فورين بوليسي: موجة جرائم تزيد صعوبات الحياة بأفغانستان
تفاقم زيادة الجرائم الخطيرة والمخاوف الأمنية، معاناة الأفغان الذين يواجهون أزمات الأسعار، وتلاشي السيولة المالية والبطالة.
وتظهر تقارير تتحدث عن عائلات تبيع الفتيات الرضع لجمع المال من أجل شراء الطعام مع تفاقم الفقر والجوع وانهيار القانون والنظام، وفق مجلة فورين بولسي الأمريكية.
وأكدت مصادر في العاصمة كابول أن عمليات الخطف والابتزاز تحدث بشكل يومي، بينما ينفذ جنود المشاة التابعين لحركة "طالبان" عمليات قتل مقابل المال بسبب عدم تقاضيهم رواتب، بحسب المجلة الأمريكية.
وقال مسؤول أمن أفغاني سابق يراقب موجة الجريمة عن كثب: "2000 دولار مقابل اختطاف شخص ما و5000 دولار مقابل القتل".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "الجريمة والفقر مرتفعان بشكل كبير. ولم تحاول طالبان وقف الأمر، ولا تتعلق المسألة بعدم قدرتها على احتواء الجريمة، بل أنها جزء منها".
وتابع في حدث لـ"فورين بولسي٢": "الجنود فقراء للغاية وفاسدون لا يمكنهم الحصول على المال بأي طريقة أخرى. مثل أمراء الحرب في التسعينيات".
وأوضح سكان من كابول أن العصابات تجول الشوارع، يوقفون ويفتشون ويسرقون الناس بشكل عشوائي، لافتين إلى أن الرجال المسلحين يوقفون السيارات بشكل منتظم ويسرقون الركاب.
فيما قال مسؤول سابق آخر من الحكومة الأفغانية، يختبئ الآن: "يبدو أنهم محترفون للغاية، وشباب كذلك، غير متعلمين، وعاطلين عن العمل. لا شيء هنا يسير بنظام. الحياة ليست طبيعية بالشكل المناسب. كابول مدينة مفقودة وميتة."
وأضاف: "تم اختطاف المسؤولين من الحكومة السابقة والاستخبارات والجيش من مازلهم بعدما تقدموا بطلبات للحصول على جوازات سفر، وقدموا المعلومات الاستدلالية الحيوية وغيرها من البيانات التعريفية".
وتستخدم حركة طالبان أيضًا قوائم تتضمن مسؤولين سابقين ونشطاء مدنيين وتختطف الأطفال، على حد قول المجلة الأمريكية..
وقال المسؤول بالحكومة السابقة: "أخذوا أربعة من هؤلاء الأبناء من مدرسة بارزة في كابول. وعندما سألنا مركز الشرطة قال: لا نعرف من دخل المدرسة."
مقيم آخر في كابول قال إن والد أحد زملائه اختطف، وطلبت فدية بقيمة 3 ملايين دولار لإطلاق سراحه.
وأضاف: "لا أحد لديه كل هذا المال، لم يتمكنوا من الدفع، وقتل".
وبالإضافة إلى ذلك، تسرق السيارات أيضًا بشكل شبه يومي من المنازل في المناطق التي كانت آمنة بالسابق.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن وقوع أكثر من 40 حالة خطف لرجال أعمال منذ سيطرة طالبان في منتصف أغسطس/ آب الماضي، فيما قالت مصادر أخرى إن الأرقام أعلى بكثير.
ووقعت معظم أعمال الخطف في كابول، وقندهار، وننجرهار، وقندوز، وهرات، بحسب ما قاله نائب غرفة التجارة والصناعة الأفغانية لموقع "تولو نيوز".
وتضيف موجة الجرائم إلى محن أخرى لا تعد ولا تحصى للأفغان؛ حيث ارتفعت معدلات البطالة ارتفاعا كبيرا، وأصبح الناس غير قادرين إلى حد كبير على الحصول على المال من البنوك.
وتضاعفت أسعار الغذاء والوقود تقريبًا منذ سيطرة طالبان على البلاد، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر مع قدوم الشتاء. كما فقدت العملة الأفغانية قيمتها أمام الدولار.