متطوعين أمريكيين.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت أن المترجم الأفغاني الذي ساعد في إنقاذ السيناتور جو بايدن عام 2008 عندما هبطت طائرته اضطراريا في أفغانستان، هرب من البلاد.
وقالت الصحيفة، في تقرير، إنه بعد أسابيع من الاختباء، قال أمان خليلي إنه وعائلته غادروا أفغانستان الأسبوع الماضي، بعبور الحدود إلى باكستان، في إطار هجرة بطيئة للأفغان الذي يحاولون تجنب الحياة تحت حكم حركة طالبان.
وبعد سلسلة من العقبات المحبطة والطرق المسدودة المخيبة للآمال، عمل قدامى المحاربين الأمريكيين مع جنود أفغان سابقين وحلفاء باكستانيين لتنفيذ عملية سرية لنقل خليلي وعائلته لمسافة أكثر من 600 ميل عبر أفغانستان، وإيصالهم إلى باكستان، بحسب المشاركين في تلك الجهود.
ونقلت الصحيفة عن براين جينثي، من قدامى المحاربين والحاصل على وسام "القلب الأرجواني من الحرس الوطني في ولاية أريزونا والذي عمل مع خليلي في أفغانستان: "أمان ساعد في الحفاظ على سلامتي وسلامة أمريكيين آخرين عندما كنا نحارب في أفغانستان، وأردنا أن نرد الجميل".
وفي عام 2008، كان خليلي جزءًا من فريق إنقاذ أرسل لمساعدة بايدن، السيناتور الديمقراطي عن ديلاوير حينها، مع اثنين آخرين هما السيناتور جون كيري وتشاك هيجل. واضطرت طائرتا هليكوبتر كان تقلهما للهبوط في أحد الأودية الأفغانية المعرضة لهجمات طالبان؛ بسبب عاصفة ثلجية شديدة.
وبعد ظهور قصة خليلي في "وول ستريت جورنال" في 31 أغسطس/آب الماضي، التي ذكر فيها باسمه الأول الرسمي فقط، محمد، لأسباب تتعلق بسلامته، انهالت عروض المساعدة في الإجلاء على قدامى المحاربين الأمريكيين الذين يساعدونه، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي إن الحكومة ستخرجه.
وكان قدامى المحاربين الأمريكيين من أريزونا الذين عملوا مع المترجم في عملية 2008 لإنقاذ أعضاء مجلس الشيوخ هم من قادوا مهمة إنقاذ خليلي.
تفاصيل عملية "سرية"
وقال خليلي لـ"وول ستريت جورنال": "بعد 144 ساعة من القيادة ليلا ونهارا وعبور عدة نقاط تفتيش، شعرت أسرتي بالخوف الشديد، لكن الآن الأمر يشبه الجنة. كان الجحيم في أفغانستان".
وأضاف خليلي أن خدمته مع الولايات المتحدة بدأت بعد فترة قصيرة على إطاحة واشنطن بحكومة طالبان عام 2001، وشق طريقه إلى قاعدة باجرام الجوية – التي كانت آنذاك أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان – وتم تعيينه كمترجم.
وأمضى أعواما في العمل لصالح عدة متعاقدين أمريكيين الذين كانوا يوفرون المترجمين للجيش، لكن رفض طلبه الخاص بالحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة المقدمة للأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي عام 2016.
وقالت الولايات المتحدة إن طلبه للحصول على التأشيرة رفض بعد قيام متعاقد بتسريحه، فيما أشار قدامى المحاربين الذين يساعدون خليلي إلى أن الرفض كان نتيجة سوء فهم لدى الشركة التي وظفته كمترجم.
وبدأت جهود إنقاذ خليلي بشكل جدي بداية أغسطس/آب الماضي، عندما أرسل طلبات مناشدة لقدامى المحاربين الأمريكيين الذين خدم معهم؛ طالبا منهم المساعدة في إخراجه من البلاد.
وتدخل جينثي لقيادة الجهود مع بدء الولايات المتحدة إجلاء الأمريكيين والأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية.
وانضم خليلي لحشود من الناس خارج مطار كابول نهاية أغسطس/آب الماضي، أثناء محاولتهم الصعود على متن طائرات الإجلاء من أفغانستان، وقال خليلي إن الجنود الأمريكيين أبعدوه عن البوابات وأخبروه أنه يمكنه الدخول، لكن لا يمكن دخول أفراد عائلته.
"لا تنسوني هنا"
ومع مغادرة آخر القوات الأمريكية من أفغانستان، تحدث خليلي مع "وول ستريت جورنال" وتقدم بمناشدة مباشرة لبايدن طلبا للمساعدة.
وقال: "مرحبا سيدي الرئيس: أنقذني أنا وعائلتي. لا تنسوني هنا". واختبأ خليلي، وقال قدامى المحاربين إنهم بدأوا البحث عن منزل آمن له ولعائلته.
وبعد فترة قصيرة، وصلت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، إلى إسلام أباد، وحصلت على موافقة باكستانية للسماح لخليلي وعائلته بالسفر على متن طائرة عسكرية أمريكية متجهة إلى الدوحة، بحسب ما قاله مسؤولون أمريكيون.
وأعرب خليلي عن امتنانه للجميع، بما فيهم قدامى المحاربين من أريزونا، الذين عملوا على إيصاله وعائلته لبر الأمان.
وقال: "إذا سنحت لنا الفرصة، سنحيي الرئيس ونشكره على مساعدته ووعده، نحن ممتنون لأمريكا على الوفاء بوعدها".