صرخة لردّ الجميل.. المترجمون الأفغان يطرقون أبواب بريطانيا "المسدودة"
لقي عشرات المترجمين الأفغان أنفسهم ممنوعين من دخول المملكة المتحدة، بحجة "خطرهم" على الأمن القومي، بعد سنوات من خدمة الجيش البريطاني.
وعلى الرغم من إعلان وزارة الدفاع البريطانية في وقت سابق موافقتها على نقل أولئك المترجمين الذين تعاونوا مع قواتها لأعوام طويلة، تلقوا رسالة ترفض دخولهم بريطانيا، بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ومع اجتياح طالبان لمناطق واسعة من أفغانستان وسيطرتها على كامل البلاد، الشهر الجاري، تلقى هؤلاء المترجمون رسائل من وزارة الداخلية البريطانية تفيد بأنه لن يسمح لهم أو لعائلاتهم بالسفر إلى المملكة المتحدة لأنهم يشكلون "خطرا" عليها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن محامين يمثلون أحد المترجمين أحالوا قرار وزارة الداخلية إلى القضاء، للمطالبة بإلغائه أو تقديم مزيد من التفسيرات حول سبب وصف ذلك الرجل على نحو مفاجئ بأنه خطر على الأمن القومي.
وخلال الجلسة الخاصة التي عقدتها المحكمة العليا مساء الجمعة، أمر قاضي الحكومة البريطانية بتقديم تلك التفاصيل في غضون 24 ساعة، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن.
وقالت ريحانة بوبال، محامية متخصصة في قضايا الهجرة: "هؤلاء الرجال عملوا لصالح الجيش البريطاني في أفغانستان، وخرجوا في دوريات وجولات مع الجنود، وساعدوهم على التواصل مع المجتمعات المحلية ولعبوا أدوارا حيوية".
وأضافت: "والآن لا ندير لهم ظهورنا فحسب، بل نصفهم بأنهم يشكلون خطرا علينا وتهديدا لنا".
وذكرت الـ"إندبندنت" أن ذلك المترجم، الذي رفض الكشف عن هويته، يختبئ حاليًا في قرية قريبة من العاصمة كابول مع زوجته وأطفاله الستة، وجميعهم دون الرابعة عشرة من العمر" .
وقال المترجم، الذي يبلغ من العمر 38 عاما، من مخبئه إن مقاتلي طالبان يقومون بدوريات في المنطقة وهددوا بقتله، مشيرا إلى أنه تعرض لإطلاق نار الأسبوع الماضي، خلال توجهه إلى مطار كابل الدولي، مما أدى إلى إصابته برصاصة في عنقه دون أن تقتله.
واختتم "هذا هو الوقت الأنسب كي يساعدني الجيش البريطاني لأنني ساعدتهم في السابق.... لا يوجد سبب لرفضهم قضيتي".